تقرير محاضرة: “الكرامة الإنسانية بين النزوع الكوني والتقييد القومي” برنامج سفراء المكارم 3 دورة الكرامة 2025

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

أنجز التقرير: عبد الصمد الخزروني: أستاذ وباحث في الفكر الإسلامي
عبد العزيز حبدي: أستاذ ومهتم بقضايا الشباب والقيم

 

ضمن فعاليات “دور كرامة”؛ نظم المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري بشراكة مع مجموعة من المؤسسات البحثية والمراكز التدريبية والهيآت العلمية العالمية يومه الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2025 المحاضرة الأولى خلال هذه الدورة تحت عنوان: “الكرامة الإنسانية بين النزوع الكوني والتقييد القومي”، المحاضرة تم بثها عبر منصات المركز الدولي التواصلية، والتي قام بتسييرها الدكتور محمد فخري صويلح (محام وناشط حقوقي واجتماعي) من الأردن، أما تأطيرها فكان من الدكتور رفيق عبد السلام من تونس، وهو وزير الخارجية الأسبق ورئيس شبكة الوعي العربي.
في البداية رحّب المسير بالمحاضر الكريم وبالسادة المشاهدين والمشاهدات الكرام على جميع المنصات التابعة للمركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري، ثم بسط أرضية بين يدي المحاضرة حول الكرامة الإنسانية من خلال طرحه لمجموعة من الأسئلة والإشكالات التي ترد على كل عقل مهتم بالموضوع. بعدها أحال المسير الكلمة للمحاضر الكريم الذي كانت مجمل أفكار محاضرته عبارة عن إجابات تحليلية وتوضيحية وتفصيلية للكثير منها.

بدأ المحاضر الكريم الدكتور رفيق عبد السلام محاضرته التي كانت قيّمة وماتعة بالحديث عن مفهوم الكرامة الإنسانية بين النزوع الكوني والتقييد القومي، حيث أكد على أمرين مهمين، هما:
الأول يتمثل في أهمية تحقيق التوازن بين الهوية الوطنية والتعاون العالمي.
والثاني يتمثل في دور الحريات والعدالة في تعزيز الكرامة، وضرورة وجود آليات سياسية واجتماعية تحمي حقوق الإنسان وتكرم قيمته.
ومن أبرز الأفكار التي جاءت في المحاضرة:
• أن النزوع القومي يسعى لتعزيز الهوية الوطنية والقيم الثقافية المحلية، بينما النزوع الكوني يهدف إلى التفاهم والتعاون عبر الحدود الثقافية والسياسية. التحدي هو كيفية خلق توازن بين هذين النزوعين.
• أن الكرامة متلازمة إنسانية ترتبط بحرية الانتقاد والانتقال، ولا يمكن تحقيقها بدون متطلبات الحرية في الاعتقاد والحركة.
• أن الحرية والكرامة مرتبطتان بشكل وثيق، حيث لا يمكن للإنسان أن يعيش حياة كريمة بدون حرية. بيد أن الكرامة هي ثمرة الحرية الحقيقية.
• أن الكرامة الإنسانية مفهوم متجذر في الوعي الإنساني، تعبر عنه الأديان والفلسفات والقوانين. هي حاجة طبيعية تعكس قيمة الإنسان.
• أن الكرامة الإنسانية تعني سموه وشرفه، وهي قيمة الإنسان في حد ذاته بغض النظر عن الدين أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية. هذه الكرامة تستحق الاحترام والتقدير والمساواة.
• أن الكرامة الإنسانية ترتبط بمفهوم الاحترام، حيث تعني عدم التعسف والظلم المهني للكرامة في مجالات متعددة منها السياسية والأخلاقية.
• أن مفهوم الكرامة الإنسانية يرتبط بالعقل، حيث يعتبر العقل من أهم ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، ويجب فهمه بشكل شمولي.
• أن العقل في التصور الإسلامي ليس مجرداً بل هو غريزة تتفاعل مع المحيط، ويجب توجيهه في مسالك الخير لتجنب الانحراف والشر.
خلص المحاضر في الأخير من خلال ما عرضه من أفكار إلى أهمية الكرامة الإنسانية ودورها في تعزيز العلاقات بين البشر والبيئة من حولهم. وإلى أن الكرامة ليست فقط مفهومًا فلسفيًا، بل تحتاج إلى تجسيد عملي من خلال الهياكل الاجتماعية والسياسية، ومن خلال ضرورة وجود آليات سياسية وقانونية تحمي حقوق الإنسان وتوفر له الاحتياجات الأساسية.
بعد عرض النقط الأساسية من المحاضرة فتح الدكتور محمد فخري صويلح الذي لعب دورًا مهمًا في إدارة الجلسة بشكل احترافي، باب المناقشة بطرح أسئلة المتابعين واستقبال مداخلاتهم مما ساعد في توجيه الحوار وإغنائه وإثرائه بشكل فعال وجيد.
وفي الختام جدد المسير الشكر الجزيل للمحاضر على محاضرته القيمة، كما جدد الشكر لجميع المتابعين على منصات التواصل التابعة للمركز على حسن متابعتهم ومشاركتهم وصبرهم، على أمل اللقاء بهم غدا السبت مع الندوة التي ستتناول “الكرامة الإنسانية من وجهات نظر دينية وفلسفية وقانونية”، مما يوفر فرصة للتوسع في الموضوع أكثر، لأن هذه الرؤى المختلفة تعزز الفهم الشامل للكرامة.

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...