الكويت – تعتزم الخطوط الجوية الكويتية تأجير ثماني طائرات تجارية مخصصة لنقل المسافرين من طراز أيرباص في غضون عشر سنوات، كأحد الحلول لمواجهة أي ازدحام في جدول الرحلات مستقبلا، بينما تحاول الخروج من أزماتها المالية.
وكشف رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية علي الدخان الأحد أن الشركة المملوكة للدولة تدرس عروضا من شركات لتأجير الطائرات، لم يحددها بالاسم ولم يذكر التكلفة التقديرية لذلك.
ولكنه قال أثناء مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة الكويتية إن “مدة عقود تأجير الطائرات، وجميعها من طراز أيرباص 321 نيو، ستتراوح بين ثماني وعشر سنوات”.
وتأتي خطة التأجير إضافة إلى صفقة بمليارات الدولارات أبرمتها الخطوط الكويتية مع شركة أيرباص في عام 2022، لشراء 31 طائرة تسلمت 18 طائرة منها بالفعل، كأحد الالتزامات الحكومية من أجل رفع تنافسية الشركة.
وتأمل الشركة، التي سجلت خسائر متتالية على مدى سنوات، في أن تغير الصفقة مع أيرباص من مسارها الحالي وأن تصل بها إلى تحقيق أرباح في 2025 والتوسع للوصول إلى وجهات جديدة.
علي الدخان: كلفة الوقود زادت المصاريف بنحو 38 في المئة هذا العام
وفي حين تضررت شركات الطيران على مستوى العالم بشدة من الجائحة، فإن العديد من شركات الطيران الخليجية في مقدمتها طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي شهدت انتعاشا سريعا في الطلب. وأصبحت شركات الطيران في منطقة الخليج تضطلع بأدوار أساسية في توجه حكوماتها لتنويع اقتصاداتها عبر قطاعات مثل السياحة.
وسياسة الشركة الآن هي تقليل كلفة الوقود بقدر الإمكان. وقال الدخان إن “تكلفة وقود الطائرات زادت المصاريف التشغيلية للخطوط الكويتية بنحو 38 في المئة على أساس سنوي منذ بداية عام 2023”.
وبالفعل تجري الخطوط الكويتية مفاوضات مع مؤسسة البترول الكويتية حول آلية للتخفيض لتقليل تكاليف وقود الطائرات على الشركة، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي للشركة معن رزوقي في المؤتمر الصحفي. والتأثير الكبير لأسعار النفط على الشركة كان عندما بلغ سعر برميل النفط 120 دولارا، لكنه انخفض حاليا إلى أكثر من 80 دولارا.
وتتجه الخطوط الكويتية بثبات نحو توديع سنوات من الخسائر بفضل الإستراتيجية التي تتبعها إدارة الشركة، مستفيدة من حزم الدعم الحكومي وعودة تعافي قطاع النقل الجوي بعد الأزمة الصحية.
وفي مايو الماضي قال عيسى الحداد، مساعد الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات، في مقابلة مع رويترز إن الشركة “تسير في الطريق الصحيح للوصول إلى نقطة التعادل بين الأرباح والخسائر بحلول عام 2025 رغم ارتفاع أسعار النفط”.
ونجحت الشركة العام الماضي في تقليص خسائرها إلى قرابة النصف، وقد سجلت خسائر صافية قدرها 55 مليون دينار (180.26 مليون دولار)، مقارنة بخسائر قدرها 107 ملايين دينار (350.5 مليون دولار) في 2019. وأكد الحداد في ذلك الوقت أن “الأوضاع في تحسن مستمر والطلب عال جدا، والتحدي هو كيف نواكب متطلبات السوق الحالية”. وأضاف “سياستنا هي تحسين الإيرادات وتقليل المصروفات للوصول إلى نقطة التعادل، وأنا متفائل جدا بأن تكون النتائج أفضل في المرحلة القادمة”.
وارتفعت إيرادات الشركة العام الماضي بنحو 115 في المئة على أساس سنوي، وزادت بنسبة 10 في المئة عن عام 2019 قبل بدء الجائحة التي عصفت بشركات الطيران.
وتعد الشركة من أقدم كيانات قطاع النقل الجوي الخليجي، فقد تأسست في 1954، وكانت من أكبر شركات الطيران في المنطقة، إلا أن مكانتها تراجعت بشكل كبير في العقدين الماضيين بعد بروز منافسين أقوى وهم طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية.
ويرجع خبراء سبب ذلك التراجع وعدم قدرة الخطوط الكويتية على الاستحواذ على حصة في سوق النقل الجوي إلى الارتجال في تنفيذ الخطط الإستراتيجية للنهوض بالشركة المتعثرة، كما أن الصراعات السياسية والفساد أحيانا كان لهما دور كبير في نشاطها.