حركة النهضة التونسية تتهم الرئيس قيس سعيد بنقل صراعات الحكم الداخلية للخارج

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

حسن سلمان

 اتهمت حركة النهضة التونسية الرئيس قيس سعيد بنقل صراعات الحكم الداخلية للخارج، مشيرة إلى أن زيارة الأخيرة إلى مصر “لم تكن مدروسة” وتم إنجازها بعجالة، فيما تعرض المفكر الإسلامي أبو يعرب المرزوقي إلى انتقادات بعدما تحدث عن “لقاء” الرئيس سعيد بقيادات إسرائيلية في مصر، دون أن يقدم دليلا على ذلك.

وكان الرئيس قيس سعيد زار مصر أخيرا لمدة ثلاثة أيام، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تحدث خلال الزيارة عن “تطابق” في وجهات النظر مع مصر فيما يتعلق بالقضايا العربية والدولية، وتطرق أيضا خلال حديثه إلى الصراع السياسي الذي تعيشه تونس حاليا، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد.

وكتب القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام “مشكلة قيس سعيد أنه يتحين الفرص لنقل صراعات الحكم التي يخوضها من الداخل إلى الخارج، مثلما فعل مع السفراء الذين جلس معهم في قصر قرطاج ليقحمهم في صراعاته السياسية العبثية، وهو يبحث اليوم عن الاندراج في مظلة اقليمية معادية للديمقراطية ولثورات الشعوب ولروح التحرر في المنطقة. ما أعجبه في بورقيبة هو رفضه الديمقراطية والاعتراف بالتعددية السياسية، وما يجذبه اليوم للسيسي هو توجهاته العسكرية والانقلابية المعادية للديمقراطية والحكم المدني، وما سيعود به من القاهرة هو ترتيبات أمنية وأجندات استخباراتية لضرب الديمقراطية لا غير”.
وقال الوزير السابق والقيادي في الحركة عبد اللطيف المكي إن زيارة الرئيس سعيد إلى مصر “كان يجب ترتيبها داخل تونس، حتى لا تكون مبعثا للشك والريبة، ولو تم إعدادها مسبقا لأمكن خلالها إمضاء اتفاقيات وتحقيق مكاسب للبلاد، لكن الزيارة تمت بشكل مفاجئ ومثير للشك”.
وأضاف بقوله “تونس اختارت طريقا مختلفا عن مصر، والجيش التونسي مختلف كثيرا عن نظيره المصري”.

وكتب الوزير السابق سليم بن حميدان “إن الدفاع الحقيقي عن الأمن القومي والمائي لمصر كان ينبغي أن يمر بدعم قوتها التفاوضية عبر تقوية الديمقراطية التي أتت بمرسي لا بالانقلاب عليهما. فبدلامن أن تتكاتف القوى الوطنية لدعم مرسي في مواجهة إثيوبيا، راحت تنال منه، وهو ما جعل إثيوبيا تنتهز الفرصة لكي تقوم بالتصديق على اتفاقية عنتيبي في 13 جوان (حزيران) 2013 كما عملت على استغلال الاتحاد الإفريقي لتعليق عضوية مصر لأول مرة به بالرغم من كونها إحدى الدول المؤسسة له ولمنظمة الوحدة الإفريقية من قبله. إن الإنقلابيين الخونة يبيعون الأوطان ثم يوهمون الناس بالبطولة لتحريرها. هكذا تلاعب عساكر العرب السماسرة بسيناء والجولان وبالمياه والانتخابات والدساتير ومستقبل شعوبهم”.

محمد الحبيب (أبو يعرب) المرزوقي “لعل ملخص هذه المحاولة هو أن ما يجري في مصر خلال زيارة سعيد هو الامتحان التاريخي لجهازي أمن تونس الداخلي والخارجي، فما حصل في بداية الثورة بين انحيازهما للحرية والكرامة. آمل أن ينجحا في الامتحان فيثبتا ما توسمه الشعب فيهما وصار ينزههما عن كل ما قد يضر بالوطن وهم الآن الدرع الوحيد الباقي لتونس لأن الأحزاب فقدت المصداقية والقدرة على المقاومة إذ هي تهادن الدمية طمعا في حل وسط مع اعداء الثورة والوطن. فما دبر بليل في القاهرة وبلقاء قيادات إسرائيلية لا شك فيه – حتى وإن لم يكن لدي معلومات بل هو المعنى الوحيد لدعوة مفاجئة تدوم ثلاثة أيام دون برنامج محدد ودون حضور ممثلين للحكومة – لا يعللها غير هذا الهدف المعلن لدى المطبعين واعداء الثورة. فإذا يئس سعيد وعلم أن جيش تونس وأمنها ليسا مثل جيش مصر وأمنها وأنهما درع للوطن وليسا في خدمة خونته ولو كان قيس وميليشياته يعلمون أن غيرهم لا يعمل إلا بمبدأ مفاده العقلي والنقلي في حضارتنا”.

وتعرض المرزوقي لانتقادات كثيرة بسبب هذه التدوينة، حيث كتب المحلل السياسي د. طارق الكحلاوي “(لقاء قيادات إسرائيلية لا شك فيه. حتى وإن لم يكن لدي معلومات) شخص ادمن الهلوسة. وقيادي في حزب أغلبي (في إشارة لعبد السلام) يجزم أن زيارة قيس سعيد بأجندة “استخبارية” ولا ينشر معلومات أيضا بل “تحليل”. نفس الحزب الذي يريد الحوار مع سعيد يقوم بتخوينه!”.
وكان سعيد أكد خلال لقائه بالسيسي أن “الأمن القومي المصري هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي التونسي والأمن العربي، مشددًا على أن الموقف المصري في كافة المحافل الدولية يعد موقفًا عربيًا (…) وتونس لن تقبل بأن يتم المساس بالأمن المائي لمصر”.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...