رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي ينعت الرئيس التركي أردوغان بالدكتاتور.

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

أحمد براو

 

 

بوادر أزمة دبلوماسية تلوح بين إيطاليا وتركيا بعد نعت رئيس الوزراء الإيطالي السيد ماريو دراغي للرئيس التركي رحب طيب أردوغان ب “الدكتاتور الذي نحتاح إليه” ، وجاء ذلك عقب إجابته في الندوة الصحفية التي عقدها مساء اليوم على سؤال أحد الصحفيين عن الطريقة الديبلوماسية الغير اللائقة حسب بعض وسائل الإعلام التي استقبل بها الرئيس التركي مفوضة الإتحاد الأوروبي ووزيرة الدفاع الألمانية السابقة أورسولا فان دير لاين.

وقد انهالت على الرئيس التركي العديد من الإنتقادات والشتائم من السياسيين والإعلاميين في إيطاليا وحتى من رئيس الحزب الديمقراطي الجديد إنريكو ليتّا الذي اعتبر معاملة أردوغان بالعار وكذلك وزيرة شؤون الجنوب والتوافق الترابي مارا كارفانيا التي شنت هجوما عليه بأنه رجل يفتقد للإحترام، أما وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة ووسائل التواصل الإجتماعي فقد عرفت الكثير من المنشورات والتعليقات التي تصب جميعها في جانب واحد وهو كيل الإتهامات بالإستبداد والتمييز الجنسي ضد المرأة واستفزاز الإتحاد الأوروبي.

فيما نقلت شبكة الحزيرة عن امتعاض الجانب التركي واندهاشه من هذه الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الدبلوماسية التركية والرئيس التركي وقسم البروتوكولات التابع للرئاسة التركية وأدان وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو ما وصفه بنشر الأكاذيب والفيك نيوز فيما يسمى ب”كرسي أورسولا” قائلا أن الجانب الأوروبي هو المسؤول عما حدث لأنه كان هناك اتفاق مسبق عن كيفية الإستقبال في القصر الرئاسي التركي، وقال تشاووش أوغلو إن الجانبين التركي والأوروبي اتفقا على البروتوكول قبل الإجتماع الذي عُقد مع أردوغان أمس الأول. وأكد أن ترتيب المقاعد جاء وفقا لمقترحات الجانب الأوروبي، واصفاً الانتقادات الموجهة لبلاده بأنها “جائرة للغاية”. كما أكد أوغلو أن الاجتماع كان “مثمرا للغاية”.

وتعد إيطاليا، واحدة من الأسواق الرئيسة للمنتجات التركية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 19 مليار دولار في 2019
من التجارة الإجمالية، وإيطاليا هي ثامن أكبر اقتصاد في العالم في عام 2019، وأما تركيا فتحتل المركز التاسع عشر بين أكبر الاقتصادات في العالم، بشكل كبير منذ عام 2000 بلغت فيه 1.8 مليار دولار أمريكي من الصادرات و4.3 مليار دولار أمريكي من الواردات واستمرت في الإرتفاع حتى 2019. ووفقًا للتقارير الإقتصادية ترجع زيادة القيمة الإجمالية للتجارة بين الجانبين إلى عدد من الأسباب أهمها الاتحاد الجمركي الذي جعل تركيا جزءًا لا يتجزأ من سوق السلع الداخلية للاتحاد الأوروبي.
وقد سبق لحكومة جوزيبي كونتي أن حسّنت العلاقات مع تركيا لما كان لدى إيطاليا فرصة، لتضع سياسة واقعية وأخلاقية للاتحاد الأوروبي وتحاول أن تلجم مشكلة ماكرون الشخصية مع أردوغان، وحربه على الإسلام السياسي المعتدل والتي تؤدي إلى تعزيز التطرف.

وأقيمت تدريبات عسكرية إيطالية تركية مشتركة أظهرت أن إيطاليا التي لديها مصالح في ليبيا أكبر من أي دولة أخرى، مازالت قادرة على أن تكون فاعلة في الأزمة الليبية بالتعاون مع الحانب التركي، فهل يستطيع وزير الخارحية الإيطالي الشاب لويجي دي مايو أن يتجاوز هذه السقطة الديبلوماسية لرئيس للوزراء ماريو دراغي ويعيد العلاقات إلى ما كانت تسير عليه في الطريق الصحيح خصوصا لحفظ المصالح الإيطالية في ليبيا والمتوسط والعلاقة الثنائية والتعاون في مجال الهجرة ومحاربة الإرهاب والتبادل التجاري؟ فعلا إنها أيام صعبة وشائكة تنتظر وزارة الخارجية والسلك الديبلوماسي الإيطالي لأن أردوغان كما يبدو لن يترك هذه الخطيئة تمر مرار الكرام.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...