أحمد براو
تشيتانوفا – كالابريا
احتفلت بلدة نشيتانوفا بمنطقة ريجيو كالابريا مساء أمس بانتهاء شهر رمضان المبارك من خلال تنظيم لقاء إفطار مميز حضره ما يقرب من 200 شخص، وسط مشاركة قوية من شخصيات دينية وإدارية وممثلين عن المجتمع المحلي.
بدأ اللقاء بكلمة افتتاحية مطولة ألقاها السيد محمد الغوازي، رئيس المركز الثقافي الإسلامي في نشيتانوفا، حيث سلط الضوء على أهمية شهر رمضان في تعزيز القيم الروحية والإنسانية، مشددًا على دوره في بناء جسور التفاهم والتضامن داخل المجتمع.
بعده، ألقى الأستاذ أحمد براو، ممثل الجالية المغربية بجهة كالابريا ورئيس “منتدى مغاربة كالابريا”، كلمة تناولت دور الجالية المغربية في تحقيق التكامل الاجتماعي والإندماج الفعّال والتنمية المستدامة في المنطقة. كما أكد على أهمية مشاركة الجالية في المبادرات المحلية التي تعزز التفاعل الإيجابي بين الثقافات.
من جانبه، رحب السيد جوزيبي أنتيكو، عمدة بلدة نشيتانوفا، بالحضور وأشاد بدور هذه اللقاءات في ترجمة مفهوم الإندماج إلى واقع ملموس. وأعرب عن امتنانه للجالية المغربية لدورها الإيجابي في تعزيز التعاون داخل البلدية، كما أعلن عن خططه لدعم الجالية من خلال توفير مقر مناسب ليكون مركزًا إسلاميًا ودارًا للعبادة مرخصة.
كما مثل رئيس نقابة المحامين السيد دومينيكو ناكاري، القنصل الشرفي للمملكة المغربية في كالابريا، الذي تعذر عليه الحضور من مدينة روما بسبب الظروف الجوية. وتحدث رئيس النقابة عن التوأمة القائمة بين نقابة المحامين بالمنطقة ومدينة سطات المغربية، مشددًا على أهمية هذه الشراكة في تعزيز العلاقات الثنائية الثقافية والمهنية.
شارك أيضًا قسيس المدينة الذي عبر عن انفتاح الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع المسيحي على الجالية المغربية والمهاجرين عامة، وأعلن عن مبادرة لتأسيس حصص دعم دراسي لأبناء المهاجرين، تهدف إلى مساعدتهم في مراجعة دروسهم وتعزيز نجاحهم الأكاديمي.
وللمرة الأولى، حضر اللقاء ممثل عن بلدة تاوريانوفا، الذي عبّر عن انبهاره بجودة التنظيم والمستوى الذي وصل إليه هذا الحدث في دورته الرابعة، مشيرًا إلى رغبته في تنظيم فعاليات مشابهة بالتعاون مع الجالية المغربية في بلدته.
هذا الحدث الرائع الذي بلغ نسخته الرابعة على التوالي، يعكس تطورًا ملحوظًا عامًا بعد عام، مجسدًا الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل بين المشاركين. إنه ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل هو منصة حقيقية لتعزيز القيم الإنسانية والثقافية التي تربط بين أفراد المجتمع الإيطالي والجاليات المختلفة.
من خلال الأطباق والمأكولات التي عُرضت، ظهرت بوضوح جذور ثقافة المغرب العريقة في الولائم والضيافة والكرم، وهي قيم تعزز الروابط الاجتماعية وتُبرز جمال التقاليد المغربية. هذا التنوع الثقافي يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتكامل، ويساهم في ترسيخ أسس العيش المشترك.
كما أن هذا الحدث يلعب دورًا هامًا في مواجهة تحديات العصر، من خلال محاربة التطرف، والعنصرية، والانغلاق، والأحكام المسبقة، مما يجعله جسرًا حقيقيًا للتواصل وبناء الثقة بين الجميع. إنه أيضًا رسالة واضحة تعكس قيمة المغاربة والجالية المسلمة عامة، كجزء لا يتجزأ من المجتمع الإيطالي، ومشاركتهم الفعالة في بناء إيطاليا موحدة ومتعددة الثقافات والأديان.