الرد علی رساله غالانت

إيطاليا تلغراف

 

 

 

خليل سليم

 

 

و موخرا قرر وزیر الحرب الاسرائیلی یواف غالانت الذی لم یکن یصل صوته إلی ایران إرسال رساله إلی قائد الثوره الإسلامیه و نشرها فی وسائل الإعلام للحدیث عن دوره البارز فی الحرب ال12 یوماً. نحن الشباب الفلسطینی قررنا کتابه رد قصیر له:
نحن نأسف لان هجومکم لم یکن ناجحاً و لم یتم تقدیرک فی تل ابیب بل و بعد تخطیط کبیر للحرب، لم ترجع إلی وزاره الحرب. لقد کتب قاده اعظم منک بالفعل رسائل لجعل اصواتهم مسموعه فی طهران لکن الاکثر منها القیت فی مزبله التاریخ قبل از تُفتَح.
لقد رأینا خطاب الشكوى الخاص بك ونأمل أن تطلع أيضًا على توصياتنا والتي ستكون مفيدة في تصحيح أخطائكم الاستراتيجية. إن “حلقة النار” التي تتحدثوا عنها والتي لا تزال تعيشون في خوف منها على الرغم من ادعاءات النصر المتكررة و سوف تبقى موجودة إلى الأبد حول کیانکم غیر الشرعی لأن له جذور و بيت هناك. انما في حدود الأراضي المحتلة لن تكون لديكم أصدقاء أو عملاء حتى لو تقاموا باثني عشر عملیه عسكرية في عام واحد. انتم تتحدثون عن أي منطقة وحليف؟ المنطقة التي تتخيلها إنها لا تفكر فيكم كشيء أكثر من “آلة القتل” أو “جلاد حديث”؟
المنطقة التي لا تريد الاعتراف بكم حتى بقوة السلاح والتهديدات المهيمنة لقد أعادت النظر في تقييمه و وصلت الی هذه النتیجه بان أيا من المعاهدات التي أبرمتها معکم لم تجلب لها السلام أو التقدم. في الأساس، كيف يمكن للکیان الذي أسس على الحرب ونهب الأراضي وقتل الناس العزل أن يشكل جزاء من بنية السلام في منطقة ما؟ إن کیانكم منغمس في الحسابات الحربیة إلى درجة أنه تأخر في التحليل السیاسي. منذ أشهر وسنوات، كان الاستراتيجيون يقولون ان ای دوله عربية لن تستفيد من معاهدة السلام معكم بل و ستفقد استقلالها السیاسي او سینهار نظامها السیاسي بالكامل.
لو کان غیر ذلک، لما كنتم تُناضلون من أجل التطبيع مع الدول کالسعودیة و قطر و حتی العراق و لبنان، أنتم تدعون بتصميم العملیات العسکریة ضد ایران، انتم تدّعون بالتخطيط السياسي، احتفظو بادعاءكم الذی من المرجح ان یکون للاستهلاك المحلي فقط، لأنفسکم. حدثوا معنا بلغة النتائج والأرقام الميدانية. كونوا صادقًا واعترفوا بأنكم تلقيتم ضربة موجعة من الشعب الایرانی في اليوم التالي لبدایه العملیات، حيث شهدت شوارع طهران مسرحًا للوحدة ضد عدوانكم العسکریة بدلا ان تکون مسرحا للمظاهره ضد النظام و الحکومه. أنتم الذين صممتم هذه العملیات لماذا تخفون الأضرار الناجمة عن الردود الصاروخیة لإیران؟
لقد تجاوزت الصواریخ الإیرانیة بتکلفه اقل من عُشر تکالیفکم لتحضیر الهجوم، الطبقات الأمنیة والأنظمة المستوردة لکم ولقد سحقت ودمرت رهبتكم المزعومة و قد لا تعلمون أو تكونون تحت تأثير الرقابة الشديدة المفروضة عليكم ولكن لم یکن هناک فرق بين المستوطنات في تل أبیب وغزة، فقد تلقيتم أنقاضاً و أطلالاً.
