أحزاب مغربية تنتقد بشدة استقبال قيس سعيد زعيم جبهة “بوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

هاجمت أحزاب مغربية من الأغلبية والمعارضة، ليل الجمعة، بشدة استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم جبهة “بوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، أمس، في مطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، حيث تشارك الجبهة في قمة طوكيو للتنمية في أفريقيا “تيكاد 8”.

ووصف حزب “التجمع الوطني للأحرار”، قائد الائتلاف الحكومي الحالي في المغرب، استقبال سعيد لزعيم الحركة الانفصالية بـ”الفعل العدائي غير المسبوق، الموجه ضد المغرب ووحدته الترابية”، والذي “يؤكد بالملموس مسلسل التهور الذي أدخل فيه قيس سعيد، للأسف، الشقيقة تونس عبر اتخاد قرارات مجانية مفرطة في العداء للدول الصديقة لن تفيد الشعب التونسي في شيء”.

وقال الحزب، في بيان له، إن “النظام التونسي، عبر هذه الخطوة المتهورة وغير محسوبة العواقب، يصطف اليوم مع أعداء المملكة، وداعمي الميولات الانفصالية في المنطقة ما من شأنه أن يزيد من هوة الخلافات الإقليمية بشكل خطير، ويؤثر على استقرار المنطقة التي تتوق شعوبها إلى تحقيق الاستقرار وتكريس الديموقراطية”.

من جهته، اعتبر حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” المعارض، ما أقدم عليه سعيد “خرقا سافرا ومقيتا لروح ومقتضيات العلاقات الثنائية والإقليمية من جهة، والتزامات الدول الأطراف في هذه القمة التي تفترض اقتصار المشاركة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما تم إقرار ذلك في القمم السبع السابقة، وآخرها المنظمة بيوكوهاما اليابانية”.

ووصف الحزب استقبال غالي بأنها “طعنة في ظهر المغرب، الذي ما فتئ حريصا على استقرار تونس وأمنها، وكان الداعم الأول لها حين كانت تمر بظرفية قاسية، بفعل استهدافها من الإرهاب الإسلاموي في وقت كانت تمر من مرحلة البحث عن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، بعد (ثورة الياسمين)، ويومها كانت تونس تفتقد لدعم دولي وإقليمي، وهي بصدد تشييد تجربة جديدة في الحكم، ولم تجد الدعم السياسي والمعنوي إلا من جلالة الملك محمد السادس، الذي مدد مقامه بها في تلك الظروف الصعبة، ترجمة لأقصى درجات التضامن والدعم”.

وتابع في بيان له: “هذه السابقة لم يفكر في اقترافها أي من رؤساء الجمهورية التونسية من العقلاء الذين كانوا حريصين على استقرار المنطقة وتجنيبها التوترات، وكان المغرب بدوره يتفهم إكراهات تونس بسبب سياقها الجغرافي، بما فيها إكراهات تصل حدود الابتزاز من جيرانها”.

وفي سياق الغضب المغربي، وصفت قيادة “التقدم والاشتراكية” المعارض، خطوة سعيد بـ”التصرف الأرعن” الذي “يُشكل حلَقة أخرى في مسار الانحراف الشعبوي الذي أدخل إليه تونس، في معاكسة تامة للتطلعات الديموقراطية القوية التي عبر عنها الشعب التونسي أثناء الربيع العربي”. كما اعتبرت أنه “سلوك أخرق يجسد مساسا سافراً بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وبالمشاعر الوطنية لكافة الشعب المغربي، وستكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين”.

وقال الأمين العام لـ”التقدم والاشتراكية” نبيل بنعبد الله: “من الواضح أنّ الرئيس التونسي اتخذ هذا القرار، وأرفقه بأشكال بروتوكولية زائدة وموغلة في الاستفزاز، خاضِعا في ذلك لتأثيرات بلدٍ جار كَسَرَ، بمعاداته الممنهجة للمصالح الوطنية لبلادنا منذ عقود، طموحاتِ شعوب المغرب الكبير نحو الوحدة والتكامل”.

من جانبه، اعتبر حزب “العدالة والتنمية” هذا المستجد “تطورا خطيرا وغير مسبوق، وضربة جسيمة للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين”، و”موقفا معاديا ومنحازا ضد قواعد حسن الجوار والشراكة، وخيارات البناء المغاربي الوحدوي، ويخدم مخططات التجزئة والتقسيم التي شكلت معاهدة مراكش للاتحاد المغاربي تعاقدا لمحاربتها”.

وأكد الحزب الإسلامي، في بيان له أصدره ليل الجمعة، أن “ما قام به الرئيس التونسي لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على عدالة وقوة الموقف المغربي في موضوع مغربية الصحراء المستند على حقائق التاريخ ومعطيات الجغرافيا وأدلة الشرع والقانون، فضلا عن دعم المجتمع الدولي الكبير والمتنامي”.

وفي تعليق له على خطوة الرئيس التونسي، اعتبر رئيس الحكومة المغربي السابق سعد الدين العثماني، أن “تونس‬ لم تعد صديقة كما كانت، باستقبال رئيسها لزعيم الانفصاليين بمناسبة انعقاد قمة أفريقيا-اليابان، وبجواره علم الانفصال”. وأضاف في تغربدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “من العار أن يطعنك الأخ في ظهرك”، مشددا على أن “مسيرة تثبيت الحق المغربي ماضية لا توقفها مثل هذه الأمور”.

وكانت الخارجية المغربية قد استدعت السفير حسن طارق للتشاور، وقررت مقاطعة قمة طوكيو للتنمية في أفريقيا “تيكاد 8” التي تحتضنها تونس يومي 27 و28 اغسطس/ آب الحالي، في خطوة تشير إلى حجم الغضب المغربي، في حين ردّت الجزائر بإجراء مماثل، وأعلنت استدعاء سفيرها في الرباط للتشاور.

وربطت الخارجية المغربية بين استدعاء سفيرها في العاصمة التونسية بـ”عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا”، معتبرة أن تصرف تونس في إطار “تيكاد” (منتدى التعاون الياباني الإفريقي) “يؤكد هذا النهج بوضوح”.

ويأتي استقبال الرئيس التونسي لزعيم “البوليساريو” بعد نحو أسبوع على تشديد العاهل المغربي الملك محمد السادس على أن ملف الصحراء هو “النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.

وينتظر أن يلقي القرار المغربي بالمقاطعة بظلاله على القمة علما أن الموقف الياباني قائم على عدم الاعتراف بجبهة “البوليساريو”، وهو ما كان واضحا خلال القمة “تيكاد” الأخيرة التي انعقدت في يوكوهاما اليابانية، حين رفضت طوكيو مشاركة الجبهة الانفصالية، وقبله في قمة “تيغاد” السادسة بالموزمبيق، بعدما رفض وزير الخارجية الياباني كونو طارو الاعتراف بـ”بوليساريو”، بعد أن حاول وزير الخارجية الموزمبيقي إدخال أعضاء الجبهة من باب جانبي، وأدمجهم في القمة بصفتهم منتمين إلى وفد بلاده.

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...