مغاربة العالم وخطاب الفوتوشوب للرموز: شتامون و«إفلاس لغوي»!!

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

*لخضر لكراد

 

يعيش العالم سباقا مع طموح العلم للتغلب على “كورونا” فيما تعيش مجتمعاتنا مأساة وتفاهة الوهم مع ظاهرة “سبونا وشتمونا”.

تلكم ظاهرة “للعنف اللفظي” مرهونة بقضية «الإفلاس»، فالشتّامون مفلسون فكرياً ولغوياً ومهزومون نفسياً، إذ هي غالباً حيلة العاجز. إنه «الإفلاس اللغوي» لبعض من يدعون النضال والتنظير الشفوي! لا يتم التركيز فيه على القضايا الأساسية التي تهم آمال وآلام المغاربة والتنمية والظروف الدولية ومحاولة إيجاد حلول جوهرية لهذه القضايا لكي نلحق بمن سبقونا من مهاجرين ومن البلدان والأمم، بل نجد أن الثوار العدميين الشعبويين الجدد! وهم قلة من مغاربة العالم يصولون ويجولون ويتعاركون، يتنطعون ويحلمون ويتنمرون وينظرون مادامت النخب انسحبت من المواقع تاركة الساحة “لفئران غابت عنها القطط”!

فأين نحن من «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده».
الملاحظ والمؤسف هو وجود قطيع يتبع ويصدق “المناضل الشعبوي” في لايفاته وتنمره فيعيش إفلاسا لغويا لايفرق بين التاء المربوطة والمبسوطة كفتاة وفتات، ينتمي في “الموضة النضالية الجديدة” لأشخاص معرفتهم قليلة أو معدومة بالحقائق التاريخية ومصابون ب ’فيروس التضليل والتشويه والسب والشتم‘ ويتبنون إيديولوجيات عنيفة. آخرون يتكلمون عن المقاومة المدنية وكأنننا نعيش في العصور اليونانية القديمة في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث عُرف العصيان المدني في أعمال ”سوفوكليس” في مسرحية أنتيجون، يدعون أنهم وحدهم المواطنون الأحرار وأن كل مخالفيهم عبيدا أو جزءاً من النخبة الحاكمة، مستنفرين لهجة العرق والقبيلة والمنطقة ويتمنون للوطن العواصف بدغدغة العواطف وينساق خلفهم المطبلون بحرية الفوضى والكلمة.

إن “حرية التعبير مقدسة وليست مطلقة”.. فأصبحت أشفق على من يعيش في بيئة غربية متحضرة السلوك والخطاب، يسود فيها تعايش الجنسيات والأعراق وتعتبر الكلمة أخلاق وأدب، ورغم ذلك أصبح فيها المغربي ناشطا فايسبوكيا أو يوتوبرز مسترزقا! يشيع خطاب الشتم، والسب والتهديد، والتحقير والاستهزاء، عوض إتقان فن التوصيف الموضوعي”لواقعة ما أو لشخص ما، ويستعمل “النقد” في حدود التقييم المعياري أو الأخلاقي.

إنني أعتبر “الإساءة” الصريحة المُتعمَّدة بأنها تدين للبيئة التي تخلّق فيها فكر الشعبوي، أسرة أو أصدقاء.. فابتعد “الشعبوي الجديد” عن الإطار السلمي الذي لا يضيع حقاً، ولا يهدر دماً، ولا ينتهك عرضاً، ولا يقلق سكينةً، ولا يمحق قيماً..
وأخيرا، إذا كان الإختصاصيون وخبراء الجمال طرحوا للمرأة للتخلص من الكَلَف حلولاً متعددة للقضاء على كلف الوجه منها الليمون، فلا أجد للمتنطعين المتخشبة وجوههم إلا: رحماك ربي في حسابات فايسبوك المغاربة المثخنة بالجراح والأذى..

*ناشط وإعلامي/ هولندا

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...