مريم اميناس: أمنا ورزازت..

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

مريم اميناس

 

 

رضعوا الصدق والتضحية من ثديك حتى الثمالة..فتنكروا… كنت دائما وأبدا تلك الأم المثالية ذات الصدر الحنون والذي اتسع منذ زمان ومازال يتسع لكل الأجناس بألوانهم وعاداتهم..
عشت مع ديانات مختلفة دون عنصرية وبكل تعايش سلمي وأكبر دليل مقابر اليهود المغاربة التي مازالت مصانة وبكل احترام في مداشرك…

لم تحتقري ولم تنبذوا يوما من لجأ إليك ولن تشعريه بالغربة ولا بالميز مع أهلك البسطاء.. صحيح أن طاقتك المادية بمعناها المعيشي فقيرة جدا.. لكن أهلك الطيبون (قوم الله اعمرها دار) قوم كريم مضياف أكثر من حاتم الطائي .. وكانت خيمتهم تكرم الغريب ولو على حساب صاحب الخيمة …
أنت الكبيرة وأنت (الأم) وكانتا ابنتيك البكرتين (ز _ ت ) بالأمس القريب تحت أجنحتك الدافئة استحملت شقائهن وتمردهن وكنت تتسترين على الأخطاء والهفوات ولم تشتكين لأن الأم لا تشكوا أبنائها وخصوصا لأي كان…ولا تكرههم مهما صدر منهم من عصيان..

والواجب من الابناء الكبار ان يكونوا بررة يعترفون بفضائل الوالدين ويلقنونه بدورهم للصغار ليجمع الشمل لا ان يشتث…لكن هي قلة الحكمة والعقل فاعذري الزلات كما دائما ولا تشتكي همك الا لله ولمن أحبك بصدق..
نعرف أن تمرد البعض ونكرانه لجمائلك من أهل ابنتك البكر ( الغزالة. ز ) والتي كانت طفلتك المدللة بالأمس القريب وستبقى كذلك في نظرك.. قد ألحق بك نوعا من الاحباط .. لكن لا تحزني فهذا قدرك كما هو قدر كل الطيبون..يطالهم الجحود و النكران من أعز الناس إاليهم..

أهلك الطيبون لم يتمردوا يوما على الحيف والتهميش والنكران إلا بالسلم والصمت الراقي والذي تصدع له الآذان طبعا … هم قوم يضعون المقدسات الوطنية فوق أي اعتبار آخر وللعهد وافون وسيبقون كذلك مدى العمر.. لأن الصادق لا يخون مهما خانه الزمان والطعنات والخيبات لا تزده إلا قوة وصمود …
اسمك (ورزازات) بالأمازيغية يعني بدون ضجيج (وار: بدون زازات: ضجيج) اسم على مسمى ..
ألم وحسرة ممزوج بشموخ وأنافة وكل هذا بلا ضجيج…
تغفرين الذبوب جميعا لأبنائك إلا خيانة الوطن فقط الخونة هم من تنبذين ولن تفتحي لهم ذراعك أبدا ولو بأصلك الطيب لأنك الصادقة الأصيلة والتي لا تقبل أن تغير أصلها مهما قسى الزمان عليها..
والفريد المميز فيك أن النكران والجحود وحتى طعنات الخيانة لا يزيدك إلا عطاءا وكفاحا وجمالا.. والأهم تشبثا بوطنيتك الحقة وتاربخك العريق الذي يشهد لك بذلك ….

فقد كنت نموذجا في الصدق والتضحية وكان أبنائك البررة الشجعان السباقون دائما لنصرة كل القضايا الوطنية والمسيرة الخضراء خير دليل على ذلك رغم أن بعض القنوات تروج لمدينة أخرى في الجنوب الشرقي في اعلاناتهم وأفلامهم عن المسيرة الخضراء وصمتك لم يكن غباءا منك أو خوفا من فضح للحقيقة.. لا أبدا إنها شيم الكبار التواضع والتسامح.. و إيمانك كذلك أن تلك الرقعة عانت مثلك الويلات وهي جزء منك ومن هذا الوطن الواحد وما يشرف اخوانك وأبنائك فيها يشرفك طبعا..

ولا مجال لديك للحسابات الضيقة فالوطن بالنسبة لك للجميع وجميع المجهودات يجب أن تصب في إناء واحد المصلحة العليا للمواطن ولهذا الوطن العزيز كثيرا على أهلك الطيبون..
الخصال الحميدة والمبادئ والمواقف الوطنية ضرائب وأولها النكران والجحود فلا تحزني ولا تأسي فأبنائك البررة لم ولن ينسوا ما قدمتيه وما تقدمين وسيعود الشموخ والهيبة إليك وأكثر… واعلمي فقط أن الهيبة والنخوة لم تغادرك يوما لأنها من الله عزت قدرته.. فقط زيدي في صبرك واجعلي الصمت الراقي المعهود فيك سلاحك دائما وسينصرك الله برجالك ونسائك وكل من أحبك بصدق وهم كثر..

أمنا ورزازات الحبيبة نحبك حتى النخاع ومنك تعلمنا أن حب الأم من حب الأوطان وهو حب لا يساوم مهما قست الظروف والزمان.. فشكرا لكل تضحياتك الجسيمة ونتمنى الهداية لمن تنكر والرجوع للصواب.. 
وشكرا لكل التفاتة مسؤولة مؤخرا لورزازات الحبيبة.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...