*أجرى المقابلة: الأستاذ عبد الله مشنون.
يعتبر د. التجاني بولعوالي إحدى الكفاءات الفكرية والأكاديمية المغربية الأصل التي تقيم في أوروبا منذ حوالي ربع قرن. بعد أن استكمل دراسته الجامعية في اللغة العربية وآدابها، غادر المغرب عام 1999 طالبا إلى هولندا، حيث استقر في مدينة أمستردام طوال خمسة عشر عاما، تلقى فيها مختلف التكوينات المهنية والأكاديمية في شتى الحقول المعرفية من لغات ودرسات إسلامية ولاهوت وعلوم تربية وإعلام، درس في جامعة أمستردام التي تخرج منها بشهادتي ماستر، أحدهما في علم اللاهوت والدراسات الدينية، والأخرى في الرعاية الروحية. ويعيش الآن في منطقة الفلاندر في بلجيكا منذ حوالي عشرة أعوام، حيث عين أستاذا في الثانوي لدى وزراة التعليم والتكوين الفلامانكية، وبعدها محاضرا ومدربا لأساتذة الدين الإسلامي في المعهد التربوي بمدينة خانت، ويعمل منذ خمسة أعوام في كلية اللاهوت والدراسات الدينية، جامعة لوفان في بلجيكا منسقا لماستر الأديان العالمية والإسلام والدراسات الدينية، وأستاذا في الدراسات العربية والإسلامية، وهو التخصص الذي نال فيه شهادة الدكتوراه من كلية الآداب من جامعة لوفان نفسها، في موضوع: المرجعيات الكتابية في ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الهولندية.
صدر للأستاذ بولعوالي أكثر من ثلاثين كتابا في مختلف المجالات من فكر إسلامي وتربية ونقد أدبي ودراسات إعلامية وترجمة وإبداع، منها عشرون كتابا مستقلا، وعشرة كتب مشتركة. ونشير هنا إلى أهم العناوين: المسلمون وفوبيا العولمة (فاس، 2018)، صورة الإسلام في المقاربة الأكاديمية الهولندية (دبي، 2013)، الإسلام والأمازيغية، (الدار البيضاء، 2009)، المسلمون في الغرب (القاهرة، 2006). بالإضافة إلى ذلك، ساهم الأستاذ بولعوالي بعشرات المقالات المحكمة ومقالات الرأي والمراجعات والحوارات، كما شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والتكوينات والمحاضرات والمبادرات الفكرية والإعلامية والمؤسسة.
ويحصل لنا الشرف الكبير في موقع إيطاليا تليغراف أن نجري هذا الحوار الحصري المهم مع د. التجاني بولعوالي حول كتابه الجديد: الخوف المتبادل بين الإسلام والغرب، الذي حاز الكثير من الاهتمام والمتابعة رغم صدوره منذ شهور معدودات، حيث كتبت عنه مراجعات، وأجريت حوله حوارات متنوعة، وحظي أيضا بحفل توقيع في بلجيكا.
1- لماذا هذا الكتاب الجديد؟ ما الهدف من تناول موضوع الإسلاموفوبيا الذي سبق وأن اشتغل عليه العديد من الباحثين؟
ج- في الحقيقة، جاء هذا الإصدار بعد أكثر من عقدين من البحث الفكري الأكاديمي والانشغال الإعلامي والصحافي بثنائية الإسلام والغرب في مناسبات ولقاءات متنوعة وعبر كتابات وإصدارات متعددة، وقد صغت فيه مجموعة من الأفكار والرؤى حول قضية تؤرق الجميع، وهي ظاهرة الإسلاموفوبيا التي كُتبت عنها، كما أشرتم في سؤالكم، العديد من الدراسات والبحوث والمقالات والأوراق في زمن قياسي.
والهدف الجوهري من هذا العمل ليس توصيف هذه المسألة والقيام بجرد عام لمظاهرها ونوازلها، لأن فيما ألفه السابقون من كتب ومقالات وتقارير الكفاية، بل الهدف هو نسج مقاربة مغايرة نوعا ما تروم تفكيك ظاهرة الإسلاموفوبيا والتنقيب في جذورها النفسية والواقعية، ثم التشكيك في كون الخوف أحادي الاتجاه من الإسلام فقط كما يُروّجُ في الأدبيات السياسية والإعلامية المؤدلجة، بل متبادل بين الإسلام والغرب بشهادات ورؤى عدد من الفلاسفة والخبراء والباحثين الغربيين التي تعضّد فرضية هذا الكتاب. ولا نكتفي بهذا الجانب، بقدر ما نتعمّق أيضا في البدائل الممكنة أو الطرائق المسعفة على تبديد أسطورة الخوف هذه.
