الشاف محمد الشريف القدميري: الطباخ المغربي الذي مزج الرياضة بالنكهات الأصيلة

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

ذ.عبد الله مشنون

 

 

 

في زحمة الرياضة وصخب المنافسات، تختبئ قصص تلهم الروح وتلامس الأعماق. ومن بين هذه القصص، يبرز اسم محمد الشريف القدميري، الطباخ المغربي الذي تجاوز حدود المطبخ ليصبح جزءًا لا يتجزأ من نادي النصر السعودي، النادي الذي يحمل لقب “العالمي”.

لم تكن بداية محمد الشريف مختلفة عن كثير من أبناء المغرب، لكنه كان يمتلك شيئا خاصا: حبا متقدا للطهي وفهما عميقا لفنونه، رحلة من التقاليد الى الاحتراف. ترعرع في بيت مغربي تقليدي حيث كانت الأطباق لا تُحضر فقط لإشباع الجوع، بل كانت رمزا للحب والاحتفاء بالحياة. تلك النكهات، التي حملت عبق الطاجين والكسكس، لم تكن مجرد أطباق بل قصائد مغلفة بالبخار والبهارات.

حين أتيحت له الفرصة للعمل في السعودية، وجد في نادي النصر منصة لنقل ثقافة وطنه. لم يكن الأمر سهلا؛ فريق عالمي ولاعبون من مختلف الجنسيات، لكل منهم ذوقه واحتياجاته. لكن القدميري استطاع، بمهارته وإبداعه، أن يُدخلهم في رحلة إلى قلب المطبخ المغربي.

لم يكن دوره مقتصرا على إعداد الطعام فقط. بل وراء النكهة توجد قصة إنسانية، أصبح محمد صديقا وأخا للاعبين، يعرف احتياجاتهم ويراعي تفضيلاتهم، حتى باتوا ينظرون إليه كجزء من أسرتهم اليومية. علاقته المميزة مع جل اللاعبين، ومن بينهم النجم المغربي عبد الرزاق حمد الله،الذي يظهر مدى تأثيره الإيجابي، ولا يخفي إعجابه بالطعام الذي يُعده القدميري، واعتزازه بوجود ابن وطنه في هذا الفريق العالمي.

محمد الشريف لا يرى الطهي كمهنة فقط، بل كفن و رسالة ثقافية. الأطباق التي يقدمها تحمل نكهة الأصالة المغربية، لكنها مصممة لتناسب الاحتياجات الرياضية.

فهو يوازن بين الذوق والصحة، ويُظهر أن المطبخ المغربي ليس فقط تراثا، بل هو مصدر إلهام عالمي.

من الطاجين المشبع بنكهات الزيتون والليمون، إلى أطباق الكسكس التي تجمع بين البساطة والترف، استطاع محمد أن يجعل من كل وجبة لوحة فنية يتذوقها اللاعبون بشغف.

قصة محمد الشريف القدميري ليست فقط عن الطعام، بل عن التفاني والشغف. إنه نموذج حي للكفاءات المغربية التي تبرز في الخارج، تحمل ثقافة الوطن وتُظهر للعالم صورة مشرقة عن المغرب. قصته تُذكرنا بأن الإبداع لا يحتاج إلى أضواء كبيرة ليُشرق، بل يكفي أن يُلامس القلوب ويُعبر عن الهوية.

ختامًا، يظل محمد الشريف مثالا حيا على أن النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في الوصول إلى القمة، بل في البقاء متواضعا، ومواصلة تقديم الأفضل، مهما كانت الظروف. نادي النصر ليس فقط فريقا عالميا، بل صار بفضل محمد، جسرا يربط بين النكهات المغربية والإنجازات الرياضية.

نخبر قرائنا الكرام اننا سنجري حوارا شيقا بالسعودية مع الشاف المغربي محمد الشريف القدميري انتظرونا.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...