إيطاليا تلغراف تحاور “سعيد مُجمَل” القارئ والمنشد المغربي بجنوب إيطاليا

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

حاوره ذ.أحمد براو
كوزينسا

 

 

في إطار تغطيتها لجميع المناطق الإيطالية تحط جريدة إيطاليا تلغراف الرحال بمنطقة كالابريا في أقصى الجنوب وتولي اهتمامها لتعريف الجالية بالكفاءات والوجوه المغربية المشرفة التي تمثل بلادها أفضل تمثيل، تستضيف أحد وجوه العمل الفني والجمعوي الأخ سعيد مُجمَل الذي لم تُتح له كامل الفرصة لإظهار كل إمكانياته ومؤهلاته الرائعة والصوت الجميل، بسبب ظروف الإقامة في الجنوب الإيطالي، الأخ سعيد من بلدة سيدي حجاج بإقليم سطات وانتقل منها للدار البيضاء، ويقيم حاليا بمدينة كوزينسا شمال منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا والتي تعرف جالية كبيرة من أبناء “سيدي حجاج” وينشط مع جمعية “دعوة أوديفو” البين-ثقافية للتعريف بالثقافة العربية ولإدماج المهاجرين في النسيج السوسيو-ثقافي في الجنوب الإيطالي.

1- مرحبا بك في جريدة إيطاليا تلغراف، كيف تُقَيّم تجربتك في بلاد المهجر بعد مرور سنوات على قدومك لإيطاليا واختيارك للإستقرار بالجنوب رغم الظروف الصعبة من جميع النواحي في منطقة كالابريا؟

– شكرا على الإستضافة وأشكر جريدة إيطاليا تلغراف وأنا من المتابعين والمعجبين بمحتواها وما تقدمه من منشورات لفائدة الجالية المهاجرة في إيطاليا، بالنسبة لسؤالك حول الأوضاع في الجنوب، في حقيقة الأمر الظروف في جنوب إيطاليا جد صعبة مقارنة مع الشمال لقلة الحيلة والأسباب والشغل ورغم ذلك استطعت بحمد الله ان أستقر بحكم العمل الشخصي، والمثابرة والصبر وكذلك النشاط الجمعوي والديني، وتعرفت على إخوة وأصدقاء في مدينة كوزينسا كما تكونَتْ عندنا جالية مسلمة مندمجة في هذه المدينة ومنطقة كالابريا بصفة عامة والآن لم تعد هذه المنطقة، كما كانت سابقا ممر وعبور للشمال أو لدول أوروبية أخرى بل أصبحت مستقر المهاجرين في السنوات الأخيرة بحكم التجمع العائلي والعمل في ميدان التجارة والفلاحة والخدمات

2- حدثنا عن تجربتك في العمل الجمعوي بالمغرب وكيف صقلت موهبتك في فن الإنشاد والمديح والتجويد؟ ماهو النوع الذي تفضل؟

– الحمد لله منذ الصغر وأنا أزاول العمل الجمعوي والفني في المغرب مع العديد من المجموعات والفرق الإنشادية وحاولت أن أرفع من مستواي في فن الإنشاد في منطقة سيدي حجاج بمدينة سطات، وفي الأخير استقر اختياري على التجويد بحيث رأيته موافق لصوتي حول اختيار المقامات وخضت عدة تجارب في بلدي الأم وكانت بحول الله تلقى الإستحسان والتشجيع من جميع الأساتذة والمشايخ والمقرئين الذين تعرفت عليهم وبحكم العمل في أحد الشركات بمدينة الدار البيضاء قلّت شيئما نشاطاتي في هذا المجال و اقتصرت على المناسبات الدينية والعائلية ومع بعض الإخوة والأصدقاء.

3- ما تقييمكم لأحوال الجالية المغربية بالجنوب الإيطالي وماهي الصعوبات التي تواجهها في ظروف جائحة كورونا؟

أحوال الجالية المغربية في هذه الظروف ازدادت صعوبة بحكم الإغلاقات والحد من الأنشطة التجارية وقلة فرص العمل، ولحسن الحظ استفادت هذه الجالية التي تعتبر من أقدم الجاليات هنا من منحة دخل المواطنة وبعض “البونوس” مثلا لأصحاب “البارتيتا إيفا”، ودخل الطوارئ، كما أن التحويلات للمغرب قلّت بفعل جائحة كورونا، وكذلك السفر والرحلات خوفا من الإغلاق وهناك أيضا قصور في نقل المعلومة والعمل الإجتماعي للتخفيف من مضاعفات هذه الجائحة نسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء الذي طال أمده.

