مصطفى الحسناوي من إعلان إلحاده إلى الهجوم على منتقديه الجزء/ 2

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

الشيخ محمد الفزازي (*)

 

بلغني تعقيب مصطفى الحسناوي على منتقديه بخصوص ما صرّح به مؤخراً من أنه انتقل من الإيمان إلى اللائيمان، ومن أنه أصبح يشك في قطعيات الدين وفي القرآن كله.

وإنه لمن الطبيعي والمنتظَر أن يلقى تصريحُه ذاك انتقاداتٍ لاذعةً من بعضهم. شخصياً لا يهمني كفرُ الحسناوي من عدمه في شيء. وما أهمّني فقط هو الشبهة التي طرحها وجعل منها مستنداً لانتقاله من الإيمان إلى الكفر.
ولقد تصرف كالسارق الذي يعترف بالسرقة على الملإ ويشتطُّ غضباً إذا قيل له أنت سارق. يرتدّ الحسناوي على الملأ بملْء فيهِ ويعلل ردته بمسألة علوّ السماء البدَهية التي يتفق عليها خَلْقُ الله كلُّهم من أبينا آدم عليه السلام إلى يوم القيامة.
لقد استكثر علينا الحسناوي أنْ سمينا الهرَّ بالهرِّ كما يقول الفرنسيون.

الحسناوي لم يطرح تساؤلات لإثارة النقاش وإثرائه أبداً، بل أعلن ردته على الملأ، وتفنّن في إعلانها، ونوَّع من العبارات التي لا تحتمل سوى معنىً واحدٍ لا ثاني له وهو الكفر بالله. لقد وصفْنا الموصوف بما وصف به نفسه. ولم نزد على ذلك حرفاً واحداً. بل اختصرنا ما أطنبَ هو فيه وأسهب.
مسكين هذا الرجل يتهجم على القرآن الكريم وعلى محكم الدين ويسخر من علماء أجلاء ثم يريد منا أن نأخذه بالأحضان ونقول له لا عليك يابطل.

أنا ناقشته فقط في خُزَعْبَلِه دون شتيمة ولا شماتة ولا مطالبة أحدٍ بإنزال عقابٍ أو حدٍ …فلا يعنيني كفره ألبتة. هذا شأنه ولن أدخل معه قبره. ما يعنيني هو شبهته الصبيانية التي طرحها كدليل على فساد ملّة الإسلام بزعمه، فانسلخ عنها بسوء فهمه.
وبَدَلاً من أن يردّ عليّ في شبهته الصبيانية راح يشنّ الهجمات العنيفة مزمجراً ومعبّراً عن ضغائن النفس المعتلة ومعيِّراً لكل من فنّد هراءه حتى لو لم يخرج عن نطاق الأدب. وهكذا الصِّغار دائماً يعتبرون الحجة القوية شتيمة فيقابلونها بسيل من السباب وادعاء المظلومية لعلهم يشوشون على الناس صفاءَ المشهد.

 رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ (*)

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...