هل حقا مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

*الدكتور محمد الفقيه

 

 

زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي بعشرين أو ثلاثين صاعا من شعير أخذها لعياله.

تأمل اخي المسلم : يؤكد الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي ، ومعنى ذلك أنه مات فقيرا لا يملك قوت زوجاته، علما بأنه قائد الدولة الإسلامية، وله حق شرعي في التصرف بخمس الغنائم ، وكذلك نصيبه الشرعي في الفيئ، وهذا يوفر فرصة للنبي صلى الله عليه وسلم أن يحيا حياة كريمة وطيبة بعيدا عن الاستدانة وما يترتب على ذلك من ذل المسألة ، واليد العليا خير من السفلى، وحاشا لرسول الله أن تكون يده سفلى ، ولكن الذين يريدون الإساءة إلى رسول الله يريدون أن يظهروا يده بأنها سفلى واليد العليا لليهودي الذي يقدم الطعام لبيوت رسول الله ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.

علما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مات وقد ترك إرثا أراض وضياعا في فدك وخيبر وغيرها، وهذا معروف في السير ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر تبين الرواية أن النبي رهن درعه مقابل الشعير ، يعني ذلك أن النبي قد رهن سلاحه ليهودي ، حقا إنها لاحدى الكبر!

قائد الدولة الإسلامية الذي جابه جيش الروم في عقر داره في موقعة تبوك ، درعه مرهونة عند يهودي لأنه لا يملك قوت يومه، من يصدق ذلك؟!.
ومما هو معلوم أن السلاح في الثقافة العربية والإسلامية وخاصة في الجزيرة العربية يمثل شرف الرجل وعزته وكرامته، فكيف يفرط النبي صلى الله عليه وسلم بشرفه ورجولته ويرهن درعه ليهودي؟؟.

وإذا كان النبي حقا محتاجا ولا يملك قوت يومه، فأين أغنياء الصحابة ؟؟.
أين عثمان وأين عبد الرحمن بن عوف وأين سعد بن الربيع؟؟
أليس الصحابة كما تروي لنا السير يفدون الرسول بأرواحهم وبأولادهم؟.
لماذا أغمضوا أعينهم عن حاجة الرسول وعن فقره حتى لجأ إلى اليهود ليشبعوا بطون أهله من الشعير ؟؟.

ومما ينسف الرواية من أساسها أن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عهده قد أجلى اليهود من المدينة ومن أطراف الجزيرة العربية ، فمن أين بحث النبي عن هذا اليهودي ليستدين منه ويرهن درعه له؟!.
ماذا لو أن أحد ولاة أمرنا وقادة جيوشنا بسبب الضائقة المالية التي نمر بها ، قال سأقوم برهن اسلحتنا بما فيها من طائرات ودبابات وتجهيزات لإسرائيل مقابل أن يسددوا ديوننا، ومن أجل توفير القمح والشعير والغذاء لشعوبنا؟؟.
هل يستطيع أحد من أوصياء الدين ان يعترض عليه؟
أليس من حقه أن يقول سأفعل ذلك اقتداء برسول الله الذي رهن درعه ليهودي مقابل الشعير كما هو ثابت في كتب الصحاح؟؟.

فكم نحن بحاجة الى أن نستعيد عقولنا المستلبة.
وكم نحن بحاجة الى أن نتحرر من الروايات التي تتعارض مع أبسط البدهيات العقلية .
وكم نحن بحاجة إلى أن نعيد للقرآن الكريم مركزيته ومعياريته في قبول الروايات أو ردها.

*مفكر اسلامي من الاردن

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...