تقرير عن الندوة الأولى لبرنامج سفراء المكارم 3-دورة الكرامة 2025 “الكرامة الإنسانية بين الرؤى الدينية والفلسفية والقانونية: الماهية والتجليات والمقاصد”
أنجز التقرير: وديان البخاري: أستاذة وفاعلة جمعوية
يوسف ألويز: أستاذ ومهتم بقضايا القيم والأخلاق
في إطار فعاليات برنامج سفراء المكارم في نسخته الثالثة الموسومة ب “دورة الكرامة” نظم المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري بشراكة مع مجموعة من المنظمات والمؤسسات البحثية والمراكز التدريبية من مختلف دول العالم، يومه فاتح فبراير /شباط 2025، ندوة علمية تحت عنوان “الكرامة الإنسانية بين الرؤى الدينية والفلسفية والقانونية: الماهية والتجليات والمقاصد” بتأطير ثلة من الأكاديميين البارزين : الدكتورة تغريد صيداوي من القدس؛ باحثة في قضايا القدس والمرأة والمديرة التنفيذية لمؤسسة نساء الأقصى، الدكتور لخضر حمادي؛ وهو باحث في قضايا الأخلاق والعمل الإنساني ومدير منتدى “واف” للأبحاث والدراسات، ومن فرنسا الكاتب المصري والمترجم الأستاذ محمد الشيخ. وأدار الندوة الدكتورة أنيسة كركاري من المغرب، وقد نقلت الندوة عبر المنصات التواصلية للمركز.
رحبت المسيرة بضيوفها، وبسطت بين أيديهم أرضية ذكرت من خلالها بأهداف الندوة ومراميها وبرنامجها، ثم حررت المداخلة الأولى للدكتورة تغريد صيداوي التي عرفت في مداخلتها بماهية الكرامة الإنسانية، وأكدت أنها مفهوم متعدد الأبعاد، يجمع بين البعد الديني الذي يؤكد تكريم الإنسان من منظور إلهي، وبين البعد الفلسفي الذي ينظر إلى الكرامة بوصفها قيمة جوهرية تستند إلى العقل والحرية، والبعد القانوني الذي يسعى إلى حماية الكرامة عبر التشريعات والمواثيق الدولية.
كما تطرقت الدكتورة في طرحها إلى تجليات الكرامة في الواقع في مجال حقوق الإنسان، ومجال العمل والعلاقات الاجتماعية، وأكدت في الأخير أن الكرامة إن وجدت في النظم السياسية والحكومية فهي موجودة في الواقع.
أطر المداخلة الثانية الدكتور حمادي الخضر، تحت عنوان” الكرامة الإنسانية بين الإيمان والعقلانية”. قارب الدكتور موضوعه من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة، أولها لماذا الحديث عن الحداثة والإنسانوية، واعتبر الإنسانية صفة الحداثة اللازمة، ثم انتقل إلى التساؤل عن جذور الحداثة التي تعود إلى ما قبل “كانط” و”كاليلي” بوقت طويل، وأنها نتيجة لجهد العديد من الأشخاص في سياقات متعددة، وأن الدين شكل أساسا صلبا للكرامة الإنسانية وللأخلاق عموما. بعد ذلك انتقل الدكتور حمادي إلى ذكر السياق الذي فصل الكرامة عن الدين، والذي حدده في الثورة على الكنيسة، والحروب الدينية التي دفعت إلى ابتكار دين جديد بديل يجمع الشعوب المتطاحنة، الخطر فيه هو تغييب الدين بالكلية، وتجاوز الحاجيات الروحية، مما أدى إلى طمس المعنى الحقيقي للكرامة الإنسانية، وختم الدكتور مداخلته بذكر أن العقلانية قدمت جديدا مهما للإنسانوية، لكن أكد على أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه هو حقوق الإنسان المادية، أما الكرامة الإنسانية فهي اختصاص ديني إيماني، ومعنى أخلاقي.
في المحور الأخير للندوة، الذي أطره الأستاذ أحمد الشيخ تحت عنوان” مقاصد الكرامة الإنسانية ما بين الشرق والغرب”، ناقش الأستاذ أحمد هذا المحور من خلال ثلاثة نقاط:
• تسجيل صحوة قيمية في الغرب حتى عند أبرز المفكرين، أما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فالإنتاج الفكري العميق في هذا المجال يظل شاحبا وهزيلا حتى بوجود مفكرين كبار مثل طه عبد الرحمن،
• يكثر الحديث عن الكرامة شعرا وبلاغة وحماسة، لكن قلما نجد تحليلا يجيب عما الذي يمنع من تحقيق هذه الكرامة في الواقع العملي؟ ويعتقد الأستاذ أحمد أن المعوقات الموجودة في عالمنا العربي والإسلامي أكثر مما هي في العالم الغربي،
• أكد الأستاذ أن النضال والثورات التي حدثت في مجموعة من الدول العربية، خرجت للتأكيد على مفهوم الكرامة عمليا.
ختم الأستاذ مداخلته بسؤال: كيف نجعل من الأخلاق والقيم عنصرا فاعلا في تغيير الأوضاع التي يعيشها الإنسان العربي؟
بعد تحرير جميع المداخلات، فتحت الدكتورة أنيسة كركاري باب المداخلات المباشرة والكتابية مما ساهم في إثراء النقاش وإغناء الموضوع.
وفي الختام جددت الدكتورة شكرها لجميع المؤطرين على طرحهم القيم والمتابعين للندوة عبر جميع منصات التواصلية لحسن إصغائهم وتفاعلهم.