يواجه الموظفون في مناطق مختلفة حول العالم شبح التسريح من العمل في ظل موجات الاستغناء عن العمالة والتي تزايدت منذ تداعيات جائحة كورونا واستمرت لاحقا بسبب موجات التضخم الاقتصادي والنزاعات الدولية.
وتخفي الأرقام الكبيرة للموظفين المسرّحين قصص أسر تواجه تحديات جديدة في ظل تراجع الدخل الشهري وظهور مشاكل زوجية ونفسية يجب التعامل معها تعاملا صحيحا.
ففقدان أحد الزوجين للوظيفة بصورة مفاجئة أمرٌ قد يهدد استقرار الأسرة بأشكال مختلفة، ففي الوقت الذي تتم فيه إعادة الحسابات المالية، يجب أن ينتبه جميع أفراد الأسرة إلى أن الفرد الذي تمت إقالته يحتاج إلى الدعم النفسي حتى يتجاوز الأزمة ويبدأ من جديد.
هناك مجموعة من الإستراتيجيات التي يجب العمل في إطارها لوضع الأزمة في حجمها الطبيعي من دون خداع أو تهويل، وهي كالتالي:
استقبال الخبر المؤسف
يحتاج الشريك الذي تعرض للإقالة إلى شخص يلجأ إليه بعد سماع ذلك الخبر المؤسف، لذا فإن لجوء شريكك إليك يعني أن علاقتكما بُنيت على الثقة والأمان.
احرص على توفير الشعور بالأمان لشريكك، وطمأنته بأن هذه الأزمة ليست نهاية المطاف، وأن الجميع يتعرضون إلى أزمات حياتية بالغة السوء، لكن بالتمسك بعلاقتكما ستتجاوزان معا الأزمة.
في هذا الشأن، تقول إيمي مورين، المعالجة النفسية في فلوريدا ومؤلفة كتاب “13 شيئًا لا يفعلها الأشخاص الأقوياء عقليًا” لشبكة فوكس نيوز، “عندما يخسر أحد الزوجين وظيفته، من المهم إعادة تأكيد قيمته للعلاقة”، وأضافت “يجب أن يدرك أن أسرته تحبه وتهتم به، وفقدان الوظيفة لا يؤثر على نظرتهم له”.
إعادة الثقة
في هذا النوع من الأزمات، يرى الشخص نفسه غير كفؤ وغير جدير بالثقة، ويحتاج إلى مزيد من الدعم.
لا داعي للمبالغة في إلقاء اللوم على الشركة أو بيئة العمل، يجب أن توضح لشريك حياتك أنه قادر على التطور والاستمرار وعلاج أخطاء الماضي، سواء بتنمية مهاراته المهنية أو باختيار مكان أفضل للعمل.
الأمان المالي
إذا كان دخل الأسرة يعتمد بصورة كبيرة على أحد الزوجين، فينبغي على الطرف الآخر أن يطمئن شريكه بخطة مالية مستقبلية على المدى القصير، تتضمن تخفيض النفقات ودفع الفواتير والمصروفات الأساسية وبعض الفرص المتاحة لكسب المال.
يمكن أيضا مناقشة الخطوات التي يمكنك اتخاذها لإدارة النفقات لتوفير بعض المبالغ لتسديد الديون أو الأقساط المطلوبة. لكن، لا ينبغي مناقشة الأمور المالية إلا بعد أيام على الأقل من صدمة الإقالة.
الدعم الأسري
من الجيد أن يعرف الأطفال أنه لفترة من الوقت لن تنفق الأسرة القدر نفسه من المال. ويجب أن يستغل أفراد الأسرة فرصة وجود الأب أو الأم في المنزل لتوطيد العلاقات الأسرية، حيث يمكن أن تصبح تلك الإجازة الطويلة فرصة للقاءات الأسرية والسفر أو الخروج للتنزه في رحلات بسيطة غير مكلفة ماديا.
التطوير الذاتي
يجب أن يعقد الشريكان جلسة هادئة لمناقشة فرص العمل المتاحة، وما تتطلبه تلك الفرص من مهارات وخبرات. قد يحتاج الأمر إلى تطوير للسيرة الذاتية، أو الحصول على خطابات التزكية، أو التشبيك في دوائر العمل التي تتناسب مع مؤهلات شريكك، وتوسيع العلاقات التي قد تؤدي إلى ظهور فرص عمل جديدة.
مساحة الحزن
قد لا يحتاج البعض إلى دخول شركائهم في تفاصيل مجال عملهم، ربما يشعرون ببعض الحرج أو لأن الطرف الآخر قد لا يستوعب بعض أمور ذلك المجال المهني.
في تلك الحالة، فإن كل ما يحتاجه الشريك هو مساحة لاستيعاب حزنه وتقديم الدعم، ومنحه الفرصة للحديث والشكوى من دون إلقاء اللوم على تقصيره أو سوء تصرفه في بعض المواقف في وظيفته السابقة.
لا تبع الوهم ولا تتعجل الحصاد
في إطار السعي إلى دعم شريك حياتك، لا ينبغي أن تصور أن الأزمة بسيطة للغاية، وأنه قد يتم حلها بين ليلة وضحاها. ينبغي أن يدرك الزوجان أن الأزمات الاقتصادية والحصول على فرص عمل جديدة قد تحتاج إلى بعض الوقت، والمبالغة في تصور أن العثور على وظيفة جديدة أمر وشيك، قد يصيب شريكك بالإحباط السريع إذا لم يتحقق ذلك.
يجب على الزوجين أن يضعا خطة زمنية محتملة إذا لم يجد أحدهما فرصة عمل خلال فترة محددة، وما البدائل المحتملة لسد بنود النفقات.
استمرار الدعم رغم استمرار الأزمة
البحار ليست هادئة طوال الوقت، بعض العواصف قد تثير زوبعة بين الزوجين خلال رحلة البحث عن عمل جديد، لا داعي لإلقاء اللوم على شريك حياتك بسبب فقدانه وظيفته، أو لاستمرار الأزمة وطول مدتها.
يظل التعاطف من أفضل وسائل الدعم التي تقدمها لشريك حياتك، وهذا لا يعني الشعور بالشفقة تجاه الآخر، فالتعاطف شعور يتضمن الرحمة والصبر والحكمة واللطف، وهو شعور طويل المدى ويساعد شريكك على المثابرة.
المصدر : مواقع إلكترونية