البوليساريو تراهن على الحد الفاصل بين بين الحكم الذاتي المغربي و الحكم الذاتي الحقيقي “الامريكي”.

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

مصطفى سلمى ولد مولود

 

 

أعلنت البوليساريو مسبقا أنها “لن تشارك في أي عملية سياسية أو مفاوضات على أساس محتوى مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة”، حسب ما جاء في رسالتها الموجهة لرئاسة مجلس الامن. و سربت الصحافة الجزائرية ان الجزائر قد لا تصوت هي الاخرى على القرار بصيغته المطروحة، و الراجح ان المقصود هو الامتناع، إذا وجدت ان التصويت بالرفض لا يغير من النتيجة شيئا.
و تدعو مسودة القرار “الطرفين إلى المشاركة في المناقشات دون تأخير أو شروط مسبقة، على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي، بهدف التوصل قبل انتهاء ولاية بعثة المينورسو إلى حلّ سياسي نهائي ومقبول للطرفين، يضمن حكمًا ذاتيًا حقيقيًا داخل الدولة المغربية، مع ضمان حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية”
تقول الفقرة من القرار ان هناك نقطة بداية هي مقترح الحكم الذاتي المغربي، و نقطة وصول هي حكم ذاتي حقيقي داخل الدولة المغربية، خلافا لما سبق ان صرح به الوزير “ناصر بوريطة” بأن المقترح المغربي هو نقطة وصول و ليس نقطة انطلاق.
البوليساريو التي لا تملك اية اوراق ضغط، و لا يخدمها الوقوف في وجه “ترامب” لا شك انها انتبهت للثغرة التي فتحتها مسودة القرار بين نقطة الانطلاق و محطة الوصول.
و بما ان الجبهة هي الاخرى فتحت مقترحها الى حدود تقع ما بين الكونفدرالية و الفيدرالية، حتى و إن لم تسمهم بالاسم حفاظا على سرديتها امام انصارها، يبدو موقفها الرافض مسبقا المسنود بالامتناع الجزائري مفهوما، فالانخراط المبدئي في النقاش يعني القبول بالحكم الذاتي بالصيغة التي يقترحها المغرب، التي سبق ان صرح الوزير “بوريطة” انها نقطة نهاية و ليست بداية، و تخشى البوليساريو ان تعلق في نقطة البداية-النهاية، كما علقت في فكرة الاستفتاء التي تأكدت استحالتها مع مرور الايام و السنين.
البوليساريو متسلحة بوجهة نظر المبعوث الشخصي ديميستورا الذي خبر الملف، و الموقف الجزائري الداعين المغرب الى التفصيل في مقترحه، أرادت برفضها المعلن مسبقا الدفع نحو التفصيل، مستفيدة من روح القرار الذي يحدد المقترح المغربي كنقطة بداية، و ليس محطة نهاية “التوصل إلى حلّ سياسي نهائي ومقبول للطرفين، يضمن حكمًا ذاتيًا حقيقيًا”، و فوق ذلك يعطي القرار مهلة ثلاثة أشهر لانتهاء ولاية بعثة المينورسو.
أمام الجبهة إذا ثلاثة أشهر قبل ان يعيد مجلس الامن النظر في المسألة من جديد، و في تلك الاشهر هناك وساطة امريكية مرتقبة مستقلة عن مسار التسوية الاممي، تخص المصالحة بين الجزائر و المغرب، و اهم النقاط الخلافية بينهما هي قضية الصحراء، و سيكون حلها هو الإنجاز الأكبر الذي سيجد فيه السيد “ترامب” ال show، باعتبار القضية الصحراوية العنوان الابرز في خلاف البلدين الجارين.
هنا تامل البوليساريو ان يتعزز موقفها بالموقف الجزائري، حين تهيمن المظلة الامريكية على المسار الاممي، فيدخل المقترح المغربي في مرحلة “التفصيل” الذي تطلبه الجزائر نيابة عن البوليساريو و تسميه واشنطن “الحقيقي”.
تطمح الجبهة ان تجد بين ثنايا التفاصيل ثقبا تتسرب منه الرياح إلى قلب المقترح المغربي، او تدخل من خلاله تعديلات جوهرية تقربها من “روح ومحتوى مقترحها المُوسَّع” الذي اعربت أنها “مستعدةً للانخراط بشكل إيجابي في عملية السلام على أساسه”.
و بالتأكيد سيكون جميع الاطراف تحت ضغط “رسول السلام” حاكم البيت الأبيض الذي لا يقبل ان ترد كلمته.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...