لا تقتل عدوك، ولكن إنتظر جثته…

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

الأجباري عبد العزيز

 

 

 

ما قام به نظام الكابرانات من حماقة الرعناء في حق فريق كرة القدم المغربي نهضة بركان بعد حجز الفريق داخل المطار و مصادرة قمصانه بحجة انه يحمل خريطة الوطن جعل هؤلاء الكابرانان من أنفسهم موضوع سخرية و تنذر في كل العالم، فتأكد الجميع أن الجارة “الشقيقه” لن تقم لها يوما قائمة بهكذا البله، والعته السياسي لهؤلاء الجنيرالات الذين يتصرفون بكل إستغباء و استحمار حُيال مواطنيهم كما لو أن البلد إسطبل، أو زريبة هوام وليس شعبا من المواطنيين لهم كرامتهم يستحقون أن يُساسون من شخصيات سياسية ناضجة و بكامل قواها العقلية وليس طغمة من” البهاليل”. العسكر مكانهم الطبيعي هو الثكنات، والخروج الي الجبهة لدفاع عن حوزة الوطن وليس تدبير شؤون الدولة بهذا الشكل من الدراما/ كوميديا، لأن السياسة لها حرفيوها و متخصصيها وليس لكل من دب وهب بمجرد أنه مثقل زيه العسكري بالنياشين و الأوسمة الواهية لا أساس لها من الموضوعية و الواقعية. نعلم أن لاوجود للعواطف في السياسة بقاعدة صديقي اليوم قد يكون عدوي غدا أو العكس، لكن غالبا ما ينتصر العقل، بقراءة التوقعات و الأبعاد، والقرارات الحكيمة فيما يخدم مصلحة الشعب و البلد، وليس استعراض الشرور و الحقود و الكراهية بشكل هزلي و بطريقة صبيانية مثيرة لشفقة و سخرية العالم ضدا على الجار الذي كان له أمس خير سند في مواجهة الاحتلال الفرنسي، فما كان من هذا الجار “الأخوي” إلا أن يجزي جاره ردا جميلا اليوم بتبذير مليارات من الدولارات لإقتناء آلات الموت و الدمار ومستحدثات الحرب، وخلق و تمويل كيان وهمي بميزانيات فاحشة لا طائل منها منذ أكثر من خمس عقود ضد الوحدة الترابية المغربية، بينما شعبه يرزح تحت ربقة معانات من البؤس الإجتماعي وهو في أمس حاجة لهذه المليارات السائبة التي تذهب بكل طيش هدراً، لكون أن مشروع تقسيم الصحراء المغربية عن وطنه الأم مشروع فاشل ومولود ميت من أساسه قبل الشروع في التفكير لتحقيقه ولو في الأحلام، لأن مشروعية الصحراء ثابتة بكل الأرشيفات والوثائق والمستندات التاريخية الدامغة، ما يستغربه القاصي و الداني هو طبيعة هذا الضرب من العداء السيكوباثي المرضي ضد بلد وشعب شقيق يشبهه في كل شيء كامكون ثقافي و لغوي و ديني وتاريخي و نفساني، قاوما وتساندا إلى جنب أيام الإستعمار الفرنسي قبل أن يعترف او يعرف العالم أنه توجد دولة اسمها الجزائر بعد أن كانت مقاطعة تابعة للإيالة العثمانية يحكمها “الداي”. وهؤلاء الكابرانات يعرفون أيما معرفة كيف شبت معركة “إيسلي” بين المغرب وفرنسا عام1844م في عهد السلطان مولاي عبد الرحمان بسبب الدعم المادي و المعنوي و الوقوف إلى جانب الثوار و المجاهدين الجزائريين وإيوائهم و حمايتهم داخل المغرب، مم ترتب عن معاقبة فرنسا المغرب بقضم جزء كبير من صحرائه الشرقية وضمها إلى مستعمرته الجزائرية. و غني عن التعريف أن السلطان محمد الخامس رفض مناقشة استرجاعها بعد أن بادرت فرنسا لمناقشة إعادة ترسيم ما إقتطعته سنة 1956 م إلا بعد خروج فرنسا الشامل من سائر تراب الجزائر و النيل من إستقلاله، لكون القضية تخص الإخوة الشقيقين. كما لا يجب أن ننس تصريح فرحات عباس رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك عند زيارته الرباط قائلا فيما يخص الصحراء الشرقية” إن الجزائر هي المغرب و إن تضامننا أبدى، وإن الصحراء هي مسألة تهم الجزائر و المغرب فقط، و لا تهم من بعيد أو قريب الإستعمار الفرنسي” ولا نفهم كثير من الجزائريين كيف يستفزون المغاربة بأحقية عودة مدينتين السليبتين سبتة و ومليلية بدلا من صحرائه ولا يعلمون هؤلاء” الجيران” الذين لايقرؤن التاريخ أن هاتين المدينتين المحتلتين مشكلتها موغل في القدم، و تعقيد قضيتها يعود إلى عهد الدولة الوطاسية وقبل الدولة السعدية و العلوية بستة قرون وأن طرح قضية تحريرهما ليس غافلا عن الدولة المغربية عاجلا أم آجلا فهي مسألة وقت لا أكثر، بينما قضية الصحراء الشرقية التي كانت تابعة لدولة المغربية نرعتها فرنسا لصالحها فهو حنث و جرح حديث العهد.

فكم تفاجأ المغاربة آنذاك والعالم في حنث الحكومة الجزائرية بعد الاستقلال 1961 برئيسها أحمد بن بلة بالوعود المتفقة بتحريض من جمال عبد الناصر المنقلب على ملك فاروق 1952 و المدعوم من كرمليين السوفياتية لهدف خلق أنظمة شيوعية في إفريقيا َو قضاء ماتبقى من الملكيات ومواجهة البلدان الرأسمالية وكل حليف المنضوي تحت إملاءات سياسية تابعة للولاية المتحدة الأمريكية كازعيمة للمعسكر الرأسمالي الغربي و ربيبتها بريطانيا.

على الإخوة الجزائرين أن يقرأوا التاريخ جيدا و أن ينظروا إلى خريطة بلدهم قبل نشوب فرنسا الحرب على على المغاربة وقبل قضم من أراضيه الشرقية لصالحها..
إن المغرب مهما لاقى من نكران جميل، ورغم مايراه من تصعيد متعمد، و إثارة لضغائن و القلاقل الإعلامي “المُبرغش” لايهتم، لعله يعمل بالحكمة الإنجليزية الرائعة التي تقول: “wrestle with a pig. You just get dirty and the pig enjoys it”
“لا تصارع خنزيراً في الوحل فتتسخ أنت و يستمتع هو. لأن القذارة هي أسلوب حياتة! “.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...