رسوم رمزية

إيطاليا تلغراف

 

 

 

مصعب البدور

 

عزيزي المواطن الحزين:

إذا استلمت أي ورقة لأي نشاط من مدرسة أولادك تحمل عبارة رسوم رمزية فَأَقْعِدِ ابنك في الدّار، أو ابعثه إلى الشّيخ عبد العليم في باب الحارة؛ وذلك مِن أجل صحّتك النّفسيّة وسلامتك العقليّة، واسمح لي عزيزي المواطن الحزين المحطّم أن أقدم لك قائمة تعريفيّة بالرّسوم الرّمزيّة القادمة إليك من المدارس:
• رسوم اشتراك في إفطار جماعيّ لطلبة الطّفولة المبكّرة (KG) (عشرة دنانير…) “المشكلة كل العيلة بتفطر بدينار من عند أقرب فوّال وبتخلي الباقي للغداء”
• رسوم اشتراك في رحلة إلى حدائق الملك الحسين أو حدائق الملك عبد الله (ثلاثون دينارا…) ” يا رجل ما هن حدائق مجانيّة ارحموني شوي”
• رسوم اشتراك في اليوم الرياضي- sports day – (عشرون دينارا…) “يزم أنت بتفكر ابني رونالدو ولّا بنزيما”
• رسوم اشتراك في رقصة الحفل الوطنيّ أو الاستقلال أو الجلاء أو يوم العلم (خمسة عشر دينارا…) “طول عمري بعرف أنه الناس بترش على الي برقص أمّا تدفّعني عشان ابني يرقص فهاي جديدة”
• رسوم صورة التّخرّج لطلبة الطّفولة المبكّرة (خمسون دينارا) “يا رجل طلاب الدكتوراه بتصورا عند استوديوهات زهرة القرنبيط بثلاث ليرات يعني “ثلاثة دنانير” وبكونوا هاتّين على كل إلّي بالشّارع مش بس الاستوديو “
• رسوم الزيّ الخاصّ بالحفل الختاميّ (أربعون دينارا) “يا جماعة أنا بشتري أربع لبسات لكلّ السّنة بالأربعين دينار”
• رسوم حضور حفل التّخرّج لطلبة الطّفولة المبكّرة (سبعون دينارا) “لا تعليق”
لن أكمل القائمة الخاصّة بطلبة المرحلة الأولى والثانية والثالثة، حفاظا على سلامتكم وصحتكم النفسية، خاصة الآباء والأمهات أصحاب النصيب الوافر من الأولاد.

عزيزي المواطن الحزين:
منذ تحول العلم إلى تجارة وأزياء، ومفاخرة بأسماء المدارس التي صارت علامات تجارية ليس أكثر، انحطّ حالنا وتراجعت كل مستويات التعليم، وصرنا خارج الخارطة التعليمية للعالم، وأتعبْنا جيوبنا، وأرهقْنا عقولنا، وعّلّمْنا أبناءنا أنّ المظاهر أساس الحياة وعمادها.

عزيزي المواطن:
لقد أديت دورك بأفضل شكل ممكن فقد عملت ” حرثت حراثة” ودفعت واشتريت وراجعت وذهبت وأتيت وبكيت، لكن ما لا نستطيع وصفه هي المشكلة التي حوّلت التّعليم إلى سوق الجمعة، وجعلت منه ميدان للنّهب، و تجاهلنا المشكلة الّتي دفعتنا جميعا إلى التّعليم غير العام، والذي بدوره لم يفوّت فرصة من أجل الإجهاز على جيوبنا جميعا، وعلى عقول أبنائنا.

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...