رئيس الحكومة المغربية: واجهنا جائحة كورونا بتدابير استثنائية جنَّبَت الإفلاس

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

يوسف السطي

 

 

قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، إن الأخيرة واجهت تداعيات جائحة كوفيد-19 على سوق الشغل سنة 2020 والتي وصفها بـ “السلبية جدا”، باعتماد آليات وتدابير اقتصادية واجتماعية استثنائية “جنَّبَتْ عددا من المقاولات الإفلاس ومَكَّنَتْها من الحفاظ على جزء كبير من أُجَرائها، مما حال دون تسجيل ارتفاع كبير في نسبة البطالة، كما حصل بعدد من البلدان المجاورة”، مشيرا إلى أن نسبة البطالة بالبلاد قد تم احتواءها في %11.9 “عوض أكثر من %14 حسب عدد من التوقعات لو لم يتم اتخاذ الآليات والتدابير”.

وأضاف العثماني في تصريح له نُشر بالموقع الرسمي لرئاسة الحكومة المغربية، أنه من أجل دعم حماية الشغيلة، عملت حكومته على “تطوير منظومة الصحة والسلامة في عالم الشغل، وكذا الرفع من قدرات وأداء آلية مفتشي الشغل”، مبرزا أنها عملت على تعزيز مفتشية الشغل “التي لا تضم أكثر من 320 مفتشا، ب 182مفتشا جديدا خلال 2021، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ هذه الهيئة”، على حد قوله.

وأوضح المتحدث، أن الحكومة عملت على “تعزيز منظومة التشغيل الذاتي، وتمكين المقاول الذاتي من تحفيزات ضريبية، ومن الولوج للصفقات العمومية”، مبينا أن عدد المسجلين بهذا النظام قد ارتفع من أقل من 29.000 سنة 2016، إلى 277.000 إلى حدود نونبر 2020، وبنسبة الشباب بلغت %54، إلى جانب تعزيز نظام التعويض عن فقدان الشغل وتبسيط إجراءات الاستفادة منه، “مع تسجيل حوالي 74 ألف مستفيد من هذا النظام خلال الفترة 2016-2020، بتكلفة مالية تجاوزت 977 مليون درهم”.

وبخصوص خريجي التعليم العالي وتأهيلهم لولوج سوق الشغل، قال المصدر أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات في هذا الصدد، منها “إحداث الباكالوريا المهنية، وتطوير المهننة في التعليم العالي، وإطلاق إصلاح النظام البيداغوجي بالجامعات أسفر عن تبني نظام الباشلور، وتحديث عرض التكوين المهني من خلال توفير حوالي 140 شعبة جديدة سنة 2020-2021، كما تم البدء الفعلي، وفقا للتعليمات الملكية السامية، في إحداث مدن المهن والكفاءات”.

وشدد العثماني على أنه قد تم “تحسين قابلية التشغيل لـ 770 ألف باحث عن الشغل خلال الفترة 2017-2020، وإدماج 406 ألف منهم في إطار برنامج التشغيل المأجور، أي بنسبة إنجاز بلغت 80 بالمائة مقارنة مع الأهداف المسطرة”، مضيفا أن حكومته نجحت في تحقيق تحسنا في نتائج بعض برامجها مثل برنامج (إدماج، تأهيل، تحفيز)، الموجهة “لتعزيز التشغيل لفائدة الشباب وحاملي الشهادات، بتجاوز سقف 100 ألف إدماج سنويا، إذ انتقل عدد المستفيدين من 92 ألف سنة 2017 إلى حوالي 109 ألف سنة 2018، وأكثر من 118 ألف سنة 2019”.

وأبرز أن الحكومة المغربية أطلقت برامج مندمجة ومتكاملة “لضمان ملاءمة أكبر بين التكوين والتشغيل، وتوفير التأهيل والمواكبة للباحثين عن الشغل، وإطلاق مبادرات لإحداث فرص الشغل، وتطوير البرامج النشيطة للتشغيل، ودعم المقاولات المشغلة، وتقوية حماية الشغيلة”، مضيفا أن هذه البرامج قد أسهمت في إحداث أكثر من 121.000 منصب صافي سنويًا في المتوسط، ما بين 2017 و2019، “بتقدم ملحوظ مقارنة مع أقل من 27 ألف وأقل من 114 ألف خلال الولايتين الحكوميتين السابقتين على التوالي. كما تم إحداث قرابة 243 ألف منصب شغل مؤدى عنه سنة 2019، وهو رقم قياسي لم يسجل منذ سنة 2008″، على حد تعبيره.

وفي مجال التشغيل العمومي، قال المتحدث أن الحكومة بذلت ما وصفه “مجهودا غير مسبوق”، مستدلا بإحداث “أكثر من 212 ألف منصب مالي خلال الفترة 2017-2021، بمعدل سنوي يتجاوز 42 ألف منصب، مقابل أقل من 21 ألف ما بين 2007 و2016”. مؤكدا في ذات الوقت أن هذه الإنجازات أسهمت في “تعزيز دينامية سوق الشغل الوطني، وتسجيل منحى تنازلي لمعدل البطالة، إذ انخفض بنقطة منذ سنة 2017، ليصل سنة 2019 إلى 9.2%، بالموازاة مع إطلاق دينامية إيجابية في سوق الشغل ودعم المبادرة المقاولاتية مطلع سنة 2020”.

وبحسب سعد الدين العثماني، فإن هذه الإنجازات قد تحققت بفضل المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل 2017-2021، الذي أعدته حكومته “بطريقة تشاركية مع جهات المملكة ومع القطاع الخاص”، مضيفا أنه تم تسطير هذا المخطط وتنزيله، “إيمانا منها بالدور الرئيسي للشغل في ضمان كرامة المواطن واستقراره النفسي والاجتماعي ودعم التنمية الاقتصادية”، وذلك بهدف “النهوض بالتشغيل وتعزيز بعده الجهوي، وتوسيع وتنويع برامج التشغيل، بما فيها تلك الموجهة لحاملي الشهادات والشباب، والساكنة القروية، والنساء في وضعية هشة، والأشخاص في وضعية إعاقة”.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...