المملكة المغربية
الرباط في :11 ماي 2024
من: الصحفي:محمد الشنتوف
رقم بطاقة الصحافة المهنية: 10368
إلى : الجسم الصحفي الوطني والدولي./بلاغ صحفي /1
الموضوع: شكاية، إثر التعرض لاعتداء وتعنيف بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
السيدات والسادة، المحترمات والمحترمين، سلام تام بوجود مولانا الإمام المؤيد بالله، أما بعد،
تعرضت يومه السبت 11 ماي 2024، على الساعة الثانية عشرة صباحا لاعتداء وتعنيف، و “ثني دراعي” لما يقارب الدقيقتين، وبعثرة ملابسي، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط من طرف رجلي أمن أحدهما مغربي والثاني فرنسي، أحتفظ بصورهما،’’وجري بعنف’’ قرب أحد محلات الأكلات الخفيفة بالمعرض ’’مكثفا’’ كأنني مجرم، ما دفع إحدى العاملات لتنبيهه لوجود مقلات زيت قرب وجهي، لكنه لم يعرها اهتماما واستمرت عملية تعنيفي، وعندما قلت لهما باللغتين العربية والفرنسية ’’ أنا صحفي مهني، أقوم بواجبي المهني فقط وأشرت إلى لوجو المؤسسة العمومية التي أقوم بعملي لصالحها “ميدي 1 تيفي” قال لي رجل الأمن الفرنسي الذي لا يرتدي اللباس المهني ومكتوب على بطاقته ’’ سطاف’’، “جو مون فو؟؟؟”، بينما هددني رجل الأمن المغربي، غاتندم؟؟؟ وكلام تهديدي آخر، وطلب من بقية رجال الأمن الخاص بالمناداة على الشرطة، وقد حضرت الشرطة لعين المكان، وللأمانة، كان تعامل الشرطي راقيا.
جاء ذلك بعدما طلبت الحصول على تصريح لأحد الكتاب السعوديين “أسامة”، لكن مسؤولة قالت لي ’’إن التصريح سيكون لاحقا’’، وطلبت منها إذا أمكن توفير التصريح لأسباب مهنية، لكنها رفضت، وتدخل رجل آخر وبدأ يصرخ في وجهي، فتفاعلت معه كرد فعل طبيعي ناتج عن فعل غير مهني، وهددني بالاتصال بمسؤولي القناة كأنني أقترف جرما أو خطأ مهنيا جسيما، لأفاجئ بتدخل رجال الأمن الخاص، والمفترض أن أتواصل فقط مع مسؤولي الوزارة كما جرت العادة وكان بإمكاني الانتظار “مثلما افعل دائما”، دون تدخل أي طرف آخر، وعن طريق التواصل والتفاعل في إطار ما هو مهني، فهذا هو مجالنا المشترك الذي يجب أن نقدم فيه النموذج والقدوة في التواصل المهني الاحترافي.
المسؤولة لم تخبرني أنها مديرة المعرض، وهنا المشكل، لا يعقل أن تتواصل مسؤولة من حجم السيدة المديرة مع رجال وسيدات الصحافة بهذه الطريقة، وتترك الأمر في يد رجال الأمن الخاص، لا أفهم طبيعة التعليمات التي تضعنا في مواجهة رجال الأمن الخاص، ولا أقبلها، ورغم ذلك لم أصدر أيه ردة فعل تجاهها، وكررت طلبي فقط، لعلها تستجيب، كسلوك تواصلي طبيعي يكون بيننا كصحفيين وبين المسؤولين أو رجال وسيدات التواصل، إلا أن تدخل وصراخ الرجل الذي لا أعرف صفته هو الذي عقد الأمور، وعجل بالتدخل العنيف لرجال الأمن الخاص.
السيدات والسادة، المحترمات والمحترمين ، إن حوادث الاعتداء على الصحفيين والصحفيات من طرف رجال الأمن الخاص أصبحت تتكرر كثيرا، أخرها الاعتداء على رئيس تحرير موقع العمق في أحد المؤتمرات الحزبية وهو ما رفضته مؤسسته ولقي تضامنا واسعا، وقد عاينت ذلك في عديد من المحطات مع صحفيين آخرين مع مؤسسات أخرى، وفي بعض الأحيان يتعامون مع جميع رجال وسيدات الصحافة بأساليب مستفزة، بمبررات واهية مفادها أن هناك من يمارس المهنة وهو بعيد عنها، وهذه ليست مشكلتي كصحفي مهني، اعمل على خدمة قضايا وطني بكل جدية وهدوء، وفي مختلف الأحداث التي قمت بتغطيتها بمهنية عالية، وهذه ليست المرة الأولى، فقد منعت من دخول وتغطية زيارة المنتخب الوطني رفقة صحفيين آخرين في السنة الماضية، وقد تم توثيق الحادثة ونشرت على موقع “شوف تيفي“، لكنني تجاوزت الأمر، لأنه لم يصل لحد التعنيف، بل كان هناك دفع جماعي “غير مقبول طبعا” واكتفيت حينها بتبليغ السيد وديع الطويل وكذلك القناة بالحادثة، وهو ما كررته هذه المرة، إنما الآن، أهنت أمام الناس، وعنفت وقهرت، أبهذه الطريقة نتعامل مع كفاءاتنا الوطنية في هذا المجال؟ ونشجع الشباب؟، لا أعتقد أن هذه التصرفات تمثل وزارة الشباب والثقافة والتواصل وتمثل بلدنا ومؤسساتنا، فمهما اختلفنا مهنيا لا يجب أن نصل إلى التعنيف في دولة المؤسسات التي أومن بها.
