يشرع رئيس حزب حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي اليوم الجمعة في إضراب عن الطعام داخل سجنه احتجاجا على تراجع المسار الديمقراطي في البلاد، في وقت يواصل فيه القيادي البارز في جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك إضرابه المفتوح عن الطعام احتجاجا على اعتقاله مع سجناء آخرين من المعارضة.
وقال رياض الشعيبي المستشار السياسي للغنوشي (82 عاما)، لوكالة الأناضول، إن الغنوشي يعبر بهذا الإضراب عن موقفه الرافض للتراجع الخطير عن المسار الديمقراطي في البلاد.
وأضاف أن هذا الإضراب يأتي أيضا للمطالبة بالكف عن ملاحقة النشطاء السياسيين وإطلاق سراح المعتقلين.
وفي سياق متصل، كتب الشعيبي عبر حسابه على فيسبوك، أمس الخميس، أن “معركة الأمعاء الخاوية تتمدد وتتوسع: راشد الغنوشي يلتحق بجوهر بن مبارك”.
معركة الأمعاء الخاوية
وانطلقت معركة الأمعاء الخاوية مع المعارض جوهر بن مبارك بدخوله في إضراب مفتوح حتى رفع المظلمة المسلطة عليه وعلى بقية المعتقلين السياسيين، لكن هذا الإضراب سيتوسع بداية من الجمعة مع دخول الغنوشي في إضراب عن الطعام.
وقال عز الدين الحزقي -والد جوهر-، وهو ناشط سياسي مخضرم وعضو مؤسس بجبهة الخلاص، لوكالة الأنباء الألمانية الخميس إن ابنه دخل يومه الثالث في إضرابه عن الطعام.
ويقبع القيادي في الجبهة في السجن منذ 7 أشهر في فترة إيقاف تحفظي للتحقيق في شبهة التآمر على أمن الدولة، بجانب العشرات من السياسيين المحسوبين على المعارضة.
وقال الحزقي “جوهر يريد أن يكشف ظلم المغتصبين للسلطة ويدفع نحو توحيد المعارضة ضد الانقلاب، وضد الوضع الحالي للقضاء.. نحن نعيش في مرحلة انعدام القانون. وهناك شخص واحد يتحكم في كل شيء”.
وأضاف الحزقي إن جوهر “مقتنع بأن ما يقوم به واجب وطني، ولن يوقف إضرابه قبل رفع المظلمة عن جميع المعتقلين”.
اتهام بالهيمنة
وتتهم المعارضة الرئيس قيس سعيد بالهيمنة على السلطات، وممارسة ضغوط ضد القضاء، وتلفيق تهم غير مثبتة ضد السياسيين المنتقدين لسياساته.
والثلاثاء، أعلنت هيئة الدفاع عن الموقوفين السياسيين في تونس أن المعارض الموقوف جوهر بن مبارك دخل في إضراب عن الطعام حتى إطلاق سراحه.
وقالت هيئة الدفاع (غير حكومية)، في بيان، إن بن مبارك أخبر هيئة الدفاع أنه دخل في إضراب عن الطعام بداية من منتصف الليلة الفاصلة بين يومي الاثنين 25 والثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول الجاري، احتجاجا على سجنه.
وفي 17 أبريل/نيسان الماضي، أوقف الأمن التونسي الغنوشي بعد مداهمة منزله، قبل أن تأمر المحكمة الابتدائية في العاصمة تونس بإيداعه السجن في قضية التصريحات المنسوبة له بالتحريض على أمن الدولة.
حملة توقيفات
والغنوشي أحد أبرز قادة جبهة الخلاص المعارضة الرافضة لإجراءات استثنائية بدأ الرئيس قيس سعيد فرضها يوم 25 يوليو/تموز 2021، ومن أبرزها: حل مجلس القضاء والبرلمان (كان يرأسه الغنوشي)، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة قاطعتها المعارضة.
وتشهد تونس منذ فبراير/شباط الماضي حملة توقيفات شملت إعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال وسياسيين، بينهم الغنوشي وعدد من قيادات النهضة، منهم علي العريض ونور الدين البحيري وسيد الفرجاني.
ومقابل تشديد سعيد مرارا على استقلال السلطات القضائية، تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين لإجراءاته الاستثنائية.
المصدر : وكالة الأناضول + وكالة الأنباء الألمانية