وقد عملنا على تفكيك جملة من المفاهيم المتقاطعة مع ظاهرة الإسلاموفوبيا وإعادة تركيبها بما يقتضيه السياق السوسيو- ثقافي والإبستيمولوجي الجديد، لأن التحولات المتسارعة التي شهدها الربع قرن الأخير لم تعد تتعلق بالبنية الاجتماعية فقط، بقدر ما تجاوزتها إلى البنى المعرفية والفكرية والبيداغوجية. كما أن مرحلة التعددية التي ولجتها المجتمعات الإنسانية المتقدمة أسفرت عن نشوء فلسفة التعددية التي باتت تشكل تيارا مهما داخل فلسفة الأديان وحوار الثقافات، ما يقتضي منا تجاوز البعد الأحادي في نظرتنا إلى الوجود والأشياء والآخر، واستبداله بالمقاربة التعددية التي تتأسس على التبادل والتفاعل والانفتاح.
2- نلاحظ أنكم توظفون كثيرا مفهوم التفكيك، ماذا تقصدون بذلك؟
ج- التفكيك يعني نمط المقاربة النقدية والتحليلية التي اعتمدناها في تشريح مفهوم الإسلاموفوبيا، وهو مفهوم نستمده من الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا الذي يعود إليه الفضل الكبير في بلورة التعاطي التفكيكي مع الفماهيم والنصوص والتجارب، ويعرفه بأنه “قرع نواقيس نهاية الميتافيزيقا وعلمنا أن نسلك معها سلوكا “استراتيجيا” يقوم على التموضع داخل الظاهرة، وتوجيه ضربات متوالية لها من الداخل. (…) إن الميتافيزيقا، كما عبرت عنه في موضع آخر، ليست تخما واضحا، ولا دائرة محددة المعالم والمحيط، يمكن أن نخرج منها ونوجه لها ضربات من هذا “الخارج”. ليس هناك من جهة “خارج” نهائي أو مطلق. إن المسألة مسألة انتقالات موضعية، ينتقل السؤال فيها من “طبقة” معرفية إلى أخرى، ومن معلم إلى معلم، حتى يتصدع الكل، وهذه هي ما دعوته بـ “التفكيك”.” (الكتابة والاختلاف، 2000، ص 47). فهو يدمر البنية إذن ثم يعيد بناءها، في حين نحتفظ نحن بالبنية الأصلية ونُلحق بها بعدا إضافيا، وهو بُعد التبادل، الذي يحضر في مختلف المفاهيم والعلائق والمستويات الخاصة بثنائية الإسلام والغرب. ونسعى إلى استجلاء هذا البعد “التبادلي” وتأكيده في تعاطينا مع الآخر الغربي، حتى نتجاوز البعد الأحادي والقطبي الذي يحكم أغلب المقاربات العربية الإسلامية التي اشتغلت على قضايا الإسلام والغرب.
3- لو تقربون القارئ من محتويات هذا الكتاب: ما هي أهم القضايا التي عالجتموها؟ وما علاقة موضوعة الخوف بها؟
ج- لقد اخترنا لهذا العمل عنوان: الخوف المتبادل بين الإسلام والغرب، ويليه عنوان فرعي يكشف عن طبيعة المقاربة المعتمدة فيه، وهي مقاربة تأصيلية وتفكيكية لظاهرة الإسلاموفوبيا. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام كبرى، تتوزعها ستة عشر فصلا ومباحث متنوعة، بالإضافة إلى مقدمة وتمهيد حول الحاجة إلى مقاربة جديدة وخاتمة. يحمل القسم الأول عنوان: الخوف من الإسلام، حقيقة أم وهم؟ ويتألف من خمسة فصول تتمحور حول التيمات: المفارقة الرمزية واللغوية، الإسلاموفوبيا: جدلية التأويل والسياق، انتشار الإسلام وعولمة الخوف، الخوف من انتشار الإسلام، ولماذا الإقبال على الإسلام؟ أما القسم الثاني الموسوم بـ: صناعة الخوف.. من الإسلام، فيتضمن ستة فصول، وهي على التوالي: سياسة الخوف واللاتسامح الديني، الإعلام وصناعة ظاهرة الإسلاموفوبيا، قهر الآخر: ظاهرة الهجرة السرية أنموذجا، الخوف المتوهم: ظاهرة الإرهاب أنموذجا، اليمين المتطرف وصناعة الإسلاموفوبيا، الإسلام السياسي وشكوك الغرب. في حين عنون القسم الثالث بـ: تبديد الخوف من الإسلام، ويتألف من خمسة فصول، تتمحور حول قضايا: تبديد الخوف من المنظور الفلسفي، الخوف المتوهم والمد العنصري: آليات للتبديد، ظاهرة الإسلاموفوبيا والأزمة الاقتصادية، تغطية الإسلام: من الطور الإشكالي إلى الطور الإسهامي، وفي الأخير: ترسيخ المواطنة – تبديد الخوف.
