سياسي ألماني ينتقد عدم تنفيذ قانون الحماية اتجاه طلبة مغاربة

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

عبد الواحد بنديبة

 

 

بعد شهر ونصف من دخولهم إلى الأراضي الألمانية، لايزال مصير معظم الطلبة المغاربة الناجين من الحرب الروسية على أوكرانيا غير واضح المعالم، خاصة في ظل صعوبة مراحل الحصول على حق الإقامة، وأيضا في ظل تجاذب أمواج الرؤى بين السلطتين التشريعية والتنفيذية داخل ألمانيا، بين هذا وذاك تظل سفينة الطلبة المغاربة تائهة من دون مرسى واضح، وسط ضباب يأبى أن ينقشع لنور غد مشرق بات كأنه واحة سراب بين الصحاري.

حفصة التي خرجت ناجية من الحرب، كانت تدرس الطب سنة رابعة في مدينة زاباروجي النووية، تقول ل”ايطاليا تلغراف”، إن رحلة نجاتها الشاقة من ويلات الحرب ونيرانها التي ظلت تطاردها، لم تنته بعد، حيث وصلت ألمانيا بداية الأسبوع الثاني من مارس الماضي مرورا ببولندا، ولم تكن تتوقع أن مسارها سيكون شائكا، حيث قضت عشرة أيام داخل ملجئ من دون تسجيلها، بحجة أن مدينة هامبرغ امتلأت بالكامل، ونقلت بعدها صوب مخيم آخر للاجئين يدعى “بيدفولين بوستين”حيث الأكل سيء وظروف الاستقبال غير جيدة “خيروني خلالها بين التوقيع على طلب اللجوء أو مغادرته، وقررت المغادرة، لكن حينما عدت للمجلئ نفسه قالوا لي إنهم كانوا مخطئين بمطالبتي بالتوقيع على اللجوء مؤكدين أنه من حقي الحصول على الحماية، تلاه تغيير المكان إلى قرية تابعة لمدينة بريمافيردي شمال غربي ألمانيا ، لكن مكتب الهجرة داخل القرية ظل مصرا على عودتي للمغرب مع بلوغ يوم 23ماي المقبل، رافضين منحي موعدا للبصم وطلب الإقامة ومازلت أنتظر حيث لم يردوا علي لحدود الساعة”.

رشيد وأخته أمنية وصلا لألمانيا لمدينة أوزنابروك، ومدهما مكتب الهجرة بوثيقة إقامة مدتها شهر قابل للتمديد في حال الحصول على عمل، لكن سرعان ما أبلغهما مسؤول مكتب الهجرة أنهما ملزمان بإرجاع تلك الوثيقة” تفاجئنا بطلبهم انتزاع تلك الوثيقة منا وطالبانا بالتوقيع على ورقة اللجوء أو مغادرة ألمانيا، فأجبناه أننا نرفض معاملته لنا وإصراره الغريب، وأننا نريد تغيير المدينة أو البلد بأكمله، وإلغاء تسجيلنا، لكنه رفض مدنا بجواز سفرينا المعلق لحد الساعة لديهم، نحن حائران لسنا ندري ما العمل”.

سهام التي كانت تدرس طب الأسنان في موسمها الدراسي الثالث في مدينة بولتافا، بدورها عانت الأمرين ” يصفوننا ببلدان العالم الثالث، وهو أمر عانيت منه، والتمييز بيننا كطلبة مغاربة ونظرائنا الأوكرانيين الذين منح لهم الحق في متابعة الدراسة والإقامة، والعمل”يواجهوننا بالقول بلدكم آمن، لديكم حق المكوث ثلاثة أشهر بعدها يتوجب عليكم مغادرة الأراضي الألمانية “

إيطاليا تلغراف، طرقت باب الفاعل السياسي، عبد الرحيم النص رئيس جمعية معهد ابن بطوطة وشبكة البحث والحوار داخل ألمانيا ورئيس البرلمان المحلي الاستشاري للمهاجرين في وسط هيسن، الذي انتقد مكاتب الهجرة، انطلاقا من المادة الأولى من الدستور الألماني التي تقول إن الكرامة الإنسانية لامساس فيها وغير قابلة للتصريف
وهي رافعة القيمة الإنسانية التي يعتبرها الألمان أولوية الأولويات، مشيرا أنه”من المسؤولية الأخلاقية لألمانيا داخل أوربا والعالم منحت للأوكرانيين وغيرهم من مختلف الجنسيات الحماية الإنسانية غير المرتبطة بحق اللجوء، وهو معطى جديد للسياسة الألمانية ، وهو أمر محمود حييناه بشدة”.

مقابل ذلك يقول”لكننا تفاجئنا أن السلطة التنفيذية ممثلة بمكاتب الهجرة مازالوا متشبثين بقانون منح اللجوء لما قبل 24 فبراير الماضي، الذي تلاه قرار وزارة الداخلية الألمانية بمنح حق الحماية من دون وضع طلب، بل والأمر المستجد أيضا، هو أنهم غير مجبرين بقانون التوزبع الديمغرافي بالسكن في مدينة معينة مقترحة عليهم من طرف مكتب الهجرة، وهو جديد تمييز إيجابي للناجين من الحرب
كما أن التصريح الأخير للداخلية الألمانية التي أكدت فيه أن ألمانيا لا تميز بين طبقات الفارين من الحروب قبل 24 فبراير وبعد الغزو الروسي على اوكرانيا، فهم معفيون من طلب الحماية”.

المتحدث نفسه أضاف “اصطدمنا بواقع أن مكاتب الهجرة لايطبقون تلك القرارات فعوض منح الطلبة المغارلة رخص الإقامة فهم يخيرونهم بين نارين اثنين إما التوقيع على اللجوء أو مغادرة التراب الألماني، وهي سياسة تمييزية تتناقض مع المادة الأولى للدستور الضامنة للكرامة الإنسانية وهو ما يضعنا أمام تعامل سلبي وتميبز اتجاه الطلبة المغاربة، حيث وجب على المجتمع المدني داخل ألمانيا التصدي له، كما نطالب السلطات التنفيذية لمكاتب الهجرة تطبيق القانون كما صادقت عليه الغرفة الثانية الممثلة للولايات طبقا للقرار الذي أصدرته الحكومة

وهو قانون ثابت وجب تنفيذه ومعاملة المغاربة شأنهم شأن الأوكرانيين، فهم كانوا داخل أوكرانيا يتابعون دراساتهم الجامعية ولم يكونوا سياحا وهم أول من اكتوى بنيران الصواريخ المشتعلة والحرب الحارقة”.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...