صبري يوسف
شاعر وتشكيلي سوري
عندما أرسمُ
أحلِّقُ عالياً في مآقي السَّماءِ
أودِّعُ الأرضَ وما فيها مِنْ غُبارٍ
أموجُ في زُرقةِ الأعالي
أناغي أجنحةَ اليمامِ
تحملُني الأحلامُ على أجنحةِ النَّسيمِ
لوني مِنْ مَذاقِ حليبِ الحنطةِ
مِنْ لونِ خُدودِ الأطفالِ
مِنْ طراوةِ العُشبِ
مِنْ شهقاتِ الحَنينِ إلى البيتِ الأوَّلِ
لوني مِنْ نكهةِ الذِّكرى المُعرِّشةِ
في سَماءِ الرُّوحِ
مِنْ بهاءِ بَسمةِ أُمِّي
مِنْ لونِ غُربةِ الرُّوحِ في دُنيا مِنْ بُكاءٍ
أرسمُ كمَنْ يُحاكي الكونَ
حكايةَ عِشقٍ لا تنتهي
أكتبُ على أجنحةِ الفَراشاتِ
رهافةَ الطُّفولةِ
أرسمُ طفولتي فوقَ ندى الصَّباحِ
فوقَ أوتارِ الحنينِ إلى المَهدِ الأوَّلِ
أرسمُ لوني فوقَ أشواقِ الهِضابِ
تشتاقُ الجبالُ إلى كركراتِ الأطفالِ!