نقابة الصحافيين بالمغرب تبسط واقع المهنة خلال السنتين الأخيرتين

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

إيطاليا تلغراف: يوسف السطي

 

أصدرت “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، تقريرها الدوري حول واقع حرية الصحافة بالمغرب خلال الفترة الممتدة من شهر مارس 2019 إلى شهر مارس 2021، مُسلِّطة بذلك الضوء على عدد من الجوانب، أبرزها واقع حرية الصحافة دوليا ووطنيا وفعلية الحقوق خلال جائحة كورونا، إلى جانب انتهاك حرية الصحافة والصحافيين وأوضاعهم المادية والمهنية وأخلاقيات المهنة.

انتهاك حرية الصحافة

النقابة الوطنية وفي تقريرها الذي اطّلعت “إيطاليا تلغراف” على نسخة منه، اعتبرت أن حرية الصحافة بالبلاد ظلّت تراوح مكانها خلال السنة الماضية، مشيرة إلى أنه وبالرغم “من الصعب إنكار وجود هذه الحرية في وسائل الإعلام الوطنية، ومن الصعب أيضا تجاوز القول بأن أدوار الإعلام تزداد أهمية مع مرور الوقت، فإنه لا يمكن التغافل عن وجود العديد من الإكراهات التي تعيق هذه الحرية”.

وأضافت أن من بين هذه الإكراهات، “واقع الحال يفرض نوعا من الرقابة الذاتية على الصحافيين بسبب تخلف القوانين المنظمة لحرية النشر والصحافة في بلادنا، أو بسبب الرقابة الصارمة التي يفرضها كثير من مديري النشر ورؤساء التحرير لاعتبارات اقتصادية أو حتى سياسية في بعض الأحيان”، كما أشارت إلى تواصل “إمكانية تسجيل متابعة الصحافيين في قضايا تتعلق بالصحافة والنشر بقوانين أخرى غير قانون الصحافة، خاصة بالقانون الجنائي، مما يفرغ قانون الصحافة والنشر من محتواه ويجرده من أية مشروعية أو أهمية”، حسب تعبيرها.

وأوضحت الهيئة أن هذه المرحلة عرفت “الاصرار على متابعة بعض الصحافيين في حالة اعتقال رغم توفرهم على جميع ضمانات الامتثال للقرارات القضائية، وبغض النظر عن موضوع المتابعات الذي يبقى من اختصاص القضاء فإن روح العدالة تقتضي إعطاء الأولوية لقرينة البراءة بما يستوجب ذلك من متابعة في حالة سراح”.
وفي هذا السياق، طالبت “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، بمتابعة الصحفيين سليمان الريسوني وعمر الراضي في حالة سراح “مع حفظ حقوق جميع الأطراف من مشتكى بهما ومشتكين، مع تسريع المتابعة”، وهما المعتقلين على ذمة قضية جنسية ويخوضان منذ أيام إضرابا عن الطعام، مجددة دعوتها لهما بإيقاف الإضراب “حفاظا على حقهما في الحياة والسلامة الجسدية”.

من جهة أخرى، أبرز المصدر استمرار “الاعتداءات الجسدية التي تستهدف الزملاء الصحافيين والصحافيات أثناء القيام بواجبهم خصوصا من طرف القوات العمومية”، مشيرا إلى أن “الاعتداءات” لم تتوقف بالرغم من التنبيهات والبيانات والمذكرات الصادرة عن النقابة، في حين سجل بارتياح “تعامل قوات الأمن والدرك الملكي والسلطات المحلية مع الصحافيين والصحافيات خلال الفترة الطويلة التي استغرقتها التدابير المتخذة لمواجهة انتشار وباء كورونا”.

جائحة كورونا:

وفي ذات السياق، اعتبرت نقابة الصحفيين بالمغرب أن هذه الفئة عاشت ظروفا قاسية جدا بسبب تداعيات انتشار وباء كورونا، موضحة أنه رغم الدعم المالي الاستثنائي الذي خصصته الحكومة في السنة الفارطة لدعم المقاولات الصحافية الورقية والإلكترونية وقطاعي الطباعة والنشر، “وهو الدعم الذي كان له جزء كبير من الفضل في ضمان بقاء العديد من وسائل الإعلام على قيد الحياة، فإن صرف هذا الدعم تم خارج إطار عقد البرنامج الذي أصبح متجاوزا منذ أكثر منذ سنتين، ولم تبادر الأطراف المعنية به من وزارة وصية وناشرين إلى تجديده وتحيينه”.

وشددت على أن آثار هذا الدعم ظلت جد محدودة إلى منعدمة، “بحيث اقتصرت الاستفادة على صرف الأجور والرواتب المعتادة دون أية تحفيزات ولا تعويضات توازي الجهود الجبارة التي بذلها الصحافيون في مواجهة ظروف صعبة جدا هددت حياتهم، بل إن بعض الزملاء لقوا حتفهم فعلا جراء إصابتهم بفيروس كورونا”، مضيفة أن “العديد من المؤسسات الإعلامية التي استفادت من الدعم قامت بتسريح مجموعة من الصحافيين العاملين لديها، بيد أن مؤسسات أخرى قلصت الأجور بنسب وصلت في بعض الأحيان الى 50 بالمائة من قيمة الأجر، في حين التجأت مؤسسات أخرى إلى تقليص ساعات العمل لتخفيض الأجور”.

وأكّدت النقابة على أن الجسم الصحفي المغربي قام “بأدوار طلائعية في مواجهة تداعيات انتشار جائحة كورونا، وقدموا في سبيل ذلك تضحيات جسيمة وكبيرة”، بالنظر إلى “احتكاكهم المباشر مع الوباء بسبب قيامهم بواجبهم في غياب كامل وتام لأبسط شروط الوقاية في العديد من المؤسسات والمناسبات، فإنهم تصدوا لحروب الإشاعات ونشر الأخبار الزائفة والمغالطات بمهنية عالية، وهم بذلك يعتبرون من جنود الصفوف الأمامية التي تستحق كل التقدير العرفان”.

التقارير الدولية حول حرية الصحافة:

إلى ذلك، عبّرت الهيئة عن عدم اتفاقها مع بعض التقارير الدولية الخاصة بأوضاع حرية الصحافة في المغرب، مناشدة المنظمات الصادرة لهذه التقارير التحري واعتماد المصادر ذات المصداقية، مبرزة تفاعلها الإيجابي مع منظمة “مراسلون بلا حود” الدولية. كما أكدت في ذات الوقت على أنه لا يمكنها أن تقبل بحصر الشراكة في برامج تكوين الصحافيين “في دائرة ضيقة تخدم مصلحة طرف واحد بصفة رئيسية، بل لابد لهذه الشراكة أن تشمل مختلف أوجه التعاون والتنسيق”.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...