منعطف تاريخي جديد

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

بقلم: د. إدريس أوهنا، فاس، المغرب.

 

 

 

 

طوفان الأقصى رسم منعطفا تاريخيا جديدا في مسار الأمة الإسلامية، وشكل بداية تجديد أمر دينها بعد مرور مائة سنة على سقوط الإمبراطورية العثمانية.
أطلقت غزة شرارته الأولى، ودفعت -واعية ومحتسبة ومستعدة- ثمن الحرية والكرامة والهوية غاليا؛ إذ لا حرية ولا كرامة بدون تضحية.
نعم تخرب البنيان والعمران، لكن تعمر القلب والوجدان، وانتصر الإيمان والقرآن !!

وآن الأوان للأمة الإسلامية كلها بأفرادها ومؤسساتها أن تنخرط في إعداد العدة للتحرير الشامل. كل من موقعه، وبحسب ما يحسن، وعلى قدر ما يطيق.
ما ينبغي أن تنطفئ الجذوة بعدما اتقدت، وما ينبغي أن تنكس الرايات بعدما علت وارتفعت، وما ينبغي لأم القضايا أن تتراجع في سلم الترتيب، فتصير القضية الثانية أو الثالثة أو الرابعة، أو تغيب عن النية والقصد في الخدمة والإسناد، وعن العزم والفعل في العمل والاجتهاد !!
في “التربية” ينبغي أن تحضر، وفي “الثقافة” وفي “العلم”، وفي “السياسة”، وفي “الاقتصاد”، وفي “الإعلام”، وفي “الفن”، وفي كل مناشط الحياة ومجالات العمل.
على كل مسلم ومسلمة أن يجعل أم القضايا بوصلة اهتمامه، وبوتقة آلامه وآماله، ولا يحقرن في خدمتها من المعروف شيئا !!

لقد أدى الغزاويون بفضل الله تعالى ما عليهم وزيادة، فلم يهنوا ولم يستسلموا ولم ينكسروا، وعلى الأمة أن تبادلهم عطاء بعطاء، وتضحيات بتضحيات، وثباتا بثبات.
لأول مرة في تاريخ القضية حدث هذا الذي ترونه: قل عنها معجزة، أو قل عنها أسطورة، أو قل عنها أعجوبة.. لك أن تسميها ما شئت، المهم أنها صارت واقعا لا ينكر، وباتت في كل ناد تذكر، وأطلقت قطار التحرير الشامل، الذي لا يوقفه حجر ولا بشر !!

ومن بركاتها أن تحقق في سوريا ما لم يسبق له مثيل في الدول العربية في العصر الحديث: قيادة مبدئية حكيمة، وجيش ثوري، ودعم من الجارة تركيا، وتلك مقومات نجاح الثورة بحول الله تعالى، وبناء نظام جديد، سيكون له أثر كبير في حرب التحرير الشامل مستقبلا، وفي تغيير أنظمة البؤس والعار وعلى رأسها النظام المصري المتصهين !!
بالقول الواحد إن القضية قد حيت، وإن الأمة قد استفاقت، وإن العالم قد وعى، فأبقوا على الجذوة متقدة، واستمروا في الإعداد لحرب التحرير بجهاد متنوع شامل، النية فيه قبل الفعل، والتخطيط فيه قبل السعي، بصبر وثبات وعزم لا يلين، وما النصر إلا من عند الله، وما توفيقنا إلا بالله.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...