لعبة القرارات في مجلس المحافظين؛ ماذا تريد أوروبا؟

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

فاطمة الصیاحي

 

 

ومن خلال الموافقة على القرار الجديد لمجلس المحافظين، أظهر الاتحاد الأوروبي عملياً موقفه تجاه الحكومة الإيرانية. لقد أظهر الأوروبيون أنهم ليس فقط يفتقدون أي نية للحوار مع الحكومة الإصلاحية الجديدة في طهران، بل أيضاً لا يريدون بدء اي مستوى من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. ويعتقد معظم المحللين الأميركيين أن اعتماد هذا القرار كان بمثابة رسالة معارضة أوروبية لأي نوع من الإشارات الإيجابية من دونالد ترامب لإجراء محادثات مع الحكومة الإيرانية. لكن ترامب أظهر جيداً في قراراته السابقة أنه من أجل تحقيق شعار «أميركا أولاً»، عليه أولاً أن يتجاهل المؤسسات والمنظمات الدولية، ومن ثم يفكر في ربح واشنطن من الصفقات والتطورات.

ومن وجهة نظر أخرى، ربما أراد الاتحاد الأوروبي استعادة الدور ومصداقية وكالة الطاقة الذرية في قضية إيران بهذا القرار؛ لكن هذه الآراء الغير مهنية وجهت أسوأ ضربة لهذه المؤسسة الدولية. إن القرارات السياسية وغير الفنية التي تتخذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تحد من برنامج إيران النووي فحسب، بل إنها قد تؤدي أيضاً إلى ردود أفعال أشد قسوة. إضافة إلى ذلك، قد يؤدي ذلك إلى قرار التيار المحافظ بالمضي قدماً بالبرنامج النووي داخل إيران وفي خضم التوترات الإقليمية؛ لأن هذا سيكون الرادع الأخير من وجهة نظرهم.

نعم، تشعر إيران أن حسن النية والترحيب بزيارة رافائيل غروسي لم يكن كافيا لهذا الملف وعليها الآن أن تتصرف بطريقة مختلفة. وكما أعلن المتحدث الرسمي باسم منظمة الطاقة الذرية، فإن إيران قد بدأت على الفور الإجراءات التعويضية رداً على هذا القرار. والآن رداً على العالم الذي لا يريد حل المشكلة، سوف تعمل إيران على زيادة قدرتها على التخصيب بشكل كبير. وبهذه النتيجة سيتوتر علاقات الاتحاد الأوروبي مع طهران ويخرج البرنامج النووي الإيراني عن السيطرة بلا سبب.

وفي مراسم تنصيب مسعود بزشكيان، الرئيس الإصلاحي الذي انتخبه الشعب الايراني على أمل عودة طهران إلى طاولة المفاوضات، وجهت إسرائيل رسالة معارضة إلى البيت الأبيض من خلال قيامها بعملية اغتيال في العاصمة طهران. في البداية، كان يُعتقد أن تل أبيب التي متورطة في الحرب هي الوحيدة التي تخشى تحسن أوضاع طهران العالمية؛ ولكن شيئا فشيئا، أصبح الوضع بحيث أصبح الاتحاد الأوروبي إسرائيل ثانية معارضة. وبطبيعة الحال، في النهاية فإن تدمير الوضع المستقر بين إيران وأمريكا لن يحل أزمات الغرب الكبرى؛ تماماً كما لا يمكن لأي إجراء أن يجبر أميركا في زمن ترامب على دعم أوكرانيا أو دفع تكاليف الدفاع في الاتحاد الأوروبي.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...