بقلم محمد يتيم
ما ينقل من تصريحات منسوبة لعباس رئيس السلطة الفلسطينية -آن صحت- أمر مؤلم ، يكاد المرء لا يصدقه مع تصاعد العدوان غلى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ومع تصلعد الحصار وحرب حرب التجويع وتغول الاستيطان . نزع سلاح المقاومة .. إبعادها عن غزة .وإيجاد بديل عنها والدعوة لوجود ” قوة عربية ” !! وتنصيب سلطة خانعة لإدارة القطاع. أي ما فشل فيه الكيان الصهيوني بقوة السلاح والعدوان ودعم الولايات المتحدة ومدها بالمال والسلاح والدعم المخابراتي ..وهلم جرا ..
المشاهد التي نتابعها في الحرب التي يشنها الكيان المحتل .. والخذلان العربي واصطفاف رئيس السلطة ضد المقاومة في غزة … واصطفاف البعض الآخر ضمنيا من خلال الصمت المريب عما يحدث من عدوان متواصل على الشعب الفلسطيني بحبل من الولايات المتحدة وبعض القوى الكبرى …
كل ذلك يذكرنا بمواقف غير مشرفة في التاريخ بلغت حد تحالف بعض الأمراء المسلمين مع الصليبيين ، بل ودفع الجزية لهم مع التفرج جيوشهم وهي تدخلون البلاد و تخرج بالأموال بكل حرية بحجة أن هذا أفضل من أن يهاجم نور الدين دمشق ويستولي عليها، …..!!
والشخصية التاريخية التي تحولت إلى رمز للخذلان كانت شخصية ابن العلقمي الذي كان وزيراً للخليفةِ العباسي المستعصمِ ، وكان الخليفةُ على مذهبِ أهلِ السنةِ ، كما كان أبوه وجدهُ ، في حين كان العلقمي ( رافضيا ) يظهر الولاء للخليفة و يخططُ في السر للقضاءِ على دولةِ الخلافةِ ، ، استغل هذا الاخير منصبه ، وغفلةَ الخليفةِ لتنفيذِ مؤامراتهِ ضد دولةِ الخلافةِ ، وكانت خيوطُ مؤامراتهِ تتمثلُ -حسب كتب التاريخ – في إضعافُ الجيشِ ، ومضايقةُ الناسِ .. وقطعِ أرزاقِ عسكرِ المسلمين ، وهو ما أورده ابن كثير حين قال
: ” وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف “!!!
أما المرحلة الثانية فكانت مكاتبةُ التتارِ وإطماعهم في أخذِ البلادِ ، وتسهيل ذلك عليهم ،من خلال وصف واقع الحال وضعف الرجال كما يقول ابن كثير ”
اما المرحلةُ الثالثةُ فكانت صرف الناس وصدهم عن قتالِ التتارِ ، وتثبيط الخليفةِ : وإيهامه وحاشيتهُ أن ملكَ التتارِ يريد مصالحتهم ، فأشار على الخليفةِ بالخروجِ إليهِ ، والمثولِ بين يديهِ لتقع المصالحةُ على أن يكونَ نصفُ خراجِ العراقِ لهم ، ونصفهُ للخليفةِ
خرج الخليفةُ إليهِ في سبعمائةِ راكبٍ من القضاةِ والفقهاءِ والأمراءِ والأعيانِ .. ليقع الغذر به ومن معهُ من قوادِ الأمةِ وطلائعها بدونِ أي جهدٍ من التتارِ ،
وقد أشار أولئك الملأُ على هولاكو أن لا يصالحَ الخليفةَ ، وأنه متى وقع الصلح على المناصفةِ لا يستمرُ هذا إلا عاماً أو عامين ، ثم يعود الأمرُ إلى ما كان عليه قبل ذلك ، وحسنوا له قتلَ الخليفةِ ، ويقال إن الذي أشار بقتلهِ الوزيرُ ابنُ العلقمي ، ونصيرُ الدينِ الطوسي (ابن كثير/ البداية والنهاية .)
