حوار مع السيد قديم بوشعيب الفاعل الجمعوي بمنطقة بوليا والعضو المؤسس لاتحاد الجمعيات المغربية بجنوب إيطاليا.
حاوره.
ذ.أحمد براو
العمل الجمعوي يعتبر موهبة وإبداع، وحب واهتمام، ومسؤولية والتزام، للأسف هذا العمل الجليل لازالت الغالبية العامة من الجالية المغربية خاصة بجنوب إيطاليا لم تستسغه جيدا، ولم تنخرط فيه بشكل كبير رغم أنك تجد بعض القامات ولكنها قليلة مقارنة بالعدد الكبير للمغاربة المقيمين بالخارج، والقليل منهم من يعمل باحترافية ومهنية وبطريقة مؤسساتية، بل يبقى عمل الغالبية في حدود الإرتجالية والعشوائية نظرا لقلة التأطير والتكوين، وبسبب ضعف تلقي وتطبيق المعلومة والقوانين الجاري بها العمل في بلد الإقامة.
وكما عهدنا ذلك، فجريدة إيطاليا تلغراف تعمل في كل فرصة سانحة على تشجيع الطاقات والتعريف بالكفاءات المغربية وبعض النشطاء في المجتمع المدني.
في هذا الحوار الشيق نرحب بالسيد بوشعيب قديم الفاعل الجمعوي بامتياز بمنطقة بوليا وممثل اتحاد مغاربة العالم بالجنوب الإيطالي وكذلك عضو اتحاد الجمعيات المغربية بالمناطق الجنوبية لإيطاليا.
* أهلا وسهلا بك؟
– شكرا لكم كمنبر إعلامي على إتاحتي هذه الفرصة وتحية لجميع الصحفيين والأساتذة الذين يسهرون على هذه الجريدة وموقع “إيطاليا تلغراف” وعلى المدير الأستاذ عبد الله مشنون، وكل طاقمها التحريري الذي يعمل على التعريف بالكفاءات المغربية بكل إيطاليا شمالا وجنوبا.
1س: أعطنا نبدة تعريفية عنك منذ كنت في المغرب ودراستك وعائلتك وكيفية قدومك لإيطاليا وبالضبط الجنوب؟
ج- إسمي قديم بوشعيب مغربي من مدينة الدار البيضاء مسجل بالحالة المدنية بسطات، سنة 1962، حاصل على شهادة الباكالوريا سنة 1985 وتقدمت للمدرسة الوطنية للإدارة العمومية L’Enap بالرباط، ونجحت في الإمتحان الكتابي وللأسف لم أتمكن من اجتياز الإختبار الشفوي لأسباب كانت مجهولة آنذاك، بعد ذلك هاجرت لإيطاليا منتصف الثمانينات بعد استدعائي من طرف أخي الأكبر الذي كان مقيم هنا بزواج مختلط ومن تم بدأت حياتي مع الغربة والهجرة التي تقدر ب 35 سنة.
2س: ماهي مراحل هجرتك في إيطاليا من ناحية الشغل والإندماج؟ وحدثنا عن المغاربة وأشغالهم وعن المنطقة التي تقيم بها.
ج: هاجرت لمدينة بولزانو أقصى الشمال ولكن أول محطة لي كانت بمدينة بارما حيث حصلت على بطاقة الإقامة بعد التسوية الأولى للأجانب بإيطاليا مع دخول أول قانون للهجرة في إيطاليا قيد التنفيذ وهو ما يعرف بقانون مارتيللي سنة 1989-1990. وبعد ذلك استقر بي المقام بالجنوب وبالضبط بمدينة ليتشي وبدأت أزاول التجارة مثل أغلب المغاربة المقيمين بالجنوب.
3س: كيف دخلت ميدان العمل الجمعوي وماذا قمتم به لحد الآن في بوليا والجنوب؟
ج: علاقتي بالعمل الجمعوي بدأت لما تبيّن لي أن هناك عدة مشاكل كبيرة داخل الجالية المغربية بين بعض النقابات والنشطاء، والفكرة كانت هي تأسيس أول جمعية بمنطقة بوليا وتسجلنا كجمعية قانونية مرخصة في سجل الجمعيات، وذلك للمطالبة بحقوق المغاربة وخدمتهم وكنت ولا زلت أنادي بتقريب الخدمات القنصلية من المواطنين المغاربة المقيمين بالجنوب وكذلك نقل الجثامين، وتعليم وتأطير أبناء الجالية، ومشاكل التنقل، الحمد لله تحققت بعض المطالب، بعدما كنا نسافر لقنصلية روما الآن قرُبت المسافة إلى قنصلية نابولي، كما فتحنا مدرسة لتعليم التلاميذ بالمدينة التي أقيم بها، للأسف المعلم الذي جاء من المغرب انتهى له العقد سنة 2014 ولم تجدد له السلطات الإيطالية بطاقة الإقامة وبقينا بدون معلم رسمي، ولابد من مواصلة هذا المسار وإيجاد حل لمشكل إقامة المعلمين المغاربة من لدن السلطات الإيطالية، إسوة بباقي الدول الأوروبية، لأنه فقط بعض المتطوعين هم الذين يقومون مؤقتا بالتعليم، وهناك كذلك مطالب أخرى لا زلنا نناضل من أجلها.
