المغرب: الطاقة الإيجابية والعبادة والذكر.. مواضيع حاضرة في الليلة الرقمية 47 للطريقة القادرية البودشيشية

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

عبد الله مشنون

 

إيطاليا تلغراف متابعة مداغ: كان لمتابعي ليالي الوصال الرقمية “ذكر وفكر في زمن كرونا “، موعد مع النسخة السابعة والاربعين من فعاليات ليالي الوصال، التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، تحت شعار “ذكر وفكر في زمن كورونا” وذلك مساء السبت 02 ابريل 2021، وتم بثها عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى، وعرفت هذه الليلة الروحية مشاركة ثلة من العلماء والمثقفين والمسمعين، كما تم عرض شهادات لمريدي الطريقة من داخل المغرب وخارجه، أعربوا من خلالها عن الأثر الإيجابي للتربية الصوفية التي يتلقونها في الطريقة على حياتهم، كما تمت تلاوة تعزية شيخ الطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها في وفاة شيخ الزاوية الهبرية الدرقاوية ببركان “سيدي محمد المختار” رحمه الله.

تم افتتاح هذا السمر الروحي ببث حصة من الذكر والقران الكريم مباشرة من الزاوية الأم بمذاغ، الكائنة بنواحي إقليم بركان(الجهة الشرقية بالمملكة المغربية)، اشتملت على ختم سلك القران الكريم والأذكار وكتاب “دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في الصلاة على النبي المختار” للإمام الجزولي، وعرف برنامج هذه الامسية الروحية تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المقرئ أسامة بن احمد من فرنسا.

وكانت المداخلة العلمية الأولى للدكتور عبد الزراق تورابي، استاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، حول “جمال ربيع القلوب” في اطار سلسلة “درر جمالية”، تناول فيها بالشرح والتحليل مقولة شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور مولاي جمال الدين القادري: “الذاكر لله حين يتنور قلبه يرى كل شيء جميلا، وصاحب القلب المظلم يرى كل شيء مظلما، ولهذا كن جميلا ترى الوجود جميلا، فالسر الفياض في هذه الطريقة المباركة يجمل الوجود وينور القلوب وحين يتنور القلب يظهر ذلك على الوجوه فتصير كذلك جميلة”.

وقدم الدكتور عبد الوهاب الفلالي، استاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المداخلة الثانية حول “الذكر والدعاء في زمن الوباء”، انطلاقا من قوله تعالى في سورة الكهف ” وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ” (الآية 28)، بين من خلالها أهمية التزام ذكر لله عزوجل ودعائه في كل وقت وحين.

وتناول للدكتور نزار اليملاحي المتخصص في علم النفس من اسبانيا، كلمة باللغة الاسبانية تحت عنوان “الطاقة الايجابية للحب والمحبة للخلق”، بين فيها اهمية الحب في العلاج النفسي من خلال كتاب للمؤلف بيل ميسكر “الحب والطب والمعجزات”، وبين محورية الحب والمحبة في المنهج التربوي للطريقة القادرية البودشيشية وكذا عند سائر الطرق الصوفية الأصيلة، مبرزا اهمية الحب في الحياة واستشهد بقوله تعالى ” وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ “، كما اورد مقولة للشيخ ابن عربي “الحب ديني وايماني”.

لتعقبها المداخلة العلمية الرابعة للدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، حول موضوع: “تجليات ثمرات العبادة على الفرد والمجتمع”، مؤكدا ان العبادة هي الغاية من خلق الإنسان، وان مفهومها يتلخص في الانقياد لأوامر الله تعالى ونواهيه، وبين أنها تشمل كل ما دل دليل شرعي على أنه يتعبد به لله، ويتقرب به إليه، موردا أمثلة للعبادات والطاعات التي لها أثرها على الفرد المسلم، في مقدمتها أركان الاسلام الخمسة، وأعقبها بذكر عبادات شرعية أخرى عظيمة، منها ذكر الله الذي “هو سبب لطمأنينة القلب وراحة النفس”، كما خص بالذكر تلاوة القران، والدعاء.

