الرئيس التركي يشحذ همم قيادات حزبه استعدادا لانتخابات 2023 ويؤكد أن مصير تركيا يرتبط بمصير الحزب

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس إلى شحذ همم قيادات حزبه العدالة والتنمية استعدادا لانتخابات 2023 والتي قيل الكثير عن اختلاف نتائجها عن سابقاتها، فيما كشف استطلاع للرأي أن الناخبين، ولأول مرة في تركيا، يفضلون تحالف الأمة المعارض على التحالف الحاكم.

وقال أردوغان أمام أعضاء من حزبه العدالة والتنمية “نحتاج إلى اتخاذ إجراءات والتواصل مع الجميع من باب إلى باب” قبل انتخابات عام 2023، مضيفا “لا يمكننا تسليم هذا البلد لهؤلاء الذين على غير هدى”.

وشدد الرئيس التركي على أن “مصير تركيا يرتبط بمصير الحزب”.

وساهم سوء إدارة حكومة العدالة والتنمية للأزمة الاقتصادية التي عمقها وباء كورونا في تراجع شعبية أرودغان وشعبية حزبه بشكل مقلق، ما دفع الأخير إلى الاستنجاد بنظرية المؤامرة وألقاء اللوم على أطراف معادية خارجية.

وأشار أردوغان إلى “وجود أهداف خبيثة وراء خطط زج الاقتصاد التركي في أزمة”، مؤكدا أن هذه الخطط “تدار خارج البلاد”.

ودأب الرئيس التركي إلى تحميل أطراف مجهولة مسؤولية الأزمات الداخلية التي تمر بها تركيا، إلا أنّ مراقبين يشيرون إلى أن إعادة تدوير هذه الورقة قبل الانتخابات القادمة لن تأتي أكلها كما في المرات السابقة.

وكشف استطلاع للرأي أن الناخبين، لأول مرة في تركيا، يفضلون تحالف الأمة المعارض على التحالف الحاكم برئاسة أردوغان قبل انتخابات عام 2023.

ووفقًا لمسح حديث أجرته وكالة الاستطلاعات الخاصة ميتروبول التي أوردتها بوابة الأخبار دوفار، قال 44.1 في المئة من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا إنهم يشعرون بأنهم أقرب إلى تحالف الأمة منهم إلى التحالف الحاكم.

الرئيس التركي دأب إلى تحميل أطراف مجهولة مسؤولية الأزمات الداخلية التي تمر بها تركيا، إلا أنّ مراقبين يشيرون إلى أن إعادة تدوير هذه الورقة قبل الانتخابات القادمة لن تأتي أكلها

وفي المقابل، كان تحالف الشعب الذي يتألف من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية المتطرف قد وصل إلى 36.2 في المئة ضمن هذه الفئة العمرية.

وحذر مؤسس ومدير ميتروبول أوزير سنكار من أن هذه النتائج، على الرغم من أهميتها بالنسبة إلى معارضي أردوغان، لا تعني أن دعم تحالف الأمة بين الناخبين الشباب يجب المبالغة فيه.

وقال سينكار “الفرق بين الاثنين أقل بكثير مما يتوقعه معظم الناس. يبدو أن الجيل الجديد ليس مغرمًا جدًا بالقادة الحاليين”.

ويتكون تحالف الأمة من حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض الرئيسي، والحزب الصالح من يمين الوسط، وحزب السعادة الإسلامي، والحزب الديمقراطي، ولا يعد حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد جزءًا من هذه الكتلة المعارضة، لكنه أيضًا حقق نتائج جيدة مع الناخبين الأتراك الأصغر سنًا في الماضي.

وأمام تراجع التأييد لحزب العدالة والتنمية، تجد المعارضة نفسها أمام فرصة تاريخية لاستثمار هذا التراجع استعدادا للمحطات الانتخابية القادمة وهزيمة أردوغان.

ومؤخرا تشكلت أحزاب منافسة جديدة من قبل الشخصيات البارزة السابقة في حزب العدالة والتنمية، ما يساهم في تقليص الخزان الانتخابي للحزب الإسلامي المتراجع أصلا.

واستطاع الحزبان المنفصلان عن حزب العدالة والتنمية، حزب المستقبل الذي أسسه رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) الذي أسسه وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، حصد المزيد من الأصوات التي كانت تذهب لمصلحة الحزب الحاكم، وذلك رغم حداثة تأسيس كل منهما.

وكل هذه الأحزاب ترفع شعارا واحدا تقريبا وهو العمل على عزل الرئيس الحالي الذي يعكف حزبه وحليفه الحركة القومية على إعداد دستور جديد على المقاس يؤبد حكم الفرد الواحد في تركيا.

ومن المتوقع على نطاق واسع قبل الانتخابات الرئاسية أن تتشكل تحالفات حزبية لتشكيل جبهة أو جبهتين لخوض الاستحقاق الرئاسي والتشريعي في مواجهة حزب العدالة والتنمية الذي يبدو أضعف بكثير مما كان عليه.

ويعمل أردوغان حاليا على ترميم التصدعات داخل حزبه وعلى تصحيح مسار العلاقات مع حلفاء بلاده بعد سنوات من الصدام مدفوعا بأجندة ومشروع أيديولوجي بعد أن وضع تركيا على حافة أزمة هي الأسوأ ماليا وسياسيا.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...