كيف استنتج سعد الدين العثماني أن المعارضة السورية تحترم سيادة المغرب؟

إيطاليا تلغراف

 

 

 

إدريس عدار

 

 

 

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق للعدالة والتنمية، في تصريح لأحد المواقع الرقمية إن “المعارضة السورية صاحبة موقف يحترم المغرب وسيادته، دون تردد. وبما أن قضية الصحراء هي النظارة التي نزن بها مواقفنا من الآخرين، فهذا معطى مؤثر لديه”. وكان قد قال “الفصائل السورية المعارضة متعددة؛ منهم الجيش السوري الحر، والجيش الوطني السوري، وعدد من الفصائل من بينهم هيئة تحرير الشام. هذه الأخيرة فصيل واحد. لذلك، لا علاقة بما يقع بالإرهاب في رأيي؛ بل أغلب أعضائهم سوريون رجعوا إلى بيوتهم، بعد سنوات طويلة من التهجير”.

أولا: علاقة “المسلحين في سوريا” بالإرهاب لا علاقه له بالرأي، ولكن بالمعطيات على أرض الواقع، هي التي تؤكد أنها إرهابية أو غير إرهابية.
ثانيا: كيف يمكن لتنظيمات هاجمت مدنا سورية، وهي تزعم أنها معارضة سورية، تحت يافطة الدعم الأمريكي والتركي، في وقت تحتل القوات الأمريكية جزءا من الأراضي السورية وتنهب النفط بالاتفاق مع قسد، التي تدعمها المخابرات المركزية الأمريكية، وتحتل القوات التركية جزءا من الأراضي السورية، فكيف يدافع عن سيادة بلد آخر من لم يدافع عن سيادة بلده؟ كيف يكون سياديا من يحارب بلاده تحت يافطة دول أجنبية؟

ثالثا: لا نعرف من أين استنتج العثماني، أن ما أسماه المعارضة السورية تحترم المغرب وسيادته؟ فأغلب التنظيمات التي تنضوي تحت لواء المعارضة هي التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها تنظيم هيئة تحرير الشام، وهي تنظيمات لا تؤمن أصلا بالدولة الوطنية، وتلتقي مع كثير من التنظيمات الإسلامية في مفهوم الأممية الإسلامية.
رابعا: يوجد على الأقل تنظيم واحد هو تنظيم هيئة تحيري الشام خرج من تنظيم القاعدة، وظل يشكل فرعا له بسوريا قبيل وحدته جبهة النصرة مع فصائل أخرى سنة 2017، كما أن الجولاني مؤسس التنظيم وقائده، خرج من جلباب تنظيم الدولة الإسلامية حيث تربى في أحضان الزرقاوي. تنظيما القاعدة وداعش وفروعها والخارجون منهما على علاقة جيدة وتنسيق كبير مع فرعي داعش والقاعدة في المغرب الإسلامي كما يطلقون على تنظيماتهم في منطق الساحل والصحراء. الثابت أن هذين التنظيمين ينسقان بشكل كبير مع جبهة البوليساريو، التي حولت مخيمات الاحتجاز في تندوف إلى سوق حرة للاتجار في السلاح.

خامسا: هب أن ما قلته صحيح، فهل هذا يبيح لك تشجيع جماعات إرهابية على تخريب بلد تحمل له حقدا موروثا من الحقبة الإخوانية والصراع الذي عرفته حماة سنة 1982، حيث كان أيضا صراعا مسلحا بين الدولة السورية والإخوان المسلمين، الذين توفر لهم في الوقت المذكور إمكانيات هائلة من السلاح والمال وإذاعة مهمة تبث من لندن؟

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...