قضايا الهجرة .. بين العنصرية و الغوغائية .

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

محمد الجميلي

 

 

استغل اليمين الفاشي حادث مأساوي ليكشف النقاب عن أحقاده الدفينة تجاه المهاجرين و العرب تحديدا، كما أظهرت الشعارات التي حملها ضد دينهم و معتقادتهم و نبيهم. ببلدية جاتا (بالإسبانية: Gata)‏، هي بلدية تقع في مقاطعة كاصرس بإقليم إكستريمادورا غرب إسبانيا توجهت الحشود الهائجة لمسجد السلام مطلقة شعارات من قبيل ” إسبانيا مسيحية و ليس إسلامية ” ، “سنغلق هذا المسجد “…و يأتي هذا الغليان على خلفية عمل إجرامي راح ضحية مواطن إسباني يدعى قيد حياته دفيد، و هو عمل مدان و يرجع للمصالح المختصة النظر في الجريمة و إنزال العقوبة على الجناة، و ننضم للمطالب الداعية للعدالة لدفيد.

ويبقى السؤال كيف نفسر الخلط بين المطالبة بالعدالة للضحية و الهجوم على أقلية من المهاجرين المغاربة بالبلدة، على تجارتهم و دور عبادتهم واقع الأمر أن ردود الأفعال هذه هي ثمرة شهور من الدعاية العمياء التي تربط بين الجريمة و المهاجرين، و تستقبح كل ما هو إسلامي، عربي ، مغربي.. و تلعب الوسائط و أشباه الصحفيين دورا سلبيا للغاية.
للإشارة فهذه النزعة المرضية التي تستثمر في الأحقاد، و تتاجر بالآلام لا تمثل الشعب الإسباني بأي حال من الأحوال، و لا يجب أن تعفينا من السؤال : ماذا يفعل الغوغاء الذين ينتشرون فسادا في هذه البلاد التي فتحت أبوابها لكل لاجئ و مهاجر، و متعتهم بحقوق و ضمانات دستورية؟. هل هؤلاء المحمدون (جمع محمد) يحملون شرف هذا الاسم بما يمثله قيم و سلوك؟. راهنية السؤال تنبع من الحاجة لوقفة تأملية عن جملة المسلكيات و الانحرافات التي يقوم بها البعض، البعض العربي تحديدا في الفضاءات العامة، و التي تحرج السواد من المسلمين الذين حلوا بهذه الديار و أسهموا فيها بشكل منتج و شاركوا و تفاعلوا … كما تشهد الشواهد و الاحصاءات. لكن للأسف كما يقال : “أنهلك و فينا الصالحون قالوا نعم إذا كثر الخبث”، إذا كنت غير قادر على فهم السياق السياسي الأوروبي المطبوع بزحف اليمين ، و تسهم بتصرفاتك السلبية في الدعاية المجانية لهذا التيار المفلس ، فأحير في تعريفك لماذا غادرت وطنك؟ هل لتنقذ نفسك أم لتغرق جماعتك؟، بهذه المناولة التي تستدعي عناصر الفتنة نقصد بها التحفيز على البحث عن عناصر الصدام و تفكيكها و تقديم حل عملي حتى لا نسهم في اتساع قاعدة الرفض و العنصرية ، و بالتالي إحراج القوى التقدمية التي تسعى لمجتمع متعدد متساوي الحقوق .
و الله الهادي للصواب.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...