د.عبد الحق غريب
أستاذ باحث بكلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة
يروج هذه الأيام عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبران خطيران، الأول ينحصر تداوله بين بعض المسؤولين فقط، والثاني يتقاسمه الطلبة والأساتذة.
الخبر الأول، الذي ينحصر تداوله بين بعض المسؤولين بالجامعة، مفاده رسالة تتضمن تفاصيل ملفات فساد خطيرة بكلية الحقوق بالجديدة وأسماء المسؤولين “المتورطين” في هذه الملفات… الرسالة يحاولون محو أثرها نظرا لما تتضمنه من معطيات خطيرة.
أما الخبر الثاني، الذي يتقاسمه الطلبة والأساتذة، فيتعلق بأستاذ بنفس الكلية يمنح نقطة 17/20 في الامتحانات لمن لا يستحقها من أبناء الأعيان والميسورين والمحظوظين والذين يقدمون له الهدايا/”الرشوة”، وينتقم من الطلبة الذين لا يشترون مقرراته (يُفرَض على الطالب التوقيع عند الشراء)…
إن صح الخبر الأول، يجب على رئيس الجامعة أن يتحمل مسؤوليته وأن يلجأ إلى الجهات المختصة لفتح تحقيق في الموضوع.
وإن صح الخبر الثاني، فإنني لن أطالب عميد الكلية باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المعني بالأمر لأنني أعرف حق المعرفة أن لا أحد من المسؤولين في جامعة شعيب الدكالي له الشجاعة والجرأة والضمير للقيام بالمتعيّن… المسؤولين بالجامعة أعرفهم جيدا، عدد منهم فاسدون ومتملّقون ومنبطحون وانتهازيون و”حݣّارة” يحاربون الاصوات الحرة ويتخذون إجراءات انتقامية في حق الموظفين والضعفاء فقط.
لن أطالب العميد بذلك… في المقابل، ولوضع حد لهذه الممارسات المشينة التي عمّرت بالمؤسسة لعقود، لا أرى حلا آخر غير رجم المعني بالأمر بالبيض كلما وطأت قدماه المؤسسة (وخّا البيض غالي)، ليكون عبرة، خاصة وأن ظاهرة الهدايا/”الرشوة” بالمؤسسة ومشاكل النقط والتسجيل بالماستر وما إلى ذلك ظهرت في الكلية منذ انطلاقها وتفشت بشكل ملفت إبان نائب العميد الذي استدعته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أكثر من مرة بخصوص شبهة فساد بالماسترات وغيرها، وأننا تطرقنا إلى هذه المواضيع بما فيه الكفاية دون جدوى.
الخطير في الأمر أن الطلبة وضعوا شكاية لدى عميد الكلية تتضمن تفاصيل ممارسات المعني بالأمر ولم يحرك ساكنا، وهو ما شجع “عديم الضمير” على التمادي في فساده والانتقام من الطلبة الذين قدموا الشكاية.
في الأخير.. ولنتكلم بصراحة : إن ما يقوم به المعني بالأمر منذ سنوات يعلمه زملائه بالكلية ويعرفون أنه يُمرّغ سمعتهم في الوحل، وأنه يضرب كل مجهوداتهم في الصفر، ويشوّه صورة الكلية ولا أحد يتكلم، ليطرح السؤال : لماذا هذا الصمت المريب؟