الأمير حمزة بن الحسين يعلن تخلّيه عن لقبه بعد عام من اتهامه بما عرف بـ”قضية الفتنة”.

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

أعلن الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني عبد الله الثاني وولي العهد السابق، يوم الأحد، تخلّيه عن لقبه، بعد عام من اتهامه بما عرف بـ”قضية الفتنة”.

وقال الأمير حمزة، في تغريدة على حسابه في “تويتر”، إنه توصل إلى أنّ قناعاته وثوابته لا تتماشى مع مؤسسات المملكة الحديثة، مضيفاً: “من باب الأمانة والضمير، لا أرى سوى الترفع والتخلّي عن لقب أمير”.

ومضى قائلًأ: “سأبقى كما كنت دائمًا وما حييت مخلصًا لأردننا الحبيب، وحسب استطاعتي في حياتي الخاصة، بخدمة وطني وشعبي ورسالة الآباء والأجداد”.

ويأتي تخلّي الأمير حمزة بن الحسين عن لقبه بعد عام جرى فيه أخذ وردّ بين أطراف العائلة المالكة، ومحاولة توظيف الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لذلك، خصوصاً أن الأمير كان قد ظهر في مناسبات عدة قبيل بروز قضيته منتقداً طريقة إدارة شؤون البلاد، وذلك خلال جلسات جرت دعوته إليها من قبل عشائر أردنية، ووجه الأمير خلالها انتقاداته للسياسات والقرارات الحكومية التي قال إنها أفقرت المواطنين.

واتهمت الحكومة الأردنية، في إبريل/نيسان الماضي، الأمير حمزة بن الحسين بالتورّط في ما سمي “قضية الفتنة”، والمشاركة في مخططات هدفها زعزعة أمن الأردن ونظام الحكم، ووضع منذ ذلك الحين قيد الإقامة الجبرية.

وأصدرت محكمة أمن الدولة، في يوليو/تموز الماضي، حكماً بالسجن 15 عاماً بحق رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد في القضية، بعد إدانتهما بمناهضة نظام الحكم وإحداث الفتنة.

وقبل شهر تقريباَ، أعلن الديوان الملكي الأردني أنّ الأمير حمزة بن الحسين وجّه إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اعتذارًا عن دوره في القضية.

وقال الأمير حمزة في الرسالة المنسوبة إليه والتي نشرها الديوان الملكي: “أخطأتُ يا جلالة أخي الأكبر، وجلّ من لا يخطئ. وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحق جلالة الملك أو بلدنا خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه من جلالتك”. وأضاف الأمير حمزة: “أعتذر من جلالتك ومن الشعب الأردني ومن أسرتنا عن كل هذه التصرفات التي لن تتكرر”.

واستطرد بيان الديوان الملكي إلى أنّ “إقرار الأمير حمزة بخطئه واعتذاره عنه يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق العودة إلى دور أصحاب السمو الأمراء في خدمة الوطن، وفق المهام التي يكلفهم بها جلالة الملك”.

وُلد الأمير حمزة بن الحسين في عمّان في 29 مارس/آذار عام 1980. وهو الابن الأكبر للملك الحسين من زوجته الرابعة الملكة نور الحسين. بعد وفاة الملك حسين، تولى الملك عبد الله الثاني عرش الأردن، فيما عُيِّن الأمير حمزة ولياً للعهد. استمرّ في هذا المنصب قرابة ست سنوات، من 7 فبراير/شباط 1999 حتى أُعفي من منصبه في 28 سبتمبر/أيلول 2004.

وجاء في رسالة الإعفاء أنّ هذا المنصب شرفي ويقيّده ويحدّ من إمكانية تكليف الأمير حمزة بن الحسين بعضَ المهام. وكان مما ورد في الرسالة الملكية آنَذاك الموجهة إلى الأمير: “وبما أنّ الوطن بحاجة إلى جهد كل واحد منا، وإلى العمل بأقصى طاقاته وإمكاناته، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، ومن ضمنها الأردن العزيز، فقد قررت إعفاءك من منصب وليّ العهد لتكون أكثر حرية وقدرة على الحركة والعمل والقيام بأية مهمات أو مسؤوليات أكلفك بها، إلى جانب إخوتنا من أبناء الحسين وأفراد الأسرة الهاشمية”.

وأنهى الأمير حمزة بن الحسين تعليمه الابتدائي في عمّان، ثم التحق بمدرسة هارو في المملكة المتحدة، ومنها إلى أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وتخرج منها في 10 ديسمبر/كانون الأول 1999 بتفوق، حيث حاز سيف الشرف، وهو أرفع تقدير يتسلمه ضابط من خارج بريطانيا، وبعد ذلك، تخرّج من جامعة هارفارد الأميركية في مطلع عام 2006. كما حصل على شهادة الماجستير في الدراسات الدفاعية من كلية “كينغز كوليج لندن” في المملكة المتحدة عام 2011.

ويحمل الأمير حمزة بن الحسين رتبة عميد في الجيش الأردني، والتحق بالعديد من الدورات، مثل دورات المظليين ودورات القناصة ودورات قيادة الطائرات العمودية، وخدم في اللواء المدرع الأربعين في الجيش الأردني، وشارك في عدد من الدورات العسكرية في الأردن والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا والولايات المتحدة. وفي تاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول 2017، عُيِّن مستشاراً لرئيس هيئة الأركان المشتركة لشؤون الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى عمله.

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...