4- ماذا يعني مصطلح الإسلاموفوبيا في سياق مقاربتكم لهذه الظاهرة بشكل مغاير إلى حد ما لما هو سائد في الإعلام والدراسات الفكرية؟
ج- في الحقيقة، كشفت في دراستي أن مصطلح الإسلاموفوبيا ينطوي على مفهومين متعارضين، ففي التفسير الإيديولوجي الغربي يقصد به كون الإسلام يشكل خطرا على المجتمعات الغربية وتهديدا لقيم الأنوار والحداثة من ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان، ومن ثم فهو مدعاة للخوف والرهاب. في مقابل ذلك، يشير مصطلح الإسلاموفوبيا إلى عكس ذلك المعنى في التفسير الموضوعي، كما نلمس في تقرير للمجلس الأوروبي صدر عام 2005، حيث تعني الإسلاموفوبيا “الخوف أو النظرة المتحيزة ضد الإسلام والمسلمين والقضايا المتعلقة بهم، التي تأخذ طابع التمييز والعنصرية اليومية أو تتمثل في أشكال أكثر عنفا، فهي تشكل بذلك خرقا لحقوق الإنسان وتهديدا للتماسك الاجتماعي”.
5- لعل الجديد في مقاربتكم أن الخوف متبادل كما يحيل على ذلك عنوان الكتاب، لو تتفضلون بتنويرنا أكثر حول هذه الخلاصة المهمة التي توصلتم إليها؟
ج- في الواقع، كتبت أغلب فصول ومباحث هذا الكتاب وأنا مسكون بهاجس تكسير الرؤية الفكرية والإعلامية التقليدية التي تقدم الغرب باعتباره الخائف والضحية والمستهدف، ومن ثم إقرار أن الخوف ظاهرة إنسانية عامة لا تقتصر على الذات الغربية، بل تتخطّاها أيضا إلى الآخر الذي قد يكون شرقيا أو مسلما أو غير ذلك. وهذا يعني أن الخوف متبادل بين الجميع وغير خاص بطرف دون آخر. وأكثر من ذلك، فإننا نستكنه أن شعور الخوف لا يكون دوما حقيقيا، بل يوجد خوف وهمي أو مُتوهّم كما تطلق على ذلك الدراسات السوسيو- نفسية، وهو خوف متخيل وناتج عن افتراض عدو وهمي يهدد الذات في استقرارها وأمنها، لا يختلف كثيرا عن طواحن دون كيشوت الهوائية التي تضعه في صراع لا متناه ضد عدو غير واقعي لا يوجد إلا في مخيلة الخائف. وقد أصاب اللاهوتي والفيلسوف السويسري هانس كونغ عندما قال إن الغرب يرى في الإسلام عدوا له بعد سقوط الشيوعية، فهو في أمس الحاجة إلى صورة الصورة، التي تشكل له عامل ارتياح نفسي أو استقطاب للأصدقاء والحلفاء أو تحفيز على مواجهة العدو. لذلك، لا يمكن الحديث عن الخوف المفرد، بل الخوف المتبادل والمشترك، الذي قلّما يكون حقيقيا، وكثيرا ما يكون متوهما.
6- تصرون على اعتبار أن خوف الغرب من الإسلام متوهم، هل ينفي هذا وجود خوف حقيقي في الواقع من الإسلام أو المسلمين؟
ج- حتى يستوعب القارئ هذه الفرضية التي تبنيتها منذ البداية وحاولت تأكيدها، ميزت بين السياق والمخيال، فمصطلحات الغرب، الإسلام، الأصليون، الأجانب، الذات، الآخر وغيرها تحيل بالدرجة الأولى على السياق أو المكان، لأنها في الأصل وليدة البيئة التي تحضنها، فهي تتحدد بحسب الظروف الطبيعية والسوسيو-اقتصادية لمحيطها الخاص، غير أنها على المستوى الاصطلاحي والابستيمولوجي والرمزي لا يمكن فصلها عن التصورات والمشاعر والانفعالات والطموحات التي تحصل مسبقا في البيئة النفسية والذهنية أو ما يعرف بالمخيال. وهذا لا يعني الانتصار لنظرية المثل الأفلاطونية التي تجعل العالم الأرضي المزيف انعكاسا لعالم المثل الحقيقي، بقدر ما يعني أن الكثير من المفاهيم الكلاسية والحديثة لا تتجاوز إحداثيات المتخيل والمتوهم والممكن، فهي تعكس نقيض الواقعي والحقيقي والكائن، فالشرق، على سبيل المثال لا الحصر، حسب تفسير إدوار سعيد المشهور ليس حقيقة خاملة من حقائق الطبيعة، وإنما مجرد فكرة ذات تاريخ وتراث من الفكر، والصور، والمفردات التي أسبغت عليه حقيقة وحضوراً في الغرب ومن أجل الغرب. وهذا ما قد ينطبق إلى حد ما على الإسلاموفوبيا التي هي في أغلبها متوهمة، أو مفبركة من طرف الإعلام المؤدلج والتيارات الشعبوية لترهيب ومن ثم استقطاب الغربيين الأصليين من الإسلام والمسلمين، لا لشيء إلا لتحقيق أهداف سياسية وإيديولوجية. من الأكيد، هناك خوف واقعي سواء لبعض الغربيين من الإسلام أو لبعض المسلمين من الغرب، لكن بشكل جد نسبي، لا كما توهمنا وسائل الإعلام المؤدلجة وأحزاب اليمين المتطرف.