بين الماضي والحاضر،
ما نعيشه اليوم من واقع مرير مع محاولة بعض العرب الحصول على رضا الغرب ود.فع “الجزية والقرابين” له وقطع الطريق عن كل صالح كي لا يصل إلى سدة الحكم…. وشبطنة المقاومة ووو … لا يختلف عما عرفه تاريخنا من مواقف مخزية بقيت مسجلة على أصحابها في سجل العار .
حقائق التاريخ تثبت في المقابل أن أمة لم تتحرر دون مقاومة وتدافع ومدافعة… ودون تضحيات جسيمة ( المقاومة الفيتنامية . المقاومة الفرنسية ضد النازية . المقاومة الجنوب الافريقية للأبارتايد .حرب التحرير الأمريكية..المقاومة الجزائرية . جيش التحرير والمقاومة المغربية ( الدكتور الخطيب ورفاقه ) .المقاومة الريفية بقيادة عبد الكريم الخطابي … بطولات المقاومين مثل الزرقطوني وعلال بن عبد الله في المغرب . وعمليته الاستشهادية التي انتهت بتصفية العميل الذي أراد الاستعمار تنصيبه ملكا على المغرب بعد نفي محمد الخامس رحمه الله.) والقائمة طويلة ….. الهزيمة تبدأ من الداخل وهي أولا فكرة في الرأس. والخلاصة أن هذه الأمة لا تهزم إلا من داخلها وبتخاذلها … والهزيمة أولا وقبل كل شيء فكرة في الرأس .. فكرة تواجه بفكرة المقاومة . و الأمة لن تنصر إلا بنصرة نفسها من خلال سنة التدافع والمقاومة. والاستسلام للغزاة لن يجلب حقا ولن يسترد أرضا ولن يحفظ كرامة …و مسار الابتزاز والإهانة للقيادات المستسلمة التي تجرى وراء وهم السلام مع أعداء السلام ، لن يجلب سوى مزيدا من الاذلال .. والأولى بشعوبنا وقياداتنا أن تنحاز لصف المقاومة فإنها بذاك ستسجل اسمها في سجل البطولة وتنال وسامها وتخلد اسمها إلى جانب أبطال الأمة ورموزها الذين قضوا منافحين مكافحين عن الأرض والعرض ولا ئحتهم طويلة بين الأمس واليوم. .. تحالف أمراء مسلمين مع الصليبين ودفع الجزية لهم ….معطيات من التاريخ في وهم الاستفادة من وهم التعاون مع الاحتلال .. والتنازل عن الثوابت
ما ينقل من تصريحات منسوبة لعباس رئيس السلطة الفلسطينية آن صحت، أمر مؤلم. يكاد المرء لا يصدقه مع تصاعد العدوان غلى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وحرب التجويع وتغول الاستيطان . نزع سلاح المقاومة .. إبعادها عن غزة .وإيجاد بديل عنها والدعوة لوجود ” قوة عربية ” وتنصيب سلطة خانعة لإدارة القطاع. مما فشل فيه الكيان الصهيوني بقوة السلاح والعدوان ودعم الولايات المتحدة ومدها بالمال والسلاح والدعم المخابراتي ..وهلم جرا ..
و المشاهد التي نتابعها في الحرب التي يشنها الكيان المحتل .. والخذلان العربي واصطفاف رئيس السلطة ضد المقاومة في غزة .
كل ذلك يذكرنا بمواقف غير مشرفة في التاريخ بلغت حد تحالف بعض الأمراء المسلمين مع الصليبيين ودفع الجزية لهم مع التفرج عليهم وهم يدخلون البلاد ويخرجون بالأموال بكل حرية بحجة أن هذا أفضل من أن يهاجم نور الدين دمشق ويستولي عليها، …..!!
