الكاتب: منير الحردول
أعتقد جازما أن الشخصية المتعددة الوجوه فهي حقيقة الأمر لا وجه لها!!
كلام قد ينطبق على أنصار بدعة التحكم في رقاب الناس بآليات أقل ما يقال تنها أنها مؤسفة.. ولعل تناقض البعض مع نفسه يجعل من الضروري الخوض في مسألة أضحت من الطابوهات المكشوفة وكفى..فلا يعقل معارضة الحريات الفردية من البعض وحين يتم ضبط مرء ما!! متلبسا بتناقض أفعاله، مقارنة بأقواله، يتحول من أشرس المدافعين عن مفهوم الحريات الفردية بصيغتها الكونية، لا سيما في بعض الدول العربية والإسلامية.
فالحريات الفردية عليها أن تنسجم مع نوعية العقليات السائدة في المجتمع، إذ لا يمكن فرض نموذج أو اسقاط تجارب بعيدة عن الخصوصية البيئية للمجتمع ككل.
فللأسف المبين، تسعى الكثير من التيارات الفكرية في بعض الاقطار العربية وبدعم من اديولوجيات خارجية متنوعة المشارب، أو التي تغلف نفسها باسم حقوق الإنسان، والتي تدعوا لعدم الانتقاء في مسألة الحريات الفردية.. ومن تم الى تستوعب تلك الميولات مفهوم الكونية والشمولية في تلك الحريات..،لذا، الزواج بالحيوانات أو ممارسة الغرائز عليها تعد حرية فردية كذلك!
ومن تم نؤكد وباستمرار ان الفرق بين الغرائز البشرية والغرائز البهيمية هو عقل الحياء وفقط.
فلا أحد في هذا الكون يقول لأي شخص ما الذي عليك فعله بغرائزك! لذا لا يمكن ان تمارس سلطة فشل ما.. أو مكبوتات الأفكار على سمات و خصوصيات المجتمع، بغية الدفع بها صوب مطالب تخالف الضوابط البشرية التي تساوي الغرائز البشرية مع المطالب البهيمية!
فالزواج بالحيوانات والممارسات البهيمية والزواج بين المثليين يعد كذلك من الحريات الفردية! ؟
اذن ما رأي من يدافع عن الحريات الفردية في اطار حقوق الانسان الكونية!هيا أجيبوا من فضلكم؟
فالدعوة لفرض التغيير حسب المنطق المقبول يقتضي تعديل ثقافة المجتمع والاعتراف بمرض النفاق!
أما ما دون ذلك، فيعني بناء السقف قبل الأساس!..كلام موجه لمن يتحايل للاصطياد في الماء العكر!
هذا من جهة، ومن زاوية حصرية أخرى، فما علاقة تفشي ظاهرة الطلاق بالحريات الفردية!
ففي زمن كان الرجال يتصفون بالرجولة،وكانت النساء تغلب عليهن طابع الأنوثة. كان الهدف من الزواج هو تكوين أسرة الاستقرار، والصبر ونكران الذات من أجل الأبناء.
لا الخيانة والعشق الممنوع!
وحين تحول الزواج إلى التباهي بالأعراس، والمأكولات وكثرة الحقوق بلا فائدة ،صدم الجميع بنسبة الطلاق المخيفة.فشرد الأطفال وتأزمت نفسية الأمهات والآباء، وساد الشرود وأصبحت محاكم الأسرة تعج بطلاق التفاهات، والعناد المشؤوم..فمؤسف أن يتم تشجيع التمرد مقابل قهر خاصية الصبر الشامخ الناجع في تماسك الأسر.
لذا فالقوانين التي لا تساهم في تماسك الأسرة، والمشجعة على الغرور والتمرد كارثة على المجتمع ككل!
لذا فالحريات الفردية لا يمكن بأي حال من الأحوال حصرها في الغرائز الطبيعية وكفى، بل بالعكس تماما..فمفهوم الأسرة عليه أن يمسي قائما وصلبا رغم كل الصعاب والإكراهات المقرونة بعسر الحياة بشكل عام.
أما من تتجه إرادته صوب أي شيء مرتبط بحياته الخاصة.. فهناك أماكن خاصة! الأماكن العامة من الأجدر أن تحترم الذوق العام عوض الأنانية الخاصة!