اغتيال الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي في خضم اشتباكات غامضة بقطاع غزة

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم في ايطاليا

 

 

 

قُتل الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي مساء الأحد، إثر إطلاق نار خلال مواجهات اندلعت بين قوات أمن وعائلة بمنطقة جنوب مدينة غزة، في حادثة أثارت جدلًا واسعًا وردود فعل متباينة داخل الساحة الفلسطينية والعربية.

حسب شهود عيان ومصادر محلية، فإن الاشتباكات بدأت بعد اتهامات طالت عائلة دغمش جنوب المدينة، بزعم استهداف أفراد من حركة حماس وكتائب القسام، ما أثار ردة فعل أمنية أدّت إلى المواجهة التي قتِل فيها الجعفراوي بعد أن تلقى طلقات نارية.

في منطقة الصبرة جنوب غزة، وقعت صدامات بين أفراد من عائلة دغمش وعناصر يُعتقد أنهم من الأجهزة الأمنية، تبادل خلالها الطرفان إطلاق النار. وكان الجعفراوي حاضرًا لتغطية المشهد حين تعرض لإطلاق النار.

اشتهر الجعفراوي بجهوده في نقل جرائم القصف والعدوان على غزة، ومتابعته الحثيثة للمواقع الخطرة، مصحبًا للجمهور بصور حية عبر الإعلانات المرئية ومنصات التواصل. وقد تعرض مسبقًا لحملات تشويه واتّهامات في بعض الأوساط الإعلامية.

هذا النشاط الإعلامي الميداني جعله — بطريق غير مباشر — هدفًا محتملاً في معارك السيطرة الإعلامية والسياسية داخل السياق الحساس للقطاع.

أثارت الحادثة موجة من الغضب داخل المجتمع الفلسطيني، حيث طالب ناشطون بتحقيق محايد ومستقل لتحديد الجناة ومحاسبتهم. ووُجّهت الدعوات إلى مؤسسات حقوق الإنسان الدولية للتدخل.

إذًا، إما أن يكون هذا الاستهداف حادثًا عابرًا، أو أنه جزء من لعبة معقدة تتداخل فيها الحسابات الأمنية والسياسية.

استهداف صحفي معروف بالتغطية في ساحات المعارك يمثّل اختبارًا صعبًا على ضمانات الأمان في مناطق النزاع.

الفُرقة بين الصراع الدولي والصراعات الداخلية قد تُستغَل لإسكات الأصوات المستقلة.

هذا الحادث ليس فقط فقدان إنسان، بل رسالة خطيرة حول مدى قدرة الصحفيين على العمل حتى في أصعب الظروف.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...