4- كلِّمنا عن تجربتك في الإمامة والقراءة خصوصا في رمضان في المركز الإسلامي بمدينة كوزينسا وكيف تنظر إلى واقع ومستقبل المسلمين في هذه المدينة؟

– أنا أعتز بهذه التجربة رغم قصرها لكنها أعطتني الثقة في النفس والعمل على ملء الفراغ في هذا المجال، وقضينا أوقات جد رائعة وبكل روحانية، خصوصا خلال شهر رمضان بحيث كان يمتلأ المسجد بالمصلين خلال صلاة التراويح، لسماع التجويد وهذا ما كان يعطيني دافعا للعمل أكثر وبذل المجهود واستفراغ الطاقة لتقديم كل ما تجود به قريحتي ولتقديم أفضل ما لدي لكي أتحف أسماع المصلين والمستمعين لآيات الذكر الحكيم. الواقع الحالي لازال يعرف صعوبات وتحديات أمام الجالية المغربية والمسلمة نظرا لقلة البرامج والخدمات المقدمة خصوصا للشباب والأطفال والنساء ولازال هناك الكثير من العمل لتنظيم جالية مؤهلة وناجحة لعدة أسباب مجتمعة، وأهمها عدم الإهتمام بالجانب الثقافي والفني، ولكن بفضل بعض المجهودات للإخوة مشكورين فالأمور بدأت تتحسن شيئما ولو بطريقة بطيئة وارتجالية وممكن في المستقبل تتحسن للأفضل.

5- سبق لك أن شاركت في عدة لقاءات للتعريف بالفن العربي والمغربي بنشاطك في جمعية “دعوة أوديفو” كيف تنظر لعمل هذه الجمعية وماهي رسالتها؟

– نعم صحيح هذه الجمعية الثقافية جمعية جد رائدة في العمل الجمعوي في جنوب إيطاليا وقطعت أشواطا بفضل رئيسها الأستاذ براو بحيث شاركتُ معها في عدة لقاءات فنية كمنشد ولإعطاء النشيد العربي بعدا ثقافيا وكذلك لها مبادرات ثقافية واجتماعية وتربوية، وعقدت اتفاقيات مع عدة بلديات لإدماج المهاجرين وتقديم لهم خدمات وكذلك لتمثيلهم في المؤسسات الرسمية واستطاعت أن تعطي صورة جد مشرِّفة للجالية المغربية والمسلمة في مدينة كوزينسا سواء للتعريف بالثقافة والثوابت المغربية، وكذلك للتعريف بالفن العربي الإسلامي كالإنشاد والموسيقى والخط العربي والطبخ واللباس… وغير ذلك من التقاليد والعادات وتعتبر كذلك جزء ومكون للحوار بين أهل الأديان الأخرى فقد قمنا بلقاءات وألقيت فيها بعض المقاطع في الأناشيد الدينية، للتعبير على الرقي الفني في المجال الديني، وأهم ماقامت به هو تنظيمها للملتقى الجهوي الأول لمغاربة كالابريا وهذه أول بادرة اجتمعت فيها عدد من الجمعيات الوطنية المغربية في الجنوب الإيطالي

6- مؤخرا قررت أن تنتقل شمال إيطاليا وسوف تترك فراغا في مدينة كوزينسا والجنوب، ماهي الدوافع التي دفعتك لاتخاذ هذا القرار الصعب؟

– نعم لقد قمت برحلة لشمال إيطاليا والضبط لمدينة “فيتشينزا” لاستكشاف طبيعة العيش في الشمال، ومكثت هناك لمدة مع بعض الإخوة والأصدقاء وهو ما شجعني لأفكر في الإقدام على التنقل للشمال لأن هناك فرص أكبر، ولا زلت أتردد في الفكرة خصوصا لأنني ألِفت الإقامة في الجنوب فرغم ذلك أحِنّ إليه كثيرا لأن هنا قضيت أغلب مراحل الهجرة واندمجت مع الثقافة الجنوبية لكن أخيرا استقر بي الرأي أن أتنقل خصوصا بعد هذه الجائحة وانعدام فرص العمل كما أن الظروف هناك مواتية لي لأحصل على العمل وأجتهد مع الإخوة في الميدان الدعوي والجمعوي والفني.

