بقلم ذ.عمر الطيبي
حينما اراد عطاف وزير خارجية نظام الكابرانات البرهنة على قوة الصداقة التي “تجمع” بين الجزائر والبرازيل، أو لربما معاتبة الحكومة البرازيلية على عدم تبني طلب العضوية الذي تقدمت به بلاده لمنظمة “البريكس”، ذكر بان الجزائر كانت قد استقبلت العديد من اللاجئين البرازيليين ايام حكم النظام الدكتاتوري العسكري في هذا البلد الامريكي اللاتيني البعيد، مقتديا في ذلك برئيسه تبون عندما زعم ان الديموقراطية الأوروبية خرجت من الجزائر بفضل احتضانها للاجئين من اسبانيا والبرتغال واليونان.
تتكرر التصريحات وتتشابه سواء لدى عطاف او تبون أو من قبل لدى لعمامرة و شنقريحة ولدى جميع رموز نظام العسكر لتعكس بوضوح معاناة الطغمة العسكرية المتحكمة في الجزائر من حالة سكيزوفرينيا متقدمة وذاكرة مثقوبة يتسع نطاق خرقها باستمرار!!
ولعل من أبرز مظاهر فقدان الذاكرة لدى عطاف بالذات حديثه عن تاريخ الحكم العسكري الديكتاتوري في البرازيل ونسيانه رزوح الشعب الجزائري تحت نير دكتاتورية الكابرانات منذ سنة 1962 وحتى الان.
ونسي عطاف الذي يؤاخذ البرازيل بعدم تبنيها للطلب الجزائري رغم استقبال بلاده للاجئين برازيليين ايام الحكم العسكري ان المغرب استقبل عشرات الالاف ان لم نقل مئات الالاف من الجزائريين بل الملايين خلال الاحتلال الفرنسي لبلادهم، وفي الاخير كافأته الطغمة العسكرية بمجرد استلامها السلطة من فرنسا بجزاء سنمار بان ضمت اراضي شاسعة من صحرائه الشرقية، وطردت 45 الف اسرة مغربية من الجزائر يوم العيد، ثم اتبعت كل ذلك بحشر انفها في قضية الواحدة الترابية للبلاد ولما تزل!!
فباي حق وباي وجه يطالب عطاف ونظام الكابرانات البرازيل بالوفاء لجميل استقبال بلاده للاجئين برازيليين لو كانوا يتذكرون ويعقلون !!
في الختام ولان المقدمات الخاطئة تؤدي دائما الى نتائج خاطئة فقد بات العالم كله يشهد على انفضاح ادعاءات النظام وهذيانه السياسي وتيهه الاستراتيجي، مما ترتب عنه بالنتيجة وبالضرورة فشل جميع مشاريعه السياسية والاقتصادية على الساحتين الاقليمية والدولية، حتى ان وزير خارجية الحكومة الانقلابية في مالي القى في وجه نظام الكابرانات مؤخرا بمشروع الوساطة بين الفرقاء الذي تقدم به لحل الازمة المالية مذكرا بان بلاده تنتمي لمجموعة “اكواس” ولا حاجة لها بالجزائر ” التي “يجدر بها” – يضيف صاحب التصريح – “الاهتمام بمجموعتها الاقليمية” وذلك في إشارة ضمنية للمجموعة المغاربية، وبطبيعة الحال فانه لا حياة لمن تنادي !!.