السيدات والسادة، المحترمات والمحترمين ، لطالما غطيت أنشطة متعددة لوزارة الثقافة والشباب والتواصل ولبقية المؤسسات بكل مهنية وانضباط، ولا أقبل اتهامي بإثارة المشاكل وتشويه سمعتي، فالقاعدة الأساسية هي أن الاحترام المتبادل أساس عملنا المهني، وفي الكثير من الأحيان لا يحترم البعض هذه القاعدة، وأصبر لتجنب المشاكل، وآخر أنشطة الوزارة التي حضرتها، مهرجان الجاز بشاله في العاشر من ماي 2024، وأشهد على رقي وأناقة واحترافية تعامل المكلفة بالتواصل، الأستاذة نبيلة موصابيح التي يسرت عملي، وهذا نموذج من النماذج الإيجابية الكثيرة التي أتعامل معها يوميا في مختلف المؤسسات دون مشاكل، والعنف مرفوض سواء كان تجاه الصحفيين أو المواطنين، فالقانون فوقنا جميعا.
السيدات والسادة، هي إساءة لصحفي مهني أولا، ثم لقناة عمومية مشهود لها بالكفاءة وخدمة قضايا الوطن، وللجسم الصحفي عموما ولهذا الوطن الذي نحبه جميعا وندافع على مصالحه، ولشاب من الشباب اللذين لطالما أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله على ضرورة دعمهم وتشجيعهم، إساءة خلفت أثارا نفسية وخيمة، ومنعتني من القيام بعملي بمهنية واقتدار مثلما عاهدت نفسي ووطني على ذلك منذ التحاقي بهذه المهنة، فلم يسبق لي أن ذهبت لتغطية ما ولم أقم بواجبي المهني فيها.
السيدات والسادة، أؤكد لكم أن المشكل ليس في طلب تأجيل التصريح أو النقاش الطبيعي الذي يمكن أن يحدث بيني كصحفي وأي مسؤول حول ما هو مهني وبشكل مهني، بل ما أحزنني جدا، بل وقهرني، هو الصراخ في وجهي وتعنيفي ’’كأنني حشرة’’ والاتصال بمسؤولي القناة لتشويه سمعتي، وتهديدي من طرف رجال الأمن الخاص والتعامل معي بطريقة لا تليق، ولكنني أومن أننا في دولة الحق والقانون، ومن دون شك سيتم إنصافي ورد الاعتبار لكرامتي، لأننا جميعا نعمل لخدمة شعارنا الخالد ’’ الله، الوطن، الملك’’ وليس لإثارة المشاكل، وإهانة بعضنا، وقد وضحت للسيد وديع الطويل، المكلف بالتواصل في ديوان السيد الوزير، عبر الهاتف أن طلب التصريح أمر عادي مثلما يحدث بيننا مرارا ولا مشكلة في طلب التأجيل والانتظار لأسباب قاهرة، فهذا عملي الذي أقدره وأمارسه بكل الليونة الممكنة، إنما تواصلي مع وديع يكون باحترام متبادل ودون تجريح أو استفزاز، لقد صبرت كثيرا وتجاهلت مثل هذه التصرفات ونبهت لها، وحان الوقت ’’للصراخ’’ والنضال من أجل وقفها.
السيدات والسادة، المحترمات والمحترمين، لا أطلب سوى رد اعتباري، والاعتذار رسميا عما حدث من طرف الوزارة، وإبلاغ رسالتي لكل من يهمه الأمر بأن يتم التعامل معنا كصحفيين مهنيين باحترام، فهناك تراكمات كثيرة تجعلني ألح على إبلاغها، وأعتبرها أهم من الاعتذار، مهما كلفني الأمر في مسيرتي المهنية الحالية، فهذا مبدأ، ودفاع عن كرامة الصحفيين ضد مثل هذه التصرفات حتى لا تتكرر، تصرفات تهيننا وتلبسنا ثوب الظالمين بقدرة قادر، ولأن عملنا الصحفي لا يمكن أن يكون عملا ناجحا دون تعاون بقية الشركاء، وتواصلهم الإيجابي، ولا يمكن أن تسلم الجرة في كل مرة، ونصبر على مثل هذه التجاوزات التي تسيئ لبلادنا ومؤسساتنا ولمهنتنا الموقرة، أما موضوع العنف فبيننا القضاء.
مع فائق الإحترام والتقدير
نسخ موجهة: للسيد الوزير، السيد نقيب الصحفيين، السيد رئيس اللجنة المؤقتة لتدبير شؤون الصحافة، مديرية الأخبار بقناة ميدي 1 تيفي، إدارة قناة ميدي 1 تيفي, ولمؤسسات وطنية أخرى ذات صلة بحقوق الإنسان وبمناهضة العنف، ولكل من يهمه الأمر.