4س: كيف تنظر إلى هذا المولود الجديد اتحاد الجمعيات المغربية بالجنوب الذي أسستموه مؤخرا بمناسبة عيد المسيرة؟
ج: الحمد لله والشكر لله هذا المولود الجديد الذي جاء بعض تضافر جهود عدد من النشطاء في المجتمع المدني والفاعلين الجمعويين ورؤساء المراكز الإسلامية والجمعيات في الجهات الخمس المكونة للجنوب الإيطالي، وهو بشرى خير على الجالية المغربية المقيمة بجنوب إيطاليا، لأننا سنكون متحدين أكثر بسبب العدد الهائل من المنظمات والحمعيات المنخرطة، أنا جد متفائل لهذا الحدث الكبير خصوصا مع تأسيسه بمناسبة عيد المسيرة وسيكون عنوانه “مسيرتنا إلى النجاح” وسنعمل جميعا لمصلحة المغرب والمغاربة في إيطاليا ونتمنى الخير والتوفيق لهذا المولود الجديد “اتحاد الجمعيات المغربية بجنوب إيطاليا”.
5س: ماهو تقييمكم للعمل الجمعوي والتطوعي؟ وماهي أهم المشاكل التي تعاني منها الجالية المغربية؟ وكيف تنظرون للحلول؟
ج: العمل الجمعوي بالنسبة لي هو التضحية والتطوع ونكران الذات، بعض الأحيان الفاعل الجمعوي ينسى نفسه، ويترك شغله وبيته من أجل قضاء حاجات المتضررين ومصالح المحتاجين، لأن الجالية المغربية تعاني فعلا خاصة في الجنوب من مشاكل الشغل والسكن والإندماج والتعليم ونقل الأموات والتنقل، والعديد من المشاكل التي لو تضافرت الجهود أكثر وفعّلنا الوساطات وأخلصنا النيات، سنعمل على إيجاد الحلول.
6س: ما هو الدور التي تلعبه الجالية والمجتمع المدني للدفاع عن القضايا الوطنية والدبلوماسية الموازية؟
ج: بحكم أننا جمعيات في المجتمع المدني فسيكون لنا صدى وقوة كلمة من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية والثوابت التي أجمع عليها المغاربة، وذلك بفعل الإحتكاك مع المؤسسات والمنظمات والنقابات والجامعات، إذا رسمنا خطة طريق ونفذنا المشاريع والبرامج وعقدنا اتفاقيات فسنقوم بالدبلوماسية الموازية التي تلعب الدور الأكبر بسبب مساحة الحرية والتعبير التي يكفلها الدستور الإيطالي.
7س: كيف تنظرون إلى المؤسسات الإيطالية والحكومة من أقصى اليمين الجديدة؟
ج: في الحقيقة بحكم تجربتي الواسعة مع الحكومات المتعاقبة لا أستطيع القول بأن اليمين أو اليسار أو أقصاهما يستطيع خرق الدستور الإيطالي الذي يكفل الحقوق للأجانب، يبقى أن نكون نحن المهاجرين في المستوى لنتمكن من الحصول على الحقوق بموازاة الواجبات. أقول لكم بصراحة أنا لا أنتمي لأي حزب سياسي وكنت أقول دائما أن هناك أمرين يصعب فهمهما في إيطاليا: “السياسة والطقس” يبتسم.
8س: ماهو مستوى التنسيق والدعم من المؤسسات المغربية المعنية بالجالية، كوزارة الخارجية والبعثات القنصلية ومجلس الجالية ومؤسسة الحسن الثاني؟
ج: لا يوجد أي دعم ولا هم يحزنون، كل الذي نقوم به هو تضحيات ذاتية من الإخوة الفاعلين الجمعويين، نتمنى بعد إحداث المشاريع مستقبلا أن نجد التمويل والدعم.
بخصوص مجلس الجالية كما يقال لم يعطي ثماره وكأنه صرح كبير يقوده قائد وهو فارغ من الداخل، ليس له علاقة، إلا من بعض الوصوليين والسماسرة. للأسف لم تستفد الجالية وعلى الأقل هنا في جنوب إيطاليا أي شيء من تلك المؤسسات.
9س: ماهي نصيحتك للشباب المغربي بجنوب إيطاليا خاصة والمهاجرين المغاربة عامة؟
ج: يجب على الشباب أن يحافظ على علاقته بالوطن والهوية والثقافة المغربية، وهذا إن شاء الله من التحديات والأدوار التي يجب أن نقوم بها كآباء وأمهات وفاعلين جمعويين، يجب ان ندمجهم في العمل الجمعوي ونشاركهم همومهم وآمالهم ليخدموا كذلك قضايا الجالية المغربية ونحن في هذا التكتل الجديد سيكون الشباب من أولوياتنا خاصة لأن رئيس الإتحاد الأستاذ “أسامة بضري” هو شاب عشريني ذو ثقافة مزدوجة ومحامي بارع سنكون له سندا وعونا ونعمل معه بمصداقية وشفافية وعمل استراتيجي منظم للقيام بالمسؤولية على أفضل وجه، ونتمنى له التوفيق في هذه المهمة الصعبة.