7- يعتبر الغرب الطرف المقابل للإسلام سواء في هذا الكتاب أو في غيره من الدراسات التي كتبتموها، بل ويعتبر أيضا بمثابة السياق الواقعي الذي تجري فيه مقاربتكم، كيف تفسرون مفهوم الغرب إذن؟
ج- أشكركم على هذا السؤال الوجيه، وأقول باختصار، إن الغرب كما أفهمه لا يشكل كُلاّ موحدا ومتجانسا، بل كلا مُجزّءا ومتنوعا. لذلك فإن تشكيكي الفلسفي ونقدي موجه إلى الغرب الإيديولوجي لا الحضاري، وتوجّسي الوجودي موجه إلى الغرب الاستعماري لا الإنساني. فالغرب الأول (غربُ لورا فاليري، وزيغريد هونكه، وهانس كونغ، وفان كونينسفيلد، وجون إسبوزيتو، وكارن أرمسترونغ، وإنجمار كارسلون، وروجي غارودي وغيرهم كثير) تفاعل مع حقيقة الإسلام فاعترف بسماحته النادرة، أما الغرب الثاني (غربُ صموئيل هنتينغتون، وبرنارد لويس، ومارتن كريمر، وخيرت فيلدرز، وأوريانا فلاشي، وأيان هرشي علي وغيرهم كثير) فقد تعامل مع الإسلام بعقلية الحروب الصليبية لا بعقلية التنوير، فاستحال الإخاء عداء، والمساواة عنصرية، والحرية اضطهادا! وأكتفي بهذا، ولعلي سوف أتعمق أكثر في هذا المفهوم في إصدار جديد قادم.
8- ما هي أهم الخلاصات التي توصلتم إليها في هذا الكتاب المثير للانتباه والمستحق للقراءة؟
ج- قد يلاحظ القارئ أن هناك جملة من الخلاصات التي سجلتها سواء في متون الفصول، أو في خواتمها، أو في الخاتمة العامة للكتاب، وأكتفي هنا بثلاث محصلات جوهرية، وهي كالآتي:
أولا: إن خوف الغرب من الآخر ومن الإسلام بوجه خاص لا يمكن إنكار وجوده، غير أنه ليس بالحجم الذي تروجه وسائل الإعلام المؤدلجة، فهو خوف نسبي وصوري، قلّما يتجاوز حدود التصور إلى نطاق الواقع، وأغلب ما يتداول في الإعلام والسياسة يتم نفخه بمضخة البروباخاندا.
ثانيا: إن صعود الإسلام السياسي العنيف أعاد قضية الإسلاموفوبيا إلى الواجهة بقوة، لكن ليس بالطريقة النمطية التقليدية التي كانت تقولب دوما الإسلام في بوتقة واحدة وتعمم حكم الإرهاب على المسلمين قاطبة، بل بنوع من التمييز ولو النسبي بين مختلف التيارات الفقهية والكلامية والسياسية داخل الإسلام.
ثالثا: من المتوقع أن تزداد صورة الإسلام في الغرب تردّيًا، لكن لدى الحركات اليمينية المتطرفة. في مقابل ذلك، يشهد راهن المسلمين في أوروبا والغرب تحولا إيجابيا من مرحلة الهجرة إلى مرحلة المواطنة، ومن طور الإشكال إلى طور الإسهام، يتعزز مع مرور الأيام بالإقبال المتزايد على معرفة الإسلام واكتشافه واندماج الأجيال المسلمة الصاعدة في السياق الغربي على مختلف الأصعدة.
معلومات الكتاب:
العنوان الرئيس: الخوف المتبادل بين الإسلام والغرب
العنوان الفرعي: نحو مقاربة تأصيلية وتفكيكية لظاهرة الإسلاموفوبيا
المؤلف: التجاني بولعوالي
دار النشر: أفريقيا الشرق الدار البيضاء
سنة النشر: 2021
عدد الصفحات: 273
*إعلامي وكاتب مقيم بايطاليا