عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم بايطاليا
في زمن تتشابك فيه الأزمات وتتعاظم فيه التحديات، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كرمزٍ للإنسانية والتضامن مع الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة الذي يعاني من ظروف إنسانية صعبة.
تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تتبنى الدولة نهجًا إنسانيًا راسخًا تجاه القضية الفلسطينية. فمنذ بداية الأزمة في غزة، بادرت الإمارات بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، شملت إرسال شحنات من المواد الغذائية، الأدوية، ومواد الإيواء، عبر مختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية.
من أبرز المبادرات التي أطلقتها الإمارات في هذا السياق، حملة “ترحم لغزة”، التي جمعت أكثر من 24,000 متطوعًا داخل الدولة، وأسهمت في إرسال 71,000 سلة إغاثية إلى القطاع. كما أطلقت عملية “طيور الخير” التي أسهمت في توصيل 293 طنًا من المساعدات عبر الطائرات الإماراتية والمصرية.
Gulf News
على الصعيد الطبي، أنشأت الإمارات مستشفى ميداني في غزة بسعة 200 سرير، عالج أكثر من 20,000 حالة، بالإضافة إلى إرسال مستشفى عائم إلى مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي للجرحى.
لم تقتصر جهود الإمارات على المساعدات العاجلة فقط، بل امتدت لتشمل مشاريع بنية تحتية مستدامة، مثل إنشاء محطات لتحلية المياه بسعة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون جالون يوميًا، استفاد منها أكثر من 600,000 شخص. كما تم توفير آليات إنتاج الخبز لتلبية احتياجات السكان.
وتعكس هذه المبادرات التزام الإمارات العميق والمستمر بالقضية الفلسطينية، وتؤكد على موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله.
إن ما تقدمه دولة الإمارات من دعم لغزة ليس مجرد مساعدات مادية، بل هو رسالة أمل وتضامن مع شعب يعاني من ويلات الحروب والاحتلال. وتؤكد هذه الجهود على أن الإمارات، بقيادتها الحكيمة وشعبها المعطاء، ستظل دائمًا إلى جانب فلسطين، تسعى لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة.