لقاء عضو جبهة البوليساريو الانفصالية بالرئيس الموريتاني تستهدف فك العزلة التي يرزحون تحت وطأتها في أعقاب انتكاسة معبر الكركرات

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

*محمد ماموني العلوي

 

توجه ما يسمى بـ”وزير الخارجية” في جبهة البوليساريو الانفصالية محمد سالم ولد السالك إلى موريتانيا حيث التقى بالرئيس محمد ولد الغزواني مساء الاثنين في خطوة يرى مراقبون أنها تستهدف فك الانفصاليين للعزلة التي يرزحون تحت وطأتها في أعقاب انتكاسة معبر الكركرات الذي أعاد إليه المغرب حركة السير والنقل بالقوة.

ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية عن ولد السالك شكره للرئيس الموريتاني على هذا الاستقبال، وأن البوليساريو تعتقد أن الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطان باحترام الحدود.

ويرى مراقبون أن جبهة البوليساريو الإنفصالية كانت تبحث من خلال هذا اللقاء عن تخفيف الضغط عليها داخليا وخارجيا، موضحين أن هناك محاولة من الجبهة الانفصالية لثني نواكشوط المرور إلى موقف غير الذي تعبر عنه القيادة الحالية بالرباط خصوصا مع التحضيرات الجارية للزيارة المرتقبة للعاهل المغربي الملك محمد السادس.

وذكرت مصادر مطلعة أن محمد سالم ولد السالك حل قبل أيام بنواكشوط دون أن يتمكن من عقد أيّ لقاء مع المسؤولين الموريتانيين سواء كانوا عسكريين أو في السلك الدبلوماسي، إلى غاية الاثنين حيث سلم رسالة إلى الرئيس الموريتاني.

وقالت مصادر سياسية لـ”العرب” إن هناك تبرّما واضحا داخل جل الأوساط السياسية والأمنية والاقتصادية ممّا تسببت فيه البوليساريو من أضرار خلال غلقها معبر الكركرات الذي تمر منه مواد تموينية إلى الأسواق الموريتانية بالخصوص. وأضافت أن هناك توجها لتغيير طريقة تعاطي نواكشوط مع ملف البوليساريو رغم ضغوط من طرفٍ داعم للانفصاليين في الداخل.

وشرع المغرب في تعبيد الطريق الذي يربط معبر الكركرات مع الجانب الموريتاني من الحدود، وذلك بتنسيق تام مع المسؤولين الموريتانيين لتسهيل عملية عبور الشاحنات وتسهيل حركة التجارة.

وأكد مصدر دبلوماسي لـ”العرب” أن حوارا داخليا يجري على مستويات عليا في الرئاسة والجيش والخارجية الموريتانية بعد الذي حصل في معبر الكركرات لإعادة تقييم موقف نواكشوط من قضية الصحراء.

وبحسب هذا المصدر فإن تيار الرئيس السابق ولد عبدالعزيز يضغط داخل مؤسسات الجيش والأمن للاستمرار في مواصلة النهج السابق أي دعم البوليساريو، ولو بشكل غير معلن.

وكان الملك محمد السادس قد أجرى اتصالا هاتفيا، الجمعة الماضي، مع الرئيس الموريتاني.

وخلال هذا الاتصال عبّر الرئيسان عن “ارتياحهما الكبير للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي، والرغبة الكبيرة في تعزيزها والرقي بها، بما يتيح تعميق هذا التعاون بين البلدين الجارين وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته”.

وفي هذا الصدد أكد شيخاني ولد الشيخ، رئيس الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية،أن “علاقات المغرب وموريتانيا ستشهد تطورا مهما بعد المباحثات الهاتفية التي جرت بين الملك محمد السادس، والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني”، منوها بـ”فض الحصار الخانق الذي مارسه ‘أزلام’ البوليساريو ضد شعبنا في المعبر الحدودي الكركرات”.

وسجل مراقبون أن زيارة المسؤول داخل جبهة البوليساريو الإنفصالية محمد سالم ولد السالك بمثابة استجداء سياسي لموريتانيا، ولا يمكن مقارنتها من حيث الوزن السياسي والدبلوماسي والاستراتيجي مع الزيارات المرتقبة بين قيادة المغرب وموريتانيا، خصوصا وأن السلطات العليا بموريتانيا شرعت في التنسيق مع الجانب المغربي للإعداد للزيارة الرسمية التي ينتظر أن يقوم بها الملك محمد السادس خلال الأسابيع القليلة المقبلة لنواكشوط وستكون الأولى من نوعها.

وتوقع مراقبون أن تشكل التطورات الأخيرة مناسبة للتنسيق المتبادل في العديد من المستويات وخصوصا في ملف الصحراء المغربية وتمتين العلاقات الثنائية بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها.

وترى العديد من الأوساط أن زيارة ولد السالك إلى موريتانيا لن تغيّر من موقف الموريتانيين بعد الأضرار التي لحقت بتجارتهم واقتصادهم جراء غلق البوليساريو لمعبر الكركرات.

وأكد شيخاني ولد الشيخ، أن إغلاق المعبر التجاري بين المغرب وموريتانيا من قبل البوليساريو “يمثل استهدافا صريحا لاستقرار موريتانيا السياسي والاقتصادي”، مشددا على أن “الجهود المبذولة من طرف المغرب وموريتانيا ستكون لصالح كافة الأطراف وستعيد تشكيل وتنشيط الاقتصاد الأفريقي لزيادة قدرته على الاعتماد على نفسه”.

وقالت مصادر حزبية موريتانية أن تحركات جبهة البوليساريو الإنفصالية لن تستطيع خلط الأوراق داخل مؤسسات صنع القرار بالرباط نظرا إلى التقييمات الأخيرة للمؤسسات الأمنية والاستخبارية التي رصدت تهديدات خطيرة تشكلها الجبهة على الأمن والسلام بالمنطقة، خاصة في ما يتعلق بالحدود بين موريتانيا والمغرب.

وتعزيزا للزخم الذي تعرفه العلاقات المغربية الموريتانية قررت سلطات نواكشوط منح الشركات المغربية المنتمية إلى الاتحاد العام لشركات المغرب إمكانية الحصول على تأشيرة عمل متعددة الدخول صالحة لمدة عامين، وعلق خبراء في الاقتصاد، أن المغرب سيغدو شريكا أكثر أهمية وفعالية من دول أخرى بالمنطقة.

وكان الاتحاد العام لشركات المغرب، والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، قد أكدا الشهر الماضي، على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية، وتعزيز الروابط بين القطاع الخاص المغربي ونظيره الموريتاني، وذلك في لقاء مع رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، بحضور سفير موريتانيا في المغرب على الخصوص.

*كاتب وصحافي مغربي

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...