الكبار يموتون والصغار ينسون مقوله وتوقعات فاشله

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

 

*د. ميلاد جبران البصير 

 

 

 

هكذا قال وهكذا كان يتأمل بل وهكذا كان يحلم اول رئيس لدوله الاحتلال ديفد بن غوريون قبل سبعون عاما تقريبا . مقولته المشهوره هذة بعد مرور اكثر من سبعون عاما اثبتت فشلها وعدم صحتها أيضا على أرض الواقع . يقال في بعض الاحيان في أن الحلم يصبح حقيقه ولكن بخصوص بن غوريون فأن حلمه وتوقعاته وامالة كانت وما زالت وستبقى فاشله حيث أن ما يحدث على أرض الواقع يثبت ذلك .

رغم كل ما فعلته دوله الاحتلال منذوا ايام النكبه حتى أيامنا هذة من بطش ومن تهويد الأرض وبناء المستعمرات ومحاولة تغير معالم فلسطين الجغرافيه والحضاريه ورغم البطش والإرهاب المبرمج والاعتدأت والاقتحامات اليومية المدن والقرى والمخيمات الفلسطينيه ورغم الحروب والاعتدأت على غزه وجنين وغيرها من المدن الفلسطينيه ورغم حملات الاعتقالات اليوميه لم يمسوا ابدا ولم يزعزعوا عزيمه واراده الشعب الفلسطيني بل حدث العكس .

فعلا مات الكثير من الكبار وجاء بعدهم الصغار اللذين بدورهم ليس فقط لم ينسون بل اظهرروا واثبتوا انهم اكثر عنفوانا وصلابه وتحديا وتصميما ويبدون انهم غير مستعدون لتبني وقبول حلول الوسط والتي أصبحت غير قابلة التطبيق على الأرض.

يكفي نظره سريعه على ما حدث في السنوات القليلة الماضيه بخصوص اعمار النشطاء السياسيين الفلسطينيين ( الصغار ) والكوادر الشابه ومنفذين العمليات العسكريه ضد الاحتلال ليدرك الجميع أن مقوله وحلم وامال بن غوريون كانت وما زالت وستبقى فاشله. أين المحللين والباحثين الاسرائليين واين دراساتهم وتحاليلهم ؟

أن ( الصغار ) اللذين كان يتوجب عليهم أن ينسون حسب بن غوريون ولدوا وترعرعوا تحت ظلم وبطش واضطهاد الاحتلال حيث انهم لا يوجد لديهم شيء يخافون عليه ومنه وعندما يصبح الافق الوحيد والحلم الوحيد أمامهم ولديهم هو السجن والمطارده والتعذيب والبطش وعندما يعمل الاحتلال بسياسته الوحشيه وتصرفاته الغير انسانيه مستعملا كل وسائل القمع والتعذيب الفردي والجماعي ليفقد الشباب الفلسطيني اي نظرة للمستقبل وأي امال فهوا المسؤول عن ذلك وما يتمخض عنه وان رسائل الشهداء اللذين ارتقوا والتي كانت موجهه للأهل وللشعب الفلسطيني لهي اكبر مثال على ذلك.

ليست فقط فشلت المقوله والحلم والتوقعات بل أن التاريخ والواقع يثبتان فشل دوله الاحتلال وانها رغم جبروتها وقوتها العسكريه ورغم الدعم الغير محدود من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحده الامريكيه غير انها خاسره على المستوى السياسي والأخلاقي والمبدئي والتاريخ . فأي دوله هذة التي تدمر البيوت وتقتل الأطفال وتقلع أشجار الزيتون التاريخيه ؟ اي دوله هذة التي تحرم الأطفال من أحلامهم ومن طفولتهم ومن برائتهم ؟

مهما كانت قويه ومهما كانت مسلحة ومدججة في السلاح فهي دوله خاسره ودوله مهزومه .
بن غوريون كان يعرف جيدا كما يعرفون حكام دوله الاحتلال اليوم عداله وشرعيه قضيتنا وحقنا ببناء دولتنا ، يدركون أيضا كما اثبت لهم التاريخ أن الرايه تنتقل من جيل إلى جيل وان الشعب الفلسطيني لا ينسى ولم يتنازل عن حقوقه المشروعه بقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني وان اي مصطلحات وعبارات تشير إلى غير ذلك فهي مرفوضه وسيتم دحرها في مزبله التاريخ. ألم يدرك بعد قاده دوله الاحتلال والمجتمع الاسرائيلي أن طريق السلم والتعايش السلمي في المحيط العربي والإسلامي والتي يمكن التوصل اليه فقط وفقط من خلال الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني انه افضل من أحلامهم التوسعيه والاستعماريه؟

* اعلامي، عضو اللجنة المركزيه لجبهه النضال الفلسطيني إقليم إيطالية وجمهوريه سام مارينا

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...