بروكسل: محمد بحسي
تصوير : نجاة القاضي
واقع المرأة المغربية بعيون المرأة المغربية كان هذا موضوع الندوة التي نظمتها ببروكسل جمعية أصدقاء المغرب بتعاون مع سفارة المملكة المغربية ببلجيكا ودوقية لكسومبرغ والتي اختير لها عنوان: النساء في المغرب المعاصر.
الندوة عرفت مشاركة عدد من النساء الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة إضافة إلى إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج.
الندوة التي أشرفت على تنشيطها الإعلامية الشهيرة في بلجيكا حكيمة درموش شاركت فيها كل من السيدات إلهام قدري المديرة العامة لشركة سولفاي البلجيكية العملاقة وكانت مداخلتها عن بعد، و المناضلة النسوية أمينة لمريني رئيسة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، الناشطة السياسية المهتمة بقضايا المرأة سيمون سوسكيند، النائبة البرلمانية نايلة التازي رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية بالمغرب، أمال فلاح السغروشني الرئيسة التنفيذية لفرع المغرب للاتحاد الدولي للذكاء الاصطناعي إضافة إلى الكاتبة المغربية المقيمة ببلجيكا فتيحة السعيدي التي قدمت تقريرا نهائيا شاملا لمختلف وقائع الندوة .
قبل بدء أشغال الندوة تناول الكلمة رئيس جمعية أصدقاء المغرب فرنسيس ديلبيري الذي رحب بالحضور الكبير الذي ملأ قاعة الندوات في قصر بلدية بروكسل عن آخرها والذي كان متنوعا يشمل جميع شرائح المجتمع البلجيكي وجميع مكونات الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا. وبعد التذكير بالانجازات التي تحققت في مجال حقوق المرأة في العالم وفي المغرب بوجه الخصوص والتحديات التي لازالت تواجه هذا التقدم، خلص إلى أن الدولة المغربية سائرة في طريق تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في إطار الخصوصيات الثقافية والدينية للمملكة وذكر بالخصوص بالمادة 19 من الدستور المغربي الذي يضمن للمرأة الحق في المناصفة والمساواة .
بعده تناول الكلمة سفير المملكة المغربية لدى بلجيكا ودوقية لكسومبرغ محمد عامر الذي عبر عن اعتزازه بالتجاوب الكبير لكل مكونات المجتمع البلجيكي مع الدعوة لحضور الندوة وقال إن هذه الندوة التي تعقد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تندرج في سياق سلسلة من الندوات واللقاءات التي تنظمها جمعية أصدقاء المغرب لدعم الحوار بين المغاربة والبلجيكيين وتعزيز العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع المملكتين المغربية والبلجيكية. وقال إن هذا اللقاء يأتي في وقت يُقدِم فيه المغرب على مشروع كبير لتعديل بعض بنود مدونة الأسرة لتصحيح بعض النقائص وتدارك بعض الهفوات التي كشف عنها التطبيق العملي لهذه المدونة وذلك بمساهمة جميع الفاعلين والمتدخلين على الصعيد الوطني.
المداخلات كانت في محورها الأول عبارة عن مسارات شخصية لكل النساء اللواتي كن فوق المنصة والتحديات التي واجهنها للصمود والنجاح في أوساط غالبا ما كانت تتسم بالسيطرة الذكورية فيما انصبت باقي المحاور على النصوص القانونية التي لازالت تميز بين الرجل والمرأة وخاصة في مدونة الأسرة والتي دعت المتدخلات إلى ضرورة مراجعتها ضمانا لحقوق النساء المغربيات وخاصة ما يتعلق منها بالإرث و الحضانة والولاية في الزواج . ورغم أن المنصة لم تكن تعكس التنوع الحقيقي الذي كان في القاعة والذي يمثل مختلف شرائح المجتمع البلجيكي وجميع مكونات الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، فإن المتدخلات لامسن إلى حد كبير معظم التحديات التي تواجه المرأة المغربية وخاصة محدودية تواجدها بسوق الشغل حيث أكدت جل المداخلات على أن اربع نساء مغربيات من أصل خمسة لا يشتغلن ولا يبحثن عن الشغل وهو ما يشكل في نظرهن عائقا أمام استقلالية المرأة ونهوضها .