قطران بلادي..

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

سعيدة العلمي
إعلامية وحقوقية

 

 

 

كم هو محبط أن تستقبلك بلادك بالاصفاد عند أول معبر بري، أنت الذي احتفظت لها بالحب في الوجدان والتقدير في الذاكرة، حتى وإن قست عليك في جميع الفصول.. حتى وإن صادرت حقوقك التي تضمّنها دستور، صادقت عليه انت بنعم ذات ربيع! أيام حراك جماهيري وانتفاضة شعبية! وفي سياق كان يتساقط فيه الفراعنة مثل قطع الدومينو..
كم هو مؤلم أن تزورك الشرطة في بيتك وتأمر بحجز هاتفك وحاسوبك وخصوصيتك، بسبب تعبير عن رأي أو تسجيل موقف!؟ في الوقت الذي يرتكب فيه أشخاص نافذين جرائم القتل والاتجار الدولي في المخدرات والبيدوفيليا والتزوير وسرقة المال العام تحت غطاء السدنة والحصانة..

فحسب استطلاع للرأي فقد تصدّر مغاربة العالم الرتبة الأولى، في عدد المهاجرين الذين يزورون بلادهم كل سنة، والمواظبين على تحويل أموالهم التي تصل الى 11 مليار دولار، أي بمساهمة 8% من الناتج الداخلي الخام!؟ ناهيك عن استثماراتهم واقتنائهم لأصول وعقارات، وما ذلك إلا حبا في وطنهم رغم عبثية الاكراهات والمنغصات ومعاناة لا تنتهي..
صرخة هذه المرأة وهي تشتكي تعرضها للحيف و الحكرة!؟ داخل بلادها في ظل عدالة معطوبة وفاقدة للبوصلة!؟ يستدعي منا فتح نقاش عمومي سريع وعلى أكثر من جبهة : الحقوقي ،السياسي والقانوني!؟ فأن يصبح حاكم البلاد(الغير منتخب) عبارة عن مصدر للرعب!؟ حيث يتم تنزيله بمنزلة القداسة بنص دستوري ممنوح! فهذا أمر لا يبشر بالخير، كما لا تحمد عقباه! لان البطولة هو أن تملك القلوب لا أن تملك الرقاب!؟

لطالما تساءلت إبان جلسات محاكمتي، وأنا أرى بأم عيني صورة الحاكم وآية من القرآن! هل نحتاج فعلا لهذه الرموز وسط قاعات محكمة تحتاج أكثر للعدالة والإنصاف !؟
وكيف سيكون انطباع ذاك المتهم الذي يسمع منطوق الحكم في حضرة صورة الحاكم!؟ ألن يظل ذلك المشهد عالقا في ناصية ذاكرته!؟ ألا يسمى ذلك ب(الرابط) في منهجية التحليل النفسي للبرمجة العصبية!؟ الأمر ينطبق كذلك على حضور القرآن! المرتبط عادة في التمثلات، بالسكينة والرحمة والايجابية، والذي يتناقض تماما مع سياق المساطر والمرجعيات القانونية!؟
إيداع المهاجرة رشيدة جيلالي لسجن عكاشة والحكم عليها بسنتين سجنا نافذا مع غرامة مالية!؟ هو في الحقيقة تصريح وليس تلميح على أن التجارة أصابها الكساد! والفكر أصيب بالشلل الكلي! وأحسن توصيف يلائم هذا العبث وهذه الفوضى الخلاقة!؟ هو ما جاء على لسان الحجاج ابن يوسف الثقفي ( أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها )…/

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...