زيارة الملك عبد الله للبيت الأبيض تأكيد على العلاقة الوثيقة والفريدة التي كانت قائمة بين البيت الأبيض والأردن

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

إبراهيم درويش

 نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس قال فيه إن الملك الأردني عبد الله الثاني أصبح الحاكم المفضل لواشنطن، مرة ثانية. وقال إن صورة نشرها البيت الأبيض يوم الإثنين أكدت هذا: الملك عبد الله الثاني المبتسم والفرح برفقة ابنه وولي عهده الأمير حسين إلى جانب الرئيس بايدن الباسم. وعلق عربي يتابع سياسة المنطقة عن كثب قائلا إنها “صورة مبهجة” و”ستثير الكثير من الحسد في المنطقة”، مضيفا أن هذا بالتأكيد سيكون صحيح بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي حل محل الملك عبد الله كزعيم عربي مفضل لدى إدارة دونالد ترامب، لكنه بات نفسه معزولا.

وقال مصدر مقرب إن زيارة الملك عبد الله للبيت الأبيض يوم الإثنين هي إعادة تأكيد على العلاقة الوثيقة والفريدة التي كانت قائمة بين البيت الأبيض والأردن والتي ظلت مستمرة مع الرؤساء الأمريكيين حتى دونالد ترامب. ولم يكن للملك خلال السنوات الأربع الماضية من يقف خلفه أو يسنده. ومن هنا فترحيب البيت الأبيض كان أحلى لأنه أول زعيم عربي يزور بيت بايدن الأبيض.

وأشار الكاتب إلى أن الملك عبد الله واجه ضغوطا من ثلاث اتجاهات: ترامب وولي العهد السعودي ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وهي ضغوط زعزعت نظام حكمه. وكان الكاتب قد خصص الشهر الماضي مقالا طويلا شرح فيه دور رجل أعمال أردني مدعوم من السعودية وشيخ عشيرة والأخ غير الشقيق للملك الأمير حمزة فيما عرف بـ”الفتنة” أو الإنقلاب المزعوم. وبدوره الجديد كممثل عربي معتدل ومؤيد للغرب حمل الملك عبد الله معه ثلاث رسائل إلى الرئيس بايدن.

فقد حث في الأولى، بايدن لدعم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والذي سيكون ضيفا على البيت الأبيض في الأسبوع المقبل. وقال الكاظمي في مقابلة مع الكاتب الأسبوع الماضي إنه سيطلب من الرئيس بايدن سحب القوات الأمريكية المقاتلة واستمرار دعم الجيش العراقي بالتدريب والمساعدة الأمنية وغير ذلك. وبحسب مصدر مطلع فقد أخبر الملك عبد الله بايدن: “إذا كان هناك شخص يساعدنا للسيطرة على الإيرانيين، فهذا هو”. وقال إن الكاظمي يحظى بدعم عربي واسع من السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر. وأضاف المصدر أن إدارة بايدن تنوي دعم الكاظمي.

أما الرسالة الثانية، فهي متعلقة بسوريا التي حث فيها الملك عبد الله الرئيس الأمريكي للعمل على تحقيق الإستقرار فيها. والخطة التي يحملها الملك هي جمع كل الأطراف المعنية: الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن للتوافق على خريطة طريق تحفظ سيادة ووحدة سوريا. ولم يعرب بايدن بعد عن اهتمام بهذا المدخل، وهذا يعني تعاونا مثيرا للجدل مع روسيا ونظام بشار الأسد. ويمكن العمل على هذا الموضوع مع حلول الخريف، لو وافقت الولايات المتحدة.

وكانت الرسالة الثالثة هي عن علاقات الأردن مع حكومة إسرائيل الجديدة التي يترأسها نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد. ووصف الملك عبد الله لقاء مطمئنا عقده قبل فترة مع بينيت وعبر عن اعتقاده بإمكانية تعاون الحكومتين في مجال الأمن والموضوعات الأخرى.

ورغم عقد الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل إلا أن العلاقات شابها التوتر في أثناء حكم نتنياهو. وعلى الرغم من العلاقة المشحونة بالتوتر مع ولي العهد السعودي إلا أن الملك أخبر بايدن “علينا العمل مع م ب س” وهو مختصر اسمه. وربما كان هذا هو الجزء الأحلى بكونك المفضل مرة ثانية: فعبد الله يشعر بالقوة الكافية والسخاء مع من حاولوا زعزعة حكمه مثل م ب س.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...