د.عبد الحق غريب
أستاذ باحث بكلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة
قبل حوالي 5 سنوات أو أكثر (لا أتذكر السنة بالضبط)، كتبت أكثر من مرة لإثارة انتباه عمادة كلية الحقوق بالجديدة ورئاسة الجامعة حول الطالبة التي اتصل بها عون الحراسة (“السيكيريتي”) بالكلية، وطلب منها 600 درهم مقابل تسجيلها في السنة الأولى (كان اسمها ضمن لائحة الانتظار أيام العتبة)… سال مداد كثير حول الخروقات التي كانت تعرفها عملية التسجيل بالكلية والممارسات المشينة وشبهة الفساد التي تحوم حول أعوان الحراسة وعلاقتهم بالعمادة. لكن وللأسف الشديد لم يحرك لا رئيس الجامعة ولا عميد الكلية ولا أهل الدار ساكنا.
ماذا وقع بعد ذلك؟
في بداية الموسم الجامعي 2023-2024، تم “طرد” عون حراسة، بعد ضبطه أمام مصلحة تسجيل الطلبة يحمل ملف طالبة.. كان ضمن وثائق ملف التسجيل أوراق مالية.. وبعد أسابيع قليلة تم طرد عون حراسة آخر.
الطلبة وآبائهم وأمهاتهم، والأساتذة بكلية الحقوق وباقي المؤسسات التابعة لجامعة شعيب الدكالي، والموظفين والمسؤولين بمختلف المؤسسات بمن فيه رئيس الجامعة الحالي والسابق، والشارع والسلطات بمختلف تلاوينها يعلمون ما يجري من خروقات وممارسات مشينة داخل وخارج أسوار الكلية.. أكثر من ذلك، عدد من الأساتذة الباحثين زملائي، الذين تابع ابنائهم أو بناتهم دراستهم بنفس الكلية يؤكدون أن ما يجري بالمؤسسة فظيع جدا.. وقد سبق أن أعطيت بعض الأمثلة، أذكر على سبيل المثال صاحِبُنا الذي عاتب طالبة وهي تقدم له قارورة عطر للرجال باهظة الثمن قائلا لها : “هي بغيتي تخاصميني مع مدام”.. فلم تجد الطالبة بُدّا من أن تشتري قارورة أخرى من نفس العطر للنساء وقدمتها له كهدية لزوجته… تفووووو.
يُقال أن الحارسين اللذين تم طردهما كانا يشتغلان بأوامر مسؤول في عمادة الكلية الذي كان يوفر لهما الحماية… وعندما وصله خبر “الطرد” أرغد وأزيد !!
ويّقال كذلك أن الكلية يسيطر عليها ويتحكم في دواليبها لوبي تغوّل في فترة نائب العميد الذي استدعته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أكثر من مرة لتستمع إليه بخصوص شبهات فساد… أما صاحبنا العميد فحضوره أو غيابه سيّان (بحال كاين بحال مكاينش).
لدي علاقة جيدة مع عدد من الزملاء بالكلية الذين أحترمهم، واعرف جيدا أن لهم غيرة على سمعة الكلية وأنهم يضحون بالغالي والنفيس من أجل المصلحة العامة ومن أجل الرقي بالمؤسسة وتلميع صورتها… لكن للأسف هناك من يضرب في الصفر كل مجهوداتهم وتضحياتهم.. هناك عناصر “خامجة” أساءت كثيرا لصورة المؤسسة ولسمعة الأساتذة والموظفين الشرفاء، وأستحيي لذكر ما يقومون به.. لذلك آن الأوان لأن يتحمل الجميع مسؤوليته، خاصة أهل الدار الشرفاء لمحاربة “عديمي الضمير” بكل الوسائل والطرق، بدءا بالمواجهة والفضح وصولا إلى القضاء.