على قدر أهل العزم…

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

*عبد الله مشنون

 

 

111 جمعة من الحراك الجزائري المطالب بالتغيير ورحيل العصابة التي انقضت ظهر الشعب واستنزفت ثروات البلاد ومداخيلها من البترول والغاز .111 جمعة من المظاهرات السلمية الحضارية التي خرج فيها الصغير والكبير صادحين بصوت الحرية والعدالة الاجتماعية ومصرين على الخروج من ربقة التحكم والتسلط الذي تمارسه الطغمة المستولية على الحكم التي شاخت وهرمت وصارت افكارها ومناوراتها متجاوزة رثة ومتهالكة في مقابلة أجيال الرقمنة والعلم.

نعم هي السلمية التي يجابهها عسكر المرادية بالقمع والاعتقال والمحاكمات المطبوخة والتخوين والتخويف واتهام الخارج بالباطل. فبعد لن أعاد النظام استنساخ نفسه عبر تقديم دمى متحركة من بقايا عصور الانحطاط والتزلف للغرب لم يستطع هذا النظام المستنسخ ان يقدم شيئا للشعب الجزائري على مستوى التنمية ورفاهية العيش بل تركه عرضة للجوع والنقص الشديد في مواد أساسية خصوصا في هذا الظرف من اقتراب الشهر الفضيل وما يلازمه من استزادة من الحاجيات الغذائية ة للمواطنين.

في هذا الوقت يفضل حكام الجزائر ومن خلفهم ان يبذروا أموال الشعب على قطاع الطرق وعصابات البوليساريو الإرهابية ومشاكسة المغرب عبر شراء بعض الذمم ببعض الدول الافريقية لعلها بمناورة او بأخرى تطيل امد الصراع وبالتالي استمرار استفادة الجنرالات من الوضع.

ولكن بالمقابل تحقق الدبلوماسية المغربية الهادئة المكاسب تلو الأخرى عبر الاقناع الجدي والدخول في شراكات متوازنة واحترام للدول والمؤسسات الدولية ولعل آخر الإنجازات قرار دولة السنغال الشقيقة فتح قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة عروس جنوب المغرب وجوهرته الأطلسية. مع ما يمثل ذلك من اتساع مجال التعاون الاقتصادي وما للمغرب والسنغال من علاقات راسخة في التاريخ وتلاقح مذهبي وروحي اصيل.

ومع ما يحققه المغرب من تقدم وسيره الحثيث لتحقيق استكمال وحدته الترابية واعتراف الدول العظمى له بأحقيته وسيدته على صحرائه تظل الجزائر(النظام) التي رفضت يد المغرب الممدودة لها في مدارك العناد والسقوط في غياهب التيه والكذب المسترسل الذي لم يعد يصدقه الا قائلوه فلا نامت اعين الجبناء والخبثاء ولعل هذا الحراك المبارك ينتج نظاما شابا طموحا متعلما مستشرفا للمستقبل يضع يده في ايدي جيرانه للارتقاء بمنطقة المغرب العربي نحو مصاف التكتلات العالمية الكبرى في اطار من التعاون البناء والاحترام المتبادل وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم.

*إعلامي كاتب صحافي مقيم بإيطاليا

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...