وأبرز مقاصد العبادة، التي تتمثل في أداء حق الله عز وجل، واتباع شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والالتزام بأحكام الحلال والحرام، ولفت إلى أن ذلك يعد من أصول طريق التصوف المشيد بالكتاب والسنة كما جاء على لسان سهل بن عبد الله التستري: “أصول طريقتنا سبعة: التمسك بالكتاب والاقتداء بالسنة وأكل الحلال وكف الأذى وترك المعاصي والتوبة وأداء الحقوق”.

وعدد ثمارا أخرى للعبادة، منها استقامة الاخلاق وأنها تجدد معرفة الانسان بربه فيخرج بها من ضيق النفس إلى حرية الضمير، وأكد في هذا السياق على أهمية صحبة الصالحين اهتداء بقوله تعالى: “َياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”، وذكر بأن التصوف كان ولا يزال من أهم ثوابت الأمة المغربية، وأن تخليد سير رجالاته يزيد في ترسيخ البعد الروحي في وجدان المغاربة، ويحمل رسالة إلى الأجيال القادمة للتأسي بهم، كما تناول أهمية ودور البعد الروحي للعبادات في الإسلام خلال كلمته باللغة الفرنسية ، التي حملت عنوان “
« La dimension spirituelle des actes d’adoration en islam »

أما المداخلة العلمية الخامسة فكانت للدكتور الحسن الخاوي، باحث مختص في الفقه والمالية الاسلامية من مدينة تيزنيت، في اطار سلسلة دروس الفقه، حول موضوع “الطهارة”، بين من خلالها معنى الطهارة وانواعها وما يشترط في الماء الذي يتطهر به، وبيان حكم الماء المتغير.

وقدم الدكتور ادريس شاغيي من الرباط كلمة الطريقة باللغة الانجليزية تناول فيها عدة توجيهات سلوكية لشيخ الطريقة الدكتور مولاي جمال الدين القادري ونجله الدكتور منير القادري، وافتتح الاستاذ الحسين بويمجان، متخصص في الفلسفة بفاس، سلسة من المحاضرات حول الحوار الصوفي الفلسفي في الفكر الاسلامي.

وتم عرض شريط حول اهمية ذكر الله في حياة الانسان، اضافة الى وصلة جماعية لاسماء الله الحسنى بالطريقة المغربية من اداء اساتذة وطلبة مدرسة الامام نافع للقران الكريم بتزكاغين بالرشيدية.

وتخللت هذا السمر الروحي وصلات من السماع للمجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية، ومجموعات الطريقة بكل من مكناس والجديدة، وبرشلونة، ومجموعة السماع لمدينة تازة برئاسة الاستاذ السليماني ، وبرعمات الطريقة بمداغ، اضافة الى اداء فردي للمنشد اليمني المرحوم “قاسم زبيدة”، والمنشد عبد الواحد افيلال.

وتميزت هذه الامسية بتقديم شهادات لمريدين للطريقة، ويتعلق الامر بكل من نسيم كاسي من باريس، وامينة من تولوز الفرنسية، والدكتور عبد المنان، استاذ محاضر في قسم اصول الدين والتصوف بجامعة “السلطان زين العابدين” من ولاية كولا ترنجانو بماليزيا، سردوا من خلالها سيرهم مع الطريقة القادرية البودشيشية واثرها الايجابي في حياتهم.

واختتمت أطوار هذا السمر الروحي بفقرة “من كلام القوم”، خصصها الأستاذ إبراهيم بن المقدم، للجزء الثاني حول كلام الامام الحسن البصري، أعقبها برفع الدعاء الصالح سائلا المولى عز وجل الحفظ لمو لأمير المؤمنين وولي عهده، وبلد المغرب وصحرائه، وسائر بلاد المسلمين والإنسانية جمعاء.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...