7- كيف تنظر إلى تقصير أغلب الجمعيات في إعطاء الفرص للكفاءات والطاقات الوازنة وتشبتهم فقط بالمناصب، وكثرة المشاكل التي تحدث داخل هذه الجاليات، وماهي نصيحتك لهم؟

– هذا الأمر يحز كثيرا في النفس ولنا عدة مؤاخذات على كيفية تسيير هذه المراكز والمساجد والجمعيات بحيث تعرف عدة مشاكل داخلية وخارجية فالكل متوجس من الكل وليس هناك روابط ثقة، وللأسف هذا الأمر يضيع الكثير من الطاقات ومن الأمور التي يمكن أن تكون في صالح الجالية كتقديم الخدمات والمعلومات والأعمال الإجتماعية والثقافية والفنية والتربوية، المشكل يكمن في طريقة إختيار الممثلين والمسؤولين بحيث يغلب عليها الطابع القبلي والتشرذم رغم أن هناك بعض الطاقات والكفاءات لكنها تبقى مهمشة وبعيدة أو مستبعَدة، وهذا مشكل أظن أنه ليس فقط في الجنوب بل في جميع مناطق إيطاليا إلا بعض الإستثناءات، ونصيحتي لهم أن يقدِّموا أناس مؤهلين لتحميل المسؤولية من أهل الإختصاص والتجربة ومن لهم الحكمة والكفاءة والإخلاص والتجرد لصالح العمل الجمعوي، وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة على الحق بعيد عن المصالح الشخصية.

8- ما رأيك في الأحداث الأخيرة التي تخص الوحدة الترابية المغربية وكيف تعمل الجمعيات المغربية في الجنوب للتعريف بقضية الصحراء المغربية؟ سبق لتجمع مغاربة الجنوب “Forum” أن أصدر بيان بهذا الخصوص؟

– بالنسبة للأحداث الأخيرة خصوصا تلك المتعلقة بقضية المغاربة الأولى الصحراء المغربية، فكنا دائما نتكلم في هذا الموضوع ونؤكد على أنه لا يمكن لأحد أن يمس كرامة المغاربة ولا ينتقص من وحدتهم الترابية، ولكن هناك تقصير وضعف من الجمعيات، باستثناء بعض الفعاليات المعدودة مثل ماقامت به جمعية “أنيس” بمدينة كروطوني بحيث أقامت مهرجانا حول قضية الصحراء وعلقت صورتين كبيرتين في وسط المدينة للخريطة المغربية ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وكذلك جمعيتنا جمعية “دعوة أوديفو” بكوزينسا لتظيمها الملقى الجهوي الأول حول موضوع المسيرة الخضراء وكذلك البيان الذي أصدرته تحت إشراف هذا الملتقى Forum لمغاربة الجنوب حول أحداث الكركرات.

9- ماذا تقول لمتابعي جريدة “إيطاليا تلغراف” وما رأيك في محتواها؟؟؟

أقول لمتابعي جريدة “إيطاليا تلغراف” أن يواصلوا الدعم والمشاركة والمتابعة لأنها رغم حداثتها فقط استطاعت أن تتبوأ مكانة جد متقدمة في الإعلام العربي الإلكتروني بأوروبا ولها خط تحريري جد متميز وكذلك الكتاب والصحفيين من جميع الإتجاهات والإديولوجيات ما جعلها جريدة تجمع وتوحد ولا تفرق، وتعمل على تقديم أفضل محتوى وأخبار بكل حرية وتنوع. أتمنى لمسؤوليها النجاح والتوفيق وأشكر كل المساهمين في هذا الصرح الإعلامي الراقي.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...