لقد خلفت الهجمات الصاروخیه لإیران ما لا يقل عن خمسة آلاف قطعة من الضرر و خمسة مليارات شیکل و لمدة ثلاثة أيام جعلت جميع المستوطنين لديكم “سکان الملاجئ” وتذكّرهم بأنهم لم يختاروا المكان المناسب للهجرة و كما قلتم فإن الأرض التي استوليتم عليها ليست بحجم مدينة صغيرة في إیران. مشكلتكم لا تقتصر على “المساحة” فقط. ليس لديكم جنسية أو هوية مشتركة حتى تاريخ يربطکم بعضكم ببعض. إن الكيان الذي لا يوجد لديه مواطنين لا يعرف الوطن و حبه على عكس آلاف السنين من الحضارة الإيرانية وأصالة شعبها، وصمودهم خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات و وقومیتهم المتحمسة. أنتم مجموعة من المهاجرين المتجولين والغرباء الذين لديهم أمل في “الحياة” في الأراضي المحتلة ولكنكم لم تحققوا شيئا سوى “الحروب المتواصلة”. كيف يمكن لکیان يعتمد بقاؤه على الحرب أن يحافظ على الحیاة حقا؟
ما هو النجاح الذي تحلمون به؟ لقد قام حماس في المناطق التي تزعمون سيطرتكم عليها بقتل أكثر من عشرين عسکریاً في غضون أيام. بعد الدعاية المثيرة للجدل والتهديدات الفارغة تراجعتم عن الحدود اللبنانیة. لقد فشلتم حتى في احتواء الصواریخ الرخیصه وشبه المتقدمة للیمنیین (كما تدعون) و تبحثون عن اتفاق لوقفهم. كيف يمكن لکیان ضعیف إلى هذه الدرجة أن يفكر في حرب شاملة مع إیران؟ إن إیران وفقًا لادعائكم، ركزت على ترسانتها الدفاعية و أسلحتها الإستراتیجیة لمدة أربعين عامًا و التي قادرة على تدميركم بقنبلة نووية قذرة و بهذا الکمیه من اليورانيوم المخصب. إنما استراتيجياتكم الحربیة تقتصر على الإغتیال حقاً وهذا ما تسبب في أخطائكم الإستراتيجية. الإرهاب فعال ضد الکیانات غير الاصیلة مثلکم و لا ضد الدول و الأمم والحركات التي خرجت منتصرة من الأزمات عبر التاريخ. إن اغتیالاتکم لم تؤد إلى تمزق عدوكم وهزيمته بل عززتهم ایضاً. علی سبیل المثال یکمن ان نشیر إلی إغتیال یحیی السنوار لأنه سوف يلهم عشرات الأجيال بعده في فلسطین. إن مكانة العلم النووی الإیرانی لم تفقد في إغتیال الشخصيات بل إنها سوف تكون متاحة أيضاً لعدد أكبر من الشباب. انتم تغتالون ولكنكم غير قادرين على دفن الذاكرة التاريخية والتقدم العلمي للأمم. إن کیانکم في نظر أهالي المنطقة لیس سوى مستودع للذخيرة وأنتم جمیعاً جنود. الجنود الإرهابیون الذین قلوبهم مليئة بالتعاليم الدينية العنيفة والخطيرة على البشرية وتم استخدامهم ضد الإنسانية.
لقد کنتم في غزة لمدة واحد وعشرين شهرًا و تخسرون دائمًا أمام حماس الذی كان على إستعداد للقتال لسنوات طویله بينما كنتم نائمین. انتم تتحدثون عن أي “عين مفتوحة”؟ إن سجونکم مليئة بالمستوطنین الذين كانوا يتجسسون لصالح أعدائكم منذ أشهر وسنوات. إنهم مسرورون من إستماع صوت الصواریخ الإیرانیة التي عبرت عن عدة طبقات من الدفاعات الجویه وضربت كيانكم.
ليس لكم أمة ولا وطن ولا حظ، لأن النصر سیأتي للأمم التي لديها ما تخسره.

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...