كل معروف صدقة

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

عادل علي قاسم

 

 

هل فكرت يوماً أن تجعل من أعمالك اليومية حسنات, تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم (كل معروفٍ صدقة وإنَّ من المعروف أن تلقي أخاك بوجهٍ طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك), والمعروف كما قال الراغب:اسم لكل ما عُرف حسنه بالشرع والعقل معاً, وفي هذا الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملان وجعلهما من المعروف وهذا ليس على سبيل الحصر وإنما على سبيل المثال, وأحد هذه الأعمال منبعه القلب أي عمل قلبي وألآخر هو عمل الجوارح وكما هو معروف أن الأعمال في الشرع قسمان أعمال ظاهرة (أعمال الجوارح) وأعمال باطنة (أعمال القلوب) وجميع أعمالنا اليومية ترجع إلى هذين القسمين, إذاً فلنجعلها اقتداءً وامتثالاً لأوامر الشرع, ومن الأعمال اليومية العبادات ولابد للمسلم الاتيان بها كلٌ على حسب حاله, كالصلاة والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وقراءة القرآن والدعاء والذكر, وقسم أخر من تفاصيل الحياة اليومية إذا راعينا فيها الأحكام والآداب الشرعية كانت من الحسنات, وهذا من فضل الله ونعمته على عباده, ومن هذه التفاصيل إفشاء السلام وصلة الأرحام وإماطة الأذى عن الطريق وخطوات الرجل إلى المسجد والدينار الذي ينفقه الرجل على أهل بيته والخروج من المنزل ودخوله والنوم والاستيقاظ منه والأكل والشرب واللقمة الذي يضعها الرجل في فم زوجته, حتى في دخول الخلاء وخروجه وفي التنعل والترجل وفي جميع تفاصيل الإنسان اليومية, والنبي صلى الله عليه وسلم قال (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات وأهل المعلروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة), وصنائع المعروف كل عمل فيه رضى الله وطاعته والإحسان إلى خلقه, والغاية من كل ما ذكر هو رضى الله تعالى للفوز بحياةٍ طيبة في الدنيا وبالجنة في الآخرة, و وسائل هذه الغاية هي الإيمان والعمل الصالح التي يشمل صنائع المعروف, {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل : 97] ,الحياة الطيبة تكون في الدنيا وجزاء الأجر بالحسنى يكون في الآخرة وهو الجنة, ومن فاز بالدنيا والآخرة لا يخزيه الله تعالى في ما بينهما أي في القبر والبرزخ ما أعظم هذه النعمة, أللهم وفقنا للإيمان والعمل الصالح.

إيطاليا تلغراف

 

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...