لبنان ينزف…

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

اعداد:د.نادين الكحيل
(استاذ مشارك دكتور في العلوم السياسية، كاتبة وباحثة سياسية)

 

 

 

شهد لبنان على مجزرة اسرائيلية جديدة بحق الشعب اللبناني، اعادتنا بالذاكرة الى تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020 ، ولكن هذه المرة بطريقة جديدة تحاكي التطور التكنولوجي وتبرهن على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي يملكها العدو، عبر تفجير واستهداف الاشخاص لحاملين لل pager (بيجر) وهو جهاز نداء لاسلكي يستخدمه عناصر وقيادات من حزب الله.
وعشية الليلة الدموية الذي شهدها لبنان يوم الثلاثاء 17/9/2024 في كافة اراضيه، حدث تضارب في الاخبار والتحليلات السياسية والامنية تارة عبر ان الاجهزة المستوردة حديثاُ تم زرع متفجرات بداخلها ، وتارة اخرى انه تم تفجيرها عن بعد بنفس الوقت عبر خرق سيبراني، ولكن تبقى المعلومات الصحيحة والدقيقة ملك حزب الله واسرائيل.
مما يؤكد مرة أخرى ان الفجوات الامنية لدى المقاومة سمحت بعمليات الاختراق، حيث نجحت اسرائيل عبر الموساد بتوجيه البوصلة نحو استهداف قيادات عسكرية بنفس التوقيت حيث اعتبر نهار الثلاثاء 17/9/2024 يوماً دموياً في لبنان، تلاه تفجيرات متسلسلة نهار الاربعاء لاجهزة (الووكي توكي) اللاسلكية في مناطق متعددة واثناء تشييع شهداء لحزب الله، مما أسفر بحسب وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط 37 شهيداً و 2931 جريحاً من بينهم مدنيين مما يشكل جريمة حرب.
كما أن عملية اغتيال القيادي في قوة الرضوان ابراهيم عقيل وعدد من مسؤوليين وقيادات عسكرية في حزب الله اليوم بتاريخ 20/9/2024 في الضاحية الجنوبية عبر غارة جوية اسرائيلية يشكل زلزالاً استخباراتياً .

وبالتالي، نؤكد مرة اخرى بأن القرار اتخذ بتصفية قيادات الصف الاول للمقاومة، حيث تشهد هذه المرحلة تحولاً تكتيكياً في التقنيات الحديثة لعمليات الاستهداف والقتل، يتزامن مع اصرار نتنياهو على المضي قدماً لاعادة سكان الشمال بأي وسيلة والعمل على زعزعة بيئة حزب الله، وتعزيز الانقسام اللبناني الداخلي ، الا ان التضامن الشعبي والرسمي اللبناني عبر عن التكافل الاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد بعيداً عن الاختلافات السياسية.
ولكن وفق التقديرات العسكرية والمؤشرات السياسية والاستراتيجية بأن عملية اغتيال لمسؤولين رفيعين من قيادات حزب الله والمقاومة مستمرة قد يرافقها عمليات اغتيال لمسؤولين اسرائيلين على سبيل المثال لا الحصر ( نتنياهو، غالانت، ادرعي…) باتت قاب قوسين أو أدنى، ويبقى ما حدث ويحدث في لبنان، يطرح اسئلة كبيرة عن مدى قدرة حزب الله على مواجهة التطور التكنولوجي الاسرائيلي المدعوم امريكياً؟ ومدى قدرته وقوته العسكرية بعد الخرق الاستخباراتي المزلزل له؟ وما هو موقف ايران مما يحدث؟ هل هناك تسوية ايرانية –اميركية فيما خص الملف النووي سيدفع ثمنها لبنان والمقاومة تحديداً؟ هناك العديد والكثير من الاسئلة ولكن السياق العام واضح بأن عمليات الاغتيال مستمرة وبوتيرة سريعة ومكثفة، أضف لذلك امكانية حدوث خرق على الحدود الجنوبية للبنان ، او في المياه الاقليمية.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...