والشخصية التاريخية التي تحولت إلى رمز للخذلان كانت شخصية ابن العلقمي الذي كان وزيراً للخليفةِ العباسي المستعصمِ ، وكان الخليفةُ على مذهبِ أهلِ السنةِ ، كما كان أبوهُ وجدهُ ، في حين كان العلقمي ( رافضيا ) يظهر الولاء للخليفة و يخططُ في السر للقضاءِ على دولةِ الخلافةِ ، ، استغل هذل الاخير منصبه ، وغفلةَ الخليفةِ لتنفيذِ مؤامراتهِ ضد دولةِ الخلافةِ ، وكانت خيوطُ مؤامراتهِ تتمثلُ حسب كتب التاريخ في إضعافُ الجيشِ ، ومضايقةُ الناسِ .. وقطعِ أرزاقِ عسكرِ المسلمين ، وهو ما أورد ابن كثير حين قال
: ” وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف “!!!
أما المرحلة الثانية فكانت مكاتبةُ التتارِ وإطماعهم في أخذِ البلادِ ، وتسهيل ذلك عليهم ،من خلال وصف واقع الحال وضعف الرجال كما يقول ابن كثير ”
اما المرحلةُ الثالثةُ فكانت صرف الناس وصدهم عن قتالِ التتارِ ، وتثبيط الخليفةِ : وإيهامه وحاشيتهُ أن ملكَ التتارِ يريدُ مصالحتهم ، فأشار على الخليفةِ بالخروجِ إليهِ ، والمثولِ بين يديهِ لتقع المصالحةُ على أن يكونَ نصفُ خراجِ العراقِ لهم ، ونصفهُ للخليفةِ
فخرج الخليفةُ إليهِ في سبعمائةِ راكبٍ من القضاةِ والفقهاءِ والأمراءِ والأعيانِ .. ليقع الغذر به ومن معهُ من قوادِ الأمةِ وطلائعها بدونِ أي جهدٍ من التترِ ،
وقد أشار أولئك الملأُ على هولاكو أن لا يصالحَ الخليفةَ ، وأنه متى وقع الصلح على المناصفةِ لا يستمرُ هذا إلا عاماً أو عامين ، ثم يعودُ الأمرُ إلى ما كان عليه قبل ذلك ، وحسنوا له قتلَ الخليفةِ ، ويقال إن الذي أشار بقتلهِ الوزيرُ ابنُ العلقمي ، ونصيرُ الدينِ الطوسي (ابن كثير/ البداية والنهاية .)
بين الماضي والحاضر،
و ما نعيشه اليوم من واقع مرير مع محاولة بعض العرب الحصول على رضا الغرب ودفع “الجزية” والقرابين، له وقطع الطريق عن كل صالح كي لا يصل إلى سدة الحكم…. وشيطنة المقاومة ووو … لا يختلف عما عرفه تاريخنا
لكن حقائق التاريخ تثبت أن أمة لم تتحرر بدون مقاومة وتدافع ومدافعة… ( المقاومة الفيتنامية . المقاومة الفرنسية ضد النازية . المقاومة الجنوب الافريقية للأبارتايد .حرب التحرير الأمريكية..المقاومة الجزائرية . جيش التحرير والمقاومة المغربية ( الدكتور الخطيب ورفاقه ) .المقاومة الريفية بقيادة عبد الكريم الخطابي … بطولات المقاومين مثل الزرقطوني وعلال بن عبد الله في المغرب . وعمليته الاستشهادية التي انتهت بتصفية العميل الذي أراد الاستعمار تنصيبه ملك على المغرب بعد نفي محمد الخامس رحمه الله.) والقائمة طويلة ….. لا تهزم الأمة إلا من داخلها. والخلاصة أن هذه الأمة لا تهزم إلا من داخلها وبتخاذلها . ولن تنصر إلا بنصرة نفسها وفق سنة التدافع والمقاومة. أليس الحق سبحانه وتعالى هو القائل : إن تنصروا الله ينصركم : ويثبت أقدامكم ” صدق الله العظيم .