هل نملك أدوات الرد الكافية؟ المغرب يحتكم إلى الاستراتيجية وليس العواطف

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم في ايطاليا

 

 

في خضم النقاش الإعلامي الحاد حول تغطية الصحافة الفرنسية للمغرب، يبدو أن الغياب المؤسساتي في الرد على الخطاب الخارجي العنيف عن طريق جيروم فينوجليو—رئيس تحرير جريدة لو موند— يشكل تحديًا يتجاوز ترجمة كلمات، ليصبح معركة ثقافية وحضارية.

أولاً: هل نمتلك أقلامًا قوية للرد؟

النقاش المتداول بين المغاربة كشف أن الصحافة الرسمية ملكية لديها كفاءات بارزة، لكنها تفتقر إلى منصة ضخمة ترد بقوة منظمة ومؤسسية. فحتى مقال واحد في صحيفة وطنية قد لا يشكل رادعًا كافيًا عندما يصدر من صحيفة أوروبية نافذة ذات وزن.

هذا يظهر ضعفًا في قدرة الإعلام العمومي على دکھ رمزًا بسيطًا كالرد على كلام مسيء بحرفية استراتيجية.

ثانيًا: هل فتحنا نقاشًا مؤسساتيًا؟

على الرغم من أن التدوينات وردود الأفعال الفردية كانت فورية وحماسية، إلا أن تأثيرها محدود وعرضة للنسيان أو الانكفاء. الإعلام الرسمي غالبًا ما يُختزل في بيانات ناقصة أو تصريحات متأخرة.

بديلنا الحقيقي هو بناء منصة وطنية للنقاش الحضاري تجمع الإعلاميين، المثقفين، الأكاديميين، وحتى الدبلوماسيين في منظور استراتيجي؛ لإعادة بناء خطاب المغرب على نفسه، لا كرد فعل يُلهث خلف الرأي العام.

ثالثًا: هل نحتاج قناة دولية مغربية موحدة؟

نعم، وعلينا أن نبدأ العمل فورًا على إطلاق قناة إعلامية مغربية مستقلة، ثلاثية اللغة (عربية وفرنسية وإنجليزية)، تدير «الحرب الإعلامية الناعمة» بجدية وتقنيات حديثة، تستخدم فيها الكفاءات الوطنية وباقي مغاربة العالم.

هذه القناة ليست مجرد رد تقنية؛ بل هي استراتيجية ناصعة لبناء “سردنا الوطني” في مواجهة الروايات الخارجية النمطية، مثل تلك المبنية على الشك واللاشعبية، التي كثيرًا ما يكررها بعض المحررين.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...