أبوظبي – شرعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) في تنفيذ خطوتها التالية ضمن إستراتيجيتها التي تطمح إلى اعتماد التكنولوجيا في إنتاج الوقود البيئي عبر استكشاف آفاق التوسع في المجال مع عملاق صناعة الطائرات الأوروبية أيرباص.
وأبرمت مصدر الثلاثاء اتفاقية مع أيرباص بهدف دعم تطوير وتنمية قطاع وقود الطيران المستدام، والذي أصبح أحد المحاور العالمية المهمة لمقاومة التغيّر المناخي.
وأكد محمد الرمحي الرئيس التنفيذي للشركة الإماراتية أن الاتفاقية تأتي في إطار تعزيز التزام مصدر بتسريع الحد من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ودعم الدور الريادي لها في الحد من البصمة الكربونية.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن الرمحي قوله “نتطلع إلى التعاون المثمر مع أيرباص لدعم وتطوير سوق وقود الطيران المستدام واستكشاف المزيد من الحلول المبتكرة منخفضة الانبعاثات الكربونية بما يسهم في بلوغ الحياد المناخي المنشود”.
وتُركز الاتفاقية على تعزيز التعاون بين الشركتين، ويشمل ذلك مجالات وقود الطيران المستدام والهيدروجين الأخضر وتكنولوجيا الالتقاط المباشر للهواء، بالإضافة إلى حلول “الحجز والاسترداد” للوقود المستدام للطائرات.
وتعمل تكنولوجيا الالتقاط المباشر للهواء على احتجاز والتقاط ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو واستخدامه مع الهيدروجين لإنتاج وقود الطيران المستدام الاصطناعي.
وتشير التقديرات إلى أنّ التبني التدريجي للوقود المستدام عالميا سيساعد بشكل كبير على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مجال النقل الجوي، حيث يُعد عاملاً رئيسياً لخفض الانبعاثات في مستقبل قطاع الطيران.
وتتوقع مؤسسة بريسيدينس لأبحاث السوق أن يقود استخدام وقود الطيران المستدام المعتمِد على الهيدروجين وتكنولوجيا الالتقاط المباشر للهواء إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 95 في المئة مقارنة باستخدام الوقود التقليدي.
ويرجح خبراء المؤسسة أن يتحقق ذلك مع نمو سوق وقود الطيران العالمي المستدام إلى أكثر من 14 مليار دولار بحلول 2032.
نمو سوق وقود الطيران العالمي المستدام سيصل إلى أكثر من 14 مليار دولار بحلول 2032
وقال ميكائيل هواري رئيس منطقة أفريقيا والشرق الأوسط في أيرباص إن “وقود الطيران المستدام يعد من بين أبرز الحلول التي تساهم في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطيران، وتهدف هذه الاتفاقية إلى تحقيق النمو الذي نسعى إليه في هذا المجال”.
وأضاف أن “الاتفاقية مع شركة مصدر تعد بمثابة علامة فارقة أخرى على صعيد الشراكات بين شركة أيرباص ودولة الإمارات”.
وأكد هواري أن النجاحات العديدة التي حققتها مشاريع التعاون التي “نتوصل إليها، إلى جانب المساهمة في تطوير قدرات قطاع الطيران في الإمارات” تساهمان في تحقيق الأهداف.
وشدد على أن أيرباص ستواصل دفع قطاع الطيران نحو مستقبل أكثر استدامة مع الالتزام بتعزيز مساهمتها في مجالات الابتكار ودعم الطموحات التي وضعتها الجهات المعنية في القطاع.
ويتعاون عملاق تصنيع الطائرات مع اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) ومجموعة العمل للنقل الجوي (أي.تي.أي.جي) وكذلك منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) للوصول إلى الحياد المناخي في قطاع النقل الجوي بحلول عام 2050.
ويتميز وقود الطيران المستدام بكونه حلا متاحا وسريعا يسهم بشكل مباشر وكبير في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النقل الجوي.
كما يمكن اعتباره وقوداً بديلاً دون أن تطرأ أي تغييرات على التخزين الموجود حاليا أو البنية التحتية لمحطات التزود بالوقود أو الطائرات أو المحركات.
وكانت مصدر قد أعلنت خلال فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” في يناير الماضي عن بدء إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة للتصديق على مسار جديد لإنتاج وقود الطيران المستدام من غاز الميثانول.
وجاءت هذه الخطوة في إطار تحالف تقوده مصدر، لتوظيف الهيدروجين الأخضر في إنتاج وقود